تحتفل الكنيسه الكاثوليكية اليوم بذكرى وفاة سيدة مونتسيرات شفيعه كاتالونيا.
القديسة مريم دي مونتسيرات هو دير تابع للرهبنة البندكتية يقع جبل مونتسيرات في بلدية مونيسترول دي مونتسيرات قرب مدينة برشلونة في منطقة كتالونيا شمال شرق إسبانيا.
جبل مونتسيرات (كلمة تعني "الجبلة المُسنَّن") يعد دير سانتا ماريا دي مونتسيرات أهم ديرفي كتالونيا، وتتوافد إليه على الدوام مجموعات من شباب برشلونة في مسيراتٍ ليلية، يجب على كل شابٍ أن يقوم بها لمرة واحدة على الأقل في حياته، حيث يشاهد شروق الشمس من أعالي جبل مونتسيرات.
كذلك فإن نصب سيدة مونتسيرات (العذراء السوداء) المعروف يقع في الدير، قرب مقر الدير البندكتي بين جروف ومنحدرات الجبل. إضافةً إلى ذلك، يقع مقر فرق أولاد مونتسيرات (وهي إحدى أقدم فرق المراسم الدينية والصلوات الجماعية في أوروبا) في الدير
يقع الدير على ارتفاع 1,236 متراً فوق مستوى سطح الوادي، وهو يُمثِّل أعلى نقطةٍ في المنخفضات الكتالانية، ويتمركز في وسط المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في كتالونيا. ويؤوي دير سانتا ماريا دي مونتسيرات متحفاً يعرض أعمالاً فنية قام بها الكثير من الرسامين والنحاتين المعروفين، ومنهم إل غريكو وسلفادور دالي وبابلو بيكاسو وغيرهم. شهدت الحرب الأهلية الإسبانية قمعاً عنيفاً في دير مونتسيرات، وخلال ذلك قتل فيه 278 راهباً و583 رجل دين في كتالونيا، كان منهم 22 راهباً من دير سانتا ماريا دي مونتسيرات.
خلال حقبة فرانثيسكو فرانكو، تحوَّل دير مونتسيرات إلى ملجأٍ لطلاب العلم والفنانين والسياسيّين، وكثيراً ما كان رجال فرانكو يقبعون على مسافة بضعة كيلومتراتٍ أسفل الطريق ينتظرون المطلوبين ليغادروا الدير. بدءاً من أربعينيات القرن العشرين، اعتبر دير مونتسيرات رمزاً للقومية الكتالانية، وفي السابع والعشرين من أبريل عام 1947 أقيم حفلٌ كبير في ذكر عذراء مونتسيرات، حضره أكثر من 100 ألف شخص، وقد تليت الصلوات خلاله باللغة الكتالانية تحدياً لسياسات الحكومة.
قصة تمثال سيدة مونتسيرات العجائبي في إسبانيا فعند البحث عن أصول تمثال سيدة مونتسيرات نجد ذكر التمثال في الكتابات يعود إلى عام 50 ميلادي، يقول التقليد أن القديس لوقا نحته بينما كان يعيش في القدس. من خلال أحداث غير معروفة، انتقل التمثال من القدس إلى مصر، مما يعكس تقريباً هروب العائلة المقدسة إلى مصر أثناء فرارهم من ملاحقة الملك هيرودس. في عام 718 ، تفادياً من تدمير الغزاة المغاربة، تم نقل التمثال إلى برشلونة حيث اختفت آثاره حتى عام 880م.
في هذا التاريخ كان رعاة “يحرسون حراسات الليل على رعيتهم”. فجأة شاهدوا أنوار وسمعوا صوت ترانيم تأتي من جبل في كاتالونيا. فأسرعوا وأخبروا الكاهن الذي ذهب للتوّ وشاهد الأنوار وسمع الترانيم، فأخبر الأسقف الذي شهد الظاهرة بدوره. وبعد التحقيق وجدوا التمثال على حافة صخرة في كهف.
محاولات أخذ التمثال في موكب إلى الكنيسة فشلت، لأنه، كلما تقدّموا، كان وزن التمثال الصغير يزداد ثقلاً. وقد أدركوا أنها علامة على أنه يجب تركها في دير قريب. فوُضع في دير مونتسيرات. خلال القرن التاسع، تم توسيع الدير وضم أربعة كنائس صغيرة وأثناء القرن الحادي عشر، تم تأسيس دير على جبال مونتسيرات بالقرب من الدير الأصلي.
في عام 1592 تم توسيع المعبد الأصلي إلى بازيليك وكُرّس لسيدة مونتسيرات. سُجلت معجزات كثيرة جرت بواسطة هذا التمثال وانتشر خبره بسرعة، وأصبح المؤمنون من جميع أنحاء إسبانيا يأتون لزيارة الكنيسة والتبرّك من التمثال. سميّ التمثال “لا مورينيتا” أو العذراء الصغيرة السوداء إذ يبلغ إرتفاعه 94 سنتمتراً. التمثال يُظهر الطفل يسوع جالساً في حضن أمّه الطوباوية، يده اليمنى مرفوعة يبارك، ويحمل ثمرة تنّوب صغيرة (نوع من الصنوبر) في يساره. السيدة العذراء تحمل كرة في يدها اليمنى، بينما تمسك يدها اليسرى بكتف الطفل الإلهي. في عام 1881، توّج البابا ليون الثالث عشر سيدة مونتسيرات باحتفال مهيب .