أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الصراع على السلطة في السودان هو الدافع الأول للمواجهات المسلحة الحالية، والتي اندلعت منذ حوالي 10 أيام بين القوات النظامية للجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي لا تخضع للقوات المسلحة السودانية.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين أدام فولتون وأوليفر هولمز، أن الصراع الحالي تسبب في وقوع العديد من الضحايا ونزوح الآلاف بينما تلوح في الأفق نذر حرب أهلية تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
وأوضح المقال أن المواجهات المسلحة بين الطرفين بدأت في منتصف الشهر الجاري فيما يبدو بشكل واضح أنه صراع على السلطة في السودان والذي تعود جذوره إلى ما قبل ثورة 2019 التي أنهت حكم الرئيس عمر البشير مؤسس قوات الدعم السريع.
ويشير المقال إلى أنه في أعقاب فشل الجهود الرامية لتشكيل حكومة مدنية بعد الإطاحة بالرئيس البشير بدا من الواضح أن الصراع بين القوات النظامية وقوات الدعم السريع أصبح حتميا وهو ما دفع العديد من الدبلوماسيين في السودان عام 2022 إلى التحذير من اندلاع موجة عاتية من العنف جراء تلك المواجهات. وأضاف المقال أنه مما أكد تلك المخاوف أن التوتر بين طرفي الصراع زادت حدته على نحو كبير قبل أسابيع من نشوب المصادمات المسلحة الحالية.
ويوضح المقال أن جذور الصراع بدأت حين قام الرئيس البشير بتشكيل قوات الدعم السريع لقمع التمرد الذي اندلع في منطقة دارفور والذي بدأ منذ ما يقرب من 20 عاما بسبب التهميش السياسي والاقتصادي الذي عانى منه سكان دارفور.
وقد قام الرئيس البشير، كما يشير المقال، في عام 2013 بتحويل قوات الدعم السريع أو ما يطلق عليها قوات الجنجويد إلى قوات شبه نظامية حيث منح قادتها رتبا عسكرية وقام بنشرهم في جنوب دارفور للقضاء على التمرد هناك.
إلا أن تلك القوات، كما يقول المقال، تعاونت مع القوات المسلحة النظامية عام 2019 للإطاحة بالرئيس البشير واستمر التعاون بين الطرفين من خلال توقيع اتفاق تقاسم سلطة مع القوى المدنية في السودان خلال المرحلة الانتقالية بعد الإطاحة بالبشير سعيا للوصول في نهاية المطاف إلى حكومة مدنية ديمقراطية، إلا أن قوات الجيش قامت في عام 2021 بالانفراد بالسلطة في البلاد.
ويشير المقال إلى أن أحد أهم أسباب الصراع كذلك بين الطرفين هو مطالبات القوى المدنية في السودان بخضوع قوات الدعم السريع لإشراف الجيش السوداني وإجراء عملية دمج لقوات الدعم السريع لتصبح جزءًا من القوات النظامية.
ويضيف المقال في الختام أنه بالإضافة إلى كل أسباب التوتر والنزاع التي يعاني منها السودان، فإن هذا البلد يقع بالفعل في منطقة القرن الإفريقي والساحل والتي تعاني كذلك من عدم الاستقرار، موضحا أن السودان يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي ولديه العديد من الثروات الطبيعية والتي جعلته مطمعا للعديد من الأطراف الخارجية وهو ما فاقم من صعوبة التحول الديمقراطي هناك.