كشفت شبكة “صوت أمريكا” الأمريكية أن السلطات في شمال غرب باكستان ألقت القبض على مهندس صيني بزعم إهانة الدين الإسلامي، وذلك بعد احتجاجات غاضبة شهدتها المنطقة لمطالبة السلطات اتخاذ إجراءات قانونية ضد هذا المهندس.
المهندس، الذي يحمل اسم تيان، وهو رئيس النقل الثقيل في شركة تشاينا جيوبا جروب، التي تجري إنشاء مشروع داسو للطاقة الكهرومائية على بعد ٣٥٠ كيلو مترا شمال العاصمة الباكستانية، إسلام أباد، وهو موقع شهد هجوم إرهابي ضد عمال صينيين في عام ٢٠٢١.
وبدات الأزمة بعدما حاول المهندس الصيني، دفع طاقم القيادة المحلي التابع للشركة، بينما كانوا يؤدون صلاة العصر بشكل جماعي في موقع العمل، من أجل استئناف العمل.
وبينت الشكوى التي قدمت للشرطة أن المهندس أدلى “بملاحظات مهينة وإيماءات مهينة للإساءة إلى الله ونبي المسلمين”.
وأوضحت الشرطة المحلية أن التجديف الذي أدلى به المسؤول أثار غضب الموظفين المحليين، الأمر الذي قاد إلى احتجاجات غاضبة، في جميع أنحاء منطقة كوهيستان، حيث يتم بناء المشروع، كما أغلق آلاف المتظاهرين الطريق السريع الرئيسي الذي يربط باكستان والصين.
وقالت الشرطة إن المظاهرات استمرت لعدة ساعات ولم تهدأ إلا قبل فجر اليوم التالي عندما تم اعتقال المواطن الصيني، وتم طمأنة قادة المجتمع بأنه سيواجه إجراءات قانونية، مضيفة أن حركة المرور على طريق كاراكورام السريع المزدحم تم استئنافها في وقت لاحق.
وفي نفس السياق، كشفت صحيفة “سوث تشاينا مورننج بوست” أن المهندس الصيني وضع في سجن شديد الحراسة خوفا من أن وجوده قد تسبب في وقوع احتجاجات أو هجمات دامية.
وبينت الصحيفة أن المهندس تم نقله بالطائرة بعد تهديد بالهجوم عليه من قبل متشددين.
يعتبر التجديف قضية حساسة في باكستان ذات الأغلبية المسلمة ويعاقب عليه بالإعدام.
وغالبا مي يتعرض المشتبهون بالإدلاء بمثل هذه التصريحات بالقتل من قبل المواطنين محليا. وتقول جماعات حقوقية محلية ودولية إن مزاعم التجديف كافية للتسبب في هجمات من الجمهور.
وفي ديسمبر ٢٠٢١، تعرض مدير مصنع سريلانكي للضرب حتى الموت على أيدي زملائه في مقاطعة البنجاب الأكثر اكتظاظا بالسكان، بعد اتهامه زورا بإهانة الاسلامة. وحكمت محكمة فيما بعد على ٦ رجال بالإعدام لقتل أجنبي.
استثمرت الصين مليارات الدولارات في باكستان الحليف الوثيق في السنوات الأخيرة ، وشيدت الطرق وشبكات الاتصالات والموانئ ومحطات الطاقة في إطار مبادرة الحزام والطريق العالمية لبكين.
جلب التعاون، المعروف باسم الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان أو CPEC، آلاف العمال والمهندسين الصينيين للعمل في المشروع الضخم، ولا يعد مشروع داسو للطاقة الكهرومائية البالغ 4300 ميغا وات جزءًا من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ، لكن المواطنين الصينيين يعيشون ويعملون في منشآت تخضع للحراسة في المنطقة.
استهدف تفجير انتحاري بسيارة مفخخة قافلة حافلة تقل عمال صينيين وباكستانيين إلى موقع البناء في عام 2021. وأسفر الانفجار عن مقتل تسعة صينيين وثلاثة عمال محليين ، وهي أكبر خسارة في أرواح مواطنين صينيين في باكستان في السنوات الأخيرة.
وأجبر الهجوم المميت الشركة الصينية على تعليق العمل في المشروع لعدة أشهر
