يأتي عيد الفطر المبارك كل عام، حاملا فرحة لكل بيوت المصريين، ذكريات، وآمال، وحنين، يعبر عنها عدد من المثقفين خلال ذكرياتهم وطقوسهم مع العيد، فمعظمها تذكرهم بلحظات الطفولة والصبا والفرحة الكاملة، فتكون في معايدتهم الأمل والألم، متمنيين أن تصبح السنوات القادمة أكثر حبا وسلاما وطمأنينة.
حسين حمودة: العيد يمثل بالنسبة لي أياما جميلة استثنائية مرتبطة بمشاهد مفرحة
في البداية قال الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة، أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة، لـ«البوابة نيوز»، إن العيد كان ولا يزال يمثل، بالنسبة لي، أياما جميلة استثنائية، ترتبط غالبا بمشاهد مفرحة، حتى ولو أكن جزءا من هذه المشاهد في السنوات الأخيرة.
وتابع: خلال عمر طويل مررت به، شهدت الكثير من تغير طقوس العيد ومظاهره، ولكن ظلت البهجة حاضرة بوضوح، كما ظلت روح العيد قائمة أيضا. وفي هذه الوجهة نلاحظ أن من أجمل معالم العيد ما يرتبط بإعادة التواصل بين الذين تباعدت بهم السبل، ويتحقق هذا التواصل بالتزاور المباشر في حالات كثيرة، أو من خلال المكالمات والرسائل التي أصبحت جزءا أساسيا من حياتنا الحديثة.
وأضاف حمودة، أنه طبعا هناك اختلافات بين عيد وآخر، ولكن القاسم المشترك بين كل الأعياد هو هذه الطاقة الجميلة الخفية الكامنة التي تستيقظ في الأرواح، وتجمع بينها، وتجدد روابطها وبهجتها.
محمد أبوالعلا السلاموني: العيد فرحة للمصريين ويأتي بكل ما يسر القلب
وأكد الكاتب المسرحي محمد أبوالعلا السلاموني، العيد بمثابة فرحة كبيرة لكل المصريين في جميع أنحاء العالم، لذا يفضل قضاء أيامه في بلدته دمياط وسط الأسرة والتقاء الأقارب والأصدقاء، تلك المدينة التي تحمل العادات والتقاليد الوافية الذي تربى عليها منذ النشأة.
وأوضح السلاموني، أن كل عيد يأتي محملا بكل ما يسر القلب من أخبار منها: التكريمات او الانضمام إلى بعض اللجان سواء التحكيمية بأحد المهرجانات المسرحية، أو كعضو بلجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة او بإصدار مسرحي جديد او رئيسا للمهرجان وغيرها.
وأضاف «السلاموني»، أن ما يشغله في الكتابة للمسرح الاهتمام بقضايا المجتمع، والتراث، والتاريخ، والسياسة، والإرهاب، فمنها على سبيل المثال وليس الحصر: "مآذن المحروسة، والثأر ورحلة العذاب، وديوان البقر، ورجل فى القلعة، وتحت التهديد، والنديم، وأبو نضارة، وأمير الحشاشين، والمليم بأربعة، والحادثة التي جرت في شهر سبتمبر، وأبو زيد في بلدنا، وهكذا تتكلم داعش، والأرض والمغول وغيرها.
وقد صدر مؤخرا مسرحيتين بعنوان "ابن دانيال والأمير وصال"، و"جهاد الفواحش"، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهما استكمالا لسلسة ١٠ مسرحيات تتناول قضايا الواقع التراثي والثقافي في مواجهة ظواهر التطرف، والعنف، والإرهاب، والتخلف، تأتي مسرحية "ابن دانيال والأمير وصال"، في اطار كوميدي شعبي عن "بن دانيال" التي تكشف زيف دعاوى عودة الخلافة بعد سقوطها في بغداد بلعبة "طيف الخيال"، إلى جانب تعرية موقف النخبة الثقافية تتجاهل فنون العرض والفرجة الشعبية لصالح فنون القول واللغة في لعبة "غريب وعجيب".
أما "جهاد الفواحش"، فهي كوميديا سوداء أي بما تسمى بجهاد النكاح، بهدف الترويج لفكرة الفريضة الغائبة عن العنف، والغزو، والجهاد، التي تتبناها الجماعات المتطرفة لتغرر بالشباب المراهق، وتورطه في العمليات الإرهابية والانتحارية تحت وطأة هاجس الجنس، والهوس بالجواري والإغراء بالحور العين، لتدفعه دفعا نحو الموت اللذيذ، هذا بالإضافة إلى الأعمال الدرامية التي قدمت على الشاشة المصرية.
وأشار السلاموني، إلى مسرحية " ديوان البقر" التي قدمت قبل سابق، أنها ستقدم مرة أخرى على مسرح الهناجر، بالتعاون مع المخرج ناصر عبدالمنعم، متمنيا أن ترى النور خلال الفترة القادمة.
ناهد عبدالحميد: العيد مزيج من الأمل والفرح والذكريات الحزينة
وأضافت الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبدالحميد، أنها تحرص على قضاء العيد مع الأسرة والأهل والأصدقاء، وتبادل المعايدة، وتوطيد صلة الرحم، فالعيد بالنسبة لها مزيجا من الأمل والفرح والذكريات الحزينة أيضا.
وأوضحت عبدالحميد، أن تحرص أيضا على القراءة من حين لآخر في شتى العلوم سواء في الفن أو التاريخ أو التراث والسياسة والمجتمع، وغيرها، مشيرة إلى أنها تناقش العديد من القضايا المجتمعية خلال ملتقى الهناجر الثقافي الذي ينظمه قطاع شئون الإنتاج الثقافي شهريا، منها: الإعلام والمسئولية الوطنية، انتصارات رمضان ومحبة الأوطان، والأخوة الإنسانية.. ومناهضة خطابات الكراهية، مصر وعشرة سنوات من الإنجازات، والأغنية الوطنية ودورها في الأحداث السياسية، وتأملات في الشخصية المصرية.. من نحن؟، الجمهورية الجديدة.. والنصر دائما وأبدا، والتعليم وتحديات المرحلة، ونجيب محفوظ.. ميلاد يتجدد، مناهضة العنف ضد المرأة وغيرها من القضايا، وذلك بمشاركة مجموعة كبيرة من المتخصصين بالشأن الثقافي، والسياسي، والتعليمي، والفني، والديني، والاجتماعي وغيرها.
وأكدت عبدالحميد، الهدف من هذا الملتقى طرح الرؤى والقضايا الفكرية والإبداعية والقاء الضوء على محاوره والارتقاء بها، وانتشار الثقافة ودورها الفعال في دعم مؤسسات الدولة الوطنية.