ذكرت صحيفتا (الرياض) السعودية و(الاتحاد) الإماراتية، الصادرتان صباح اليوم الاثنين، أنه لا يمكن نزع فتيل الأزمة في السودان، ووقف تدهور الأوضاع نحو مزيد من التصعيد العسكري، إلا من خلال مسارعة الأطراف إلى الاستجابة للدعوات العربية والدولية والأممية بفتح قنوات الحوار، حفاظاً على مقدرات السودان وأمنه واستقراره.
وأكدت صحيفة (الرياض) السعودية- في افتتاحيتها، اليوم، تحت عنوان "دفع ثمن الحرب"- أنه لا تزال الأوضاع في السودان تأخذ الحيز الأكبر من الاهتمام إقليمياً ودولياً، فالأحداث في هذا البلد تنزلق إلى أن تكون كارثة إنسانية، فالحرب الدائرة لا تزال مستمرة ولا يبدو لها من نهاية قريبة، فلا توجد مؤشرات تعطينا ما يدل على نهاية المعارك في السودان، ناهيك عن الهدن التي تم الاتفاق عليها بين طرفي النزاع دون أن تدخل حيز التنفيذ، ولا نستطيع القول إن تلك الهدن لم تصمد لأنها لم تبدأ في الأساس.
وأضافت الصحيفة أن طرفي النزاع في السودان كل منهما يملك أسبابه ومبرراته لما يحدث في ظل تبادل الاتهامات التي كان الرصاص شاهداً عليها كما الضحايا الأبرياء من المدنيين الذي قضوا نتيجة المعارك بين الطرفين، فالشعب السوداني هو من يدفع ثمن الحرب الدائرة دون أدنى شك، وسبق له أن دفع أثمان خلافات سياسية وحزبية لم تجعل من السودان دولة مستقرة رغم امتلاكها إمكانات تؤهلها أن تكون دولة تأخذ بأسباب النمو والتطور، فالسودان لا ينقصه الموارد الطبيعية ولا الكفاءات البشرية لأن يكون دولة ذات اقتصاد قوي، فهو في يوم من الأيام أطلق عليه (سلة الغذاء العربي).
من جهتها.. ذكرت صحيفة (الاتحاد) الإماراتية- في افتتاحيتها، اليوم، بعنوان (استقرار السودان)- أن الحلول العسكرية لن تكون من مصلحة أحد، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة الاقتتال، ونزوح عشرات الآلاف، وتراجع الأوضاع الإنسانية والصحية، وبدء الدول عمليات إجلاء رعاياها تخوفاً من أي تطورات ميدانية.
وأضافت الصحيفة أن حماية المدنيين ورعايا الدول الأخرى يمثل أولوية قصوى في ظل استمرار العمليات العسكرية في السودان، كما أن ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني من الأهمية مع تراجع الأوضاع الإنسانية، ونقص الغذاء، وتردي الظروف الصحية، وبدء عمليات النزوح للسكان من مناطق الاقتتال، وتخوف المجتمع الدولي من تصاعد وتيرة الأحداث خلال الأيام المقبلة.