بينما يهرول الجميع يوميا بين الشوارع والأزقة بحثًا عن قوت يومهم وتوفير الطعام إلى أبنائهم، كان حسن عثمان الرجل الأربعيني يهرول هو الآخر من أجل توفير الزاد إلى الحمام التي تتخذ من مسجد المؤيد شيخ في منطقة الدرب الأحمر مسكنًا لها، حتى صارت العلاقة بين الرجل وهذه الطيور علاقة وطيدة، مبنية في الأساس على المودة والرحمة، الأمر الذي جعل الحمام يستطيع أن يميز الرجل من بين مئات المصلين يوميا في هذا المسجد، وينقضوا عليه لحظة وصوله وكأن الأب عاد إلى أولاده بما يشتهون في نهاية اليوم.
يقول حسن عثمان، إن جائحة كورونا التي أكلت الأخضر واليابس كانت سببًا في خوض هذه التجربة، حينما قرر البحث عن مسجد واسع ليس به اختلاط كثير من الناس، وبالتالي وجد الكثير من الحمام والطيور التي تعيش بين ثنايا المسجد، وفي المقابل أتي البعض من الأشخاص بالطعام لهذه الطيور، ولكن كميات قليلة وعلى فترات غير منتظمة، الأمر الذي جعل حسن يقرر خوض هذه التجربة.
وأضاف الرجل الأربعيني أنه يوميا يأتي بالطعام المكون من القمح في صلاة العصر منذ عام وهو منتظم على هذا الأمر لا يغيره، لأنه يرى فيه تجارة مع الله ونوعًا من الألفة والخير الكثير، متابعا: " في يوم الاجازة أوقات كتير بصلى هنا مخصوص علشان أجيب أكل للحمام".
