الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تقارير: التأثير الإيراني قد يفاقم من الوضع الإنساني في قطاع غزة

إبراهيم رئيسي
إبراهيم رئيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف “راديو أوروبا” أن عودة العلاقات بين إيران وحركة حماس الفلسطينية، عقب الخطاب الذي وجهه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لقيادات حركة حماس بعد التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي الأخير، ربما يفاقم من الوضع الانساني في قطاع غزة، لاسيما مع طلب الرئيس الإيراني صراحة للفلسطينيين باستمرار قتال إسرائيل، والذي يعني تأثيرات دامية على قطاع غزة.
ولفت الراديو إلى أن الرئيس الإيراني أجرى خطاب غير مسبوق، تحدث فيه مع مقاتلين وقادة من حركة حماس، وطالب منعم باستمرار القتال مع إسرائيل، معربا عن استياءه من توجه السلطات الفلسطينية التي تتولى السلطة في الضفة الغربية.
غير أن الخطاب، قد يفاقم من الوضع الإنساني في قطاع غزة، فعودة العلاقات بين إيران وحماس، والتي تدهورت نتيجة اختلاف المواقف بين الطرفين بخصوص الحرب في سوريا، قد يساعد حماس في فرض مزيد من القبضة الحديدة على المواطنين في قطاع غزة، ودفع الحركة لتصعيد الحرب مع إسرائيل، والتي دائما ما يدفع المدنيون في القطاع ثمنا باهظا لها.
يشير الموقع إلى أنه رغم عدم إفصاح إيران لدعمها لحركة حماس، إلا أن دائما ما تشكر الحركة الفلسطينية، وكذلك حركة الجهاد الإسلامي المعاونة لها، طهران على الدعم الذي تتلقاه منها. ويقول خبراء ومراقبون أن إيران توفر دعما ماليا وسياسيا، مع مساعدات تتخطى ١٠٠ مليون دولار سنويا للحركتين، بحسب بيانات وزارة الخارجية الأمريكية.
إلى جانب هذا الدعم، فإيران توفر التكنولوجيا والهندسة والتدريب لحركة حماس لتطوير صواريخ محلية وطريقة استخدامها، وإطلاقها باتجاه إسرائيل.
والعام الماضي، أكد زعيم حركة حماس، اسماعيل هنية أن إيران دفعت إجمالي ٧٠ مليون دولار من أجل مساعدتها في تطوير صواريخ وأنظمة دفاع، مؤكدا أن الحركة بات لديها خطة تعامل في المواجهات مع إسرائيل.
في تصريحات لموقع “ذا ميد لاين” الأمريكي، أكد المحلل الخاص بشؤون غزة منصور عبد الكريم أن إيران تقدم الدعم لحلفائها الفلسطينيين لمد نفوذها في المنطقة، مشيرا إلى أن إيران لديها مشروع توسعي في المنطقة، وأن هناك مساعي لإيران لتقوية هذا النفوذ في الوقت الحالي.
رغم تصريحات البعض بأن إيران تستخدم حماس في حربها مع إسرائيل، إلا أن المدنيين في قطاع غزة يدفعون ثمن هذا التقارب الإيراني مع حماس. يقول خبراء إن الدعم المالي لحركة حماس من الخارج يساهم في تشديد قبضتها على القطاع، والاهتمام بالاستراتيجية العسكرية، بعيدا عن أي تنمية محلية.
تكشف الأرقام أن الوضع في غزة وصل إلى نقطة سيئة تحت قيادة حماس، التي تهتم بمشروعها العسكري وتطوير الصواريخ، دون أي اهتمام بتوفير بعض الحلحلة للوضع المعيشي والاقتصادي للقطاع. تبين أرقام الجهاز المركيز للإحصاء الفلسطيني، أن أكثر من ٦٤٪ من أهالي غدة يعيشون تحت خط الفقر، وأن ٧٠٪ يعانون من انعدام الأمن الغذائي. إلى جانب ذلك، فغالبية الشباب يعانون من غياب العمل والدخل، وأن ٧٨٪ منهم يفكرون في مغادرة القطاع، سواء بطرق شرعية أو غير شرعية.
إلى جانب ذلك، يعاني القطاع من نقص المستشفيات وتدهور الموجود، وانقطاع طويل ويومي للكهرباء، وغياب الكثير من الخدمات.
هذا التشجيع الإيراني لحماس لمزيد من التصعيد أيضا، سيكون له خسائر دموية للقطاع، لا يخسر المدنيون أرواحهم بحسب في هذا التصعيد، ولكن أعمالهم ومنازلهم ومبانيهم. ففي أغسطس الماضي، قتل ٤٨ فلسطينيا بينهم ١٦ طفل و٤ سيدات، وأصيب ٣٦٠ أخرين، خلال الاشتباكات التي وقعت في أغسطس من العام الماضي. كما تسبب القصف الإسرائيلي في تدمير واسع للمباني والأراضي الزراعية، والمستشفيات ومحطات الكهرباء.
وفي بيان، أعلنت السلطات في قطاع غزة أن الخسائر في القطاع الزراعي تخطت ٩٠٠ ألف دولار، وخسائر الإنتاج الحيواني ١٥٠ ألف دولار، وقطاع المياه ١٥٠ ألف دولار، بالإضافة إلى ٤٠٠ ألف خسائر غير مباشرة.
وفي عام ٢٠٢١، تسبب القصف الجوي الإسرائيلي للقطاع في مقتل ٢٤٣ فلسطينيا بينهم ٦٦ طفلا وإصابة أكثر من ١٩٠٠ آخرين.كما أدت الخسائر إلى نزوح أكثر من ٧٥ ألف فلسطينيي، وتدمير العديد من المدارس والمستشفيات. ووصلت الخسائر الصناعية أكثر من ٤٠ مليون دولار، وخسائر بـ ٢٢ مليون دولار لقطاع الطاقة و٢٧ مليون لقطاع الزراعة.