لا شك أن مصر تعد من أجمل بلاد العالم من حيث الأماكن الأثرية والتاريخية، وعلى الرغم من الاكتشافات التي يتوصل لها الكثير من المستكشفين ومحبي السفر، إلا أنهم لم يتوصلو لبعض الأماكن الأخرى في بقاع مختلفة على الأرض المصرية، وهذا ما نجحت فيه "شذى سامح رضوان"، حيث تمكنت من اكتشاف أماكن ربما لم يسمع عنها أحد من قبل.
في البداية تقول شذى، أنها مهتمة بالسفر منذ زمن، حيث اتخذته كهواية جميلة مع الأصدقاء، مضيفة: "كنا نسافر إلى أماكن كثيرة داخل مصر اكتشفت فيها كم عظمة الجمال المخفي رغم قربه لنا".
وتكمل شذي: "نشأت في قرية تابعة لمحافظة الدقهلية منذ طفولتي حتي أتممت المرحلة الثانوية وبعدها انتقلت إلي القاهرة مع دخولي الجامعة، والدتي كان ليها دور كبير ومؤثر في حبي للسفر على الرغم أنها شخصية قلوقة جدا علينا لكن خوفها لم يمنعها أنها تسهل لنا المجال للانطلاق. الموضوع بدأ لما كنت انا وشقيقي محمد في مرحلة عمرية صغيرة كنت في بداية المرحلة الاعدادية وأخويا محمد في بداية المرحلة الثانوية، وقتها لم يتعدي عمري ١٣ عام، وكانت والدتي تدفعنا للأعمال التطوعية مع الجمعيات الخيرية وتتركنا نسافر مع القوافل الخيرية للقرى الفقيرة في الصعيد والدلتا وغيره فتأصل في نفوسنا حب السفر والإستكشاف والمغامرة".
وعن بداية نشاط “شذي” الاستكشافي تقول: “فكرت في تأسيس مبادرة سفر لكن الفكرة لم تكن في السفر وفقط بل تكمن الفكرة في وجهة السفر ذاتها ، واخترت أن يكون السفر لوجهات غير معروفة داخل مصر لم يسمع عنها أحد من قبل حتي من ناحية أهل منطقة الأثر نفسهم لايدرون عنها ولاعن اهميتها شئ ولايتخيلون أن منطقتهم ممكن ان تكون وجهة سياحية هامة ومؤثرة" .
وأضافت شذي: “ أسباب حب الناس للسفر مختلفة، فهناك أشخاص تسافر للإستكشاف، وآخرون يسافرون لاكتساب مواهب جديدة ومقابلة تحديات مختلفة، لكن معظم الناس تسافر من أجل التحرر من الضغوط والاستمتاع بمناظر جديدة ، ولكنهم يتفاجأوا بعد العودة من السفر أنهم لم يتخلصوا من الضغوط بل حدث لها توقف مؤقت ولم تعالج الضغوط كلية أو على الأقل لم يعرف كيف يتعامل مع الضغوط المؤرقة له".
ولهذا السبب تحديدا فقد قررت شذى أن تستغل تفوقها الدراسي في مجال علم النفس وبالاستعانة بمتخصصين في نفس المجال النفسي؛ وبقدرتها على التنظيم واكتشاف وجهات جديدة، قررت تنظيم رحلات للتشافي يمكن من خلالها اكتشاف أماكن جديدة و تقديم خدمات نفسية لتحسين الصحة النفسية والتخلص من الضغوط.
وعن الأماكن التي سافرت إليها شذي فقد قالت: “لقد زرت الغالبية العظمي من محافظات مصرشمالا وجنوبا شرقا وغربا".
كما سافرت شرقا لكامل ساحل البحر الاحمر كله من الإسماعيلية شمالا متابعة إلي العين السخنة والغردقة وسفاجا والقصير ومرسي علم حتي حلايب وشلاتين جنوبا.
وتوجهت غربا من مرسي مطروح شمالا متابعة إلي سيوه والواحات البحرية والصحراء السوداء والصحراء البيضاء والفرافرة والداخلة والخارجة جنوبا.
وتوجهت شمالا بطول ساحل البحر المتوسط من بورسعيد شرقا متابعة إلي دمياط والبرلس ورشيد وادكو والإسكندرية حتي مرسي مطروح غربا.
أما عن الجنوب وسحر الجنوب فقد مرت بالفيوم والمنيا متابعة إلي قنا والأقصر وأسوان حتي النوبة الساحرة، وحتى محافظات الدلتا فلم تترك محافظة لم تزرها، فسافرت إلي دمياط وبحيرة المتزلة و المنصورة والشرقية وآثارها وكفر الشيخ والقناطر الخيرية.
وبالنسبة لسيناء العشق فقد زارت معظمها مرات ومرات ( دهب ، نوبيع ، شرم الشيخ وكاترين ... ).
وتؤكد شذي “عندما أسافر لأي محافظة أحب أن اندمج وأعيش مثل أهلها في الفترة الصغيرة التي أتواجد فيها معهم فمثلا أفضل النزول في الكامبات أو الفنادق التي في وسط المدينة ووسط أهل المكان،المكان، لأتعامل معهم كي أعرف عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم فالفكرة ليست زيارة مكان وحسب بل زيارة روح المكان وتفاصيل الحياة بداخله".