الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كتاب فى سطور| «الخلافة الرقمية».. كيف أسس داعش دولته على الإنترنت؟

الخلافة الرقمية
الخلافة الرقمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تصحبكم جريدة «البوابة» وقراءة فى أحدث إصدارات دور النشر على مدار العام، ونقدم قراءة فى رواية أو عمل أدبى أو سيرة لأحد المشاهير.

فى هذا الكتاب «الخلافة الرقمية» كيف أسس داعش دولته على الإنترنت؟ للكاتب أحمد شوقى العطار، ومن إصدار الترجمان يحاول الكاتب والصحفى الاستقصائى أحمد العطار فى الإجابة عن هذا التساؤل حول هذا الخيط العنكوبتى الذى جمع أطراف التنظيم الإرهابى فى كل بقاع الأرض وكأنه وجد فى شبكة الإنترنت ضالته التى استطاع من خلالها القيام بالعديد من الأمور ومنها التدريب على فنون القتال وعمل المتفجرات وتجنيد الشباب من كل بقاع الأرض.

فيما يشبه التحقيق الاستقصائى المدفوع بالبيانات، تتبع الكاتب الصحفى أحمد شوقى العطار تلك الدولة الرقمية وكشف خططها التى أنشئت عبر الإنترنت وكيف عمل التنظيم عبر سنوات من خلال الرقمنة.

فى السنوات الأخيرة ظهر مصطلح حروب الجيل الرابع والتى كان يقصد بها تلك التنظيمات الإرهابية التى بدأت بالخطاب الدينى ثم تفرعت وزادت لعمل التفجيرات عن بعد.

وفى هذا الصدد يقول «العطار»، إنه منذ اللحظة الأولى تعامل تنظيم داعش مع شبكة الإنترنت باعتبارها ذراعا رئيسية فى حربه ضد البشرية، وأرض فضاء غير خاضعة للرقابة، يمكن استخدامها فى تأسيس دولة رقمية موازية للخلافة الأرضية، تحقق أهدافه وتساعده فى تثبيت أقدامه على الأراضى التى احتلها فى غفلة من العالم.

ولعل أبرز ما طرحه الكاتب فى الكتاب هو رصده للبداية الفعلية لدولة داعش الرقمية باعتبارها - على حد وصفه- أرض فضاء يمكن استخدامها فى تأسيس دولةرقمية موازية للخلافة الأرضية.

ولفت إلى أن البداية لهذه الدولة الرقمية كانت عقب معركة الموصل، بعد سيطرتها على نصف الأراضى السورية بالإضافة إلى نصف العراق، وتم بعدها الإعلان عن قيام دولة الخلافة الإسلامية، ومبايعة زعيم التنظيم أبى بكر البغدادى خليفة للمسلمين، وهى التى تعد المرة الأولى فى تاريخ الحركات الجهادية فى تحقيق السيادة الكاملة للتنظلم على الأرض.

فهذا الكتاب يدرس الدولة الرقمية ويغوص فى داخل تفاصيلها، ويقترب أكثر من عناصرها، ويرصد جوانبها، ويكشف آلياتها وأساليبها وأسرارها، كما يفكك أجزاءها، فى محاولة للوصول إلى صورة كاملة وواضحة عن أول خلافة رقمية عرفتها البشرية، كان لداعش السبق فى تأسيسها، وبقائها حتى اللحظة الراهنة رغم سقوطها الدوى على الأرض.

فمنذ إعلان التأسيس ومرورا بالكثير من المحطات يرصد الكاتب فى هذا الكتاب كيف تكون العالم الرقمى لدولة داعش الرقمية وذلك فى ثلاثة فصول تناول الكاتب خلالها مراحل تكوين دولة داعش الرقمية وذلك من خلال مواقع التواصل الإرهابي واستخدام التليجرام والذى اعتبره بأنه قاعدة للحرب الرقمية حيث يصعب اختراق المحادثات عليه، واليوتيوب والذى أطلق عليه شاشة ملطخة بالدماء.

كما يتطرق الكاتب أيضا إلى كيف تم تجنيد الإرهابيين وذلك تحت عنوان «تجنيد ذئاب الغرب» وكيف تم استقطاب عناصر مختلفة ومتطورة للتنظيم من خلال الشبكة العنكبوتية إذ يعتبر الإنترنت ملاذا للمضطهدين والمتطرفين دينيا وعرقيا وأصحاب الأفكار الغريبة والمنبوذة داخل مجتمعاتهم، كما أنه أيضا ملاذ للأشخاص الضعفاء والذين ليس لديه القدرة على الاندماج بداخل مجتمعاتهم، كما يفضح الكتاب الطرق والوسائل الذى استخدمها التنظيم فى استقطاب وتجنيد تلك الفئات المختلفة وجمعهم تحت راية واحدة هى القتل والدماء والعيش على مقتل الأبرياء والضعفاء.
 

أحمد العطار