كثفت الصين بشكل كبير استثماراتها الأجنبية في المكسيك في القطاعين الخاص والحكومي على مدى العقد الماضي، مما أثار بعض القلق حيث حذر الخبراء من وجود اتجاه صعود مالي وسياسي لبكين في ظل تعثر العلاقات الأمريكية المكسيكية، بحسب ما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية الخميس.
وفي عام 2021، وصل الاستثمار الأجنبي المباشر للصين في المكسيك إلى مستوى تاريخي مرتفع على الرغم من القيود التي فرضتها واشنطن على صادرات بكين مع بدء الحرب التجارية بين الدولتين.
ولكن إريك فارنسورث خبير التنمية الاقتصادية والتجارة، قال في تصريحات نشرتها الشبكة إن "الصين ترى بشكل متزايد فرصة في المكسيك، والاستثمارات تتزايد."
وأوضح فارنسورث أن الارتفاع الحاد في الاستثمار الصيني يتلخص في عاملين رئيسيين مساهمين هما: "محاولات بكين تجاوز عقوبات واشنطن وتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك."
وأضاف "تقوم الصين بمحاولة الالتفاف على العقوبات بالذهاب إلى المكسيك ثم الإنتاج في المكسيك ثم محاولة الدخول إلى السوق الأمريكية عبر بوابة المكسيك ".
وعلى الرغم من الحرب التجارية المستمرة بين واشنطن وبكين، لا تزال السوق الأمريكية أكبر مصدر للصين، لا يتجاوزها سوى رابطة دول جنوب شرق آسيا التي تضم 11 دولة، والاتحاد الأوروبي الذي يتكون من 27 دولة.
والشركات الصينية حريصة على عدم خسارة أي نزعة استهلاكية أمريكية وتحاول تجنب القيود التجارية الأمريكية، وتعزيز استثماراتها في المكسيك ووضع ملصق "صنع في المكسيك" على منتجاتها.
ولفت فارنسورث إلي أن "علاقة الصين بالمكسيك ليست قوية بشكل كبير، ولكن الصين تري فرصة لاستغلال تدهور العلاقة بين المكسيك والولايات المتحدة."
وقامت الصين بتعزيز استثماراتها في المكسيك، على غرار المبادرات التي أطلقتها في أجزاء أخرى من أمريكا اللاتينية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بأنظمة الاتصالات والبنية التحتية الرقمية والطاقة والموارد الطبيعية.