الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من أجل معدة آمنة.. "الأسماك المملحة" السم الأكبر على موائد المصريين

دكتور محمد عز العرب
دكتور محمد عز العرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُقبل الكثير من المصريين في أول أيام عيد الفطر على تناول الحلويات، وعلى رأسها الكعك والبسكويت وغيرها من المعجنات، والتي قد تسبب في بعض الخطورة، إذ أفرط البعض في تناولها، بالإضافة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، وهي جميعها أمراض قد يتسبب فيها الإفراط في تناول كعك العيد.
ويوضح الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، عادات وطقوس المصريين في تناول المأكولات والمشروبات في أوقات عيد الفطر المبارك وما الممنوع والمرغوب للمرضي والأصحاء، والنصائح والاشتراطات التي يجب الالتزام بها.

وأشار عز العرب، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، إلى أنه في البداية نتحدث عن الخروج من فترة رمضان والالتزام بالصيام لمدة ١٥ ساعة متتالية، وعلي مدار شهر متواصل، وبعد انتهاء مرحلة الصيام، يبدأ الأنسان في ممارسة يومه الطبيعي العادي المكون من ثلاث وجبات، ومواعيد وجباته اليومية.

وينصح الدكتور عز العرب مع بداية يوم عيد الفطر المبارك، تناول الطعام بكميات قليلة والإقلال من تناول الكعك والبيتي فور والغريبة والبسكويت بالقدر المناسب وبكميات محدودة في صباح أول يوم العيد، ونظرا لاستعداد وتهيئ الجهاز الهضمي للإفطار وكسر وتيرة الصيام ، فيجب الانتباه من إن معدل متوسط السعرات الحرارية عالي جدا بداية من الكعك ثم الغريبة يليه البيتي فور وأقل سعر حراري البسكويت وذلك حسب مكوناته ووزنه، نذكر علي سبيل المثال متوسط الكعكة الواحدة ٥٠ جراما، وحسب مكوناتها تبدأ من ٢٠٠ إلى ٤٠٠ سعر حراري، والغريبة ١٥٠ سعرا حراريا، والبتي فور ١١٠ سعرات حرارية، وعلى سبيل المثال لو متوسط وزن الانسان ٦٠ كيلو جرام يكون متوسط السعرات الحرارية من ١٨٠ سعرا حراريا إلى ٢٠٠ سعر حراري.

ويحذر «عز العرب»، من العادات والسلوكيات الغذائية الخاطئة المعتادة في أيام العيد، وهي تناول كميات كبيرة في ساعات قليلة من وقت العيد مما يؤدي الي مخاطر وأعراض موضعية علي صحة الجهاز الهضمي للإنسان من تلبك معوي وعسر هضم وانتفاخ واسهال وحموضة نتيجة تناول مأكولات مثل الكعك والبتي فور والغريبة والبسكويت، حيث تحتوي علي دقيق وسمن وسكر، حيث أن تخزين تلك المواد في الجسم تؤدي إلى زيادة الدهون بشقيها نتيجة تداخل هذه المواد في تصنيعها مع بعضها البعض.

وأضاف، أنه يمنع منعا باتا من استخدام السمن الصناعي والزيوت المهدرجة وزيت النخيل في التصنيع، نظرا لأنها تؤدي الي زيادة كبيرة في الكوليسترول والدهون الثلاثية من ترسيب للدهون علي جدران الشرابين، وأيضا الأشخاص المهيئين للسمنة المفرطة أو من البداية مصابين باختلال في مستوي الدهون الثلاثية أو مرضي السكري مصاحب بدورة دموية غير منتظمة وأحيانا زيادة احتمال الجلطات القلبية أو المخية، أما عن الممنوعين من أكلات العيد مثل الكعك والبيتي فور، هم مرضي خلل دهون الدم سواء الكوليسترول أو الدهون الثلاثية وأصحاب الأزمات القلبية وقصور في الشريان التاجي أو الجلطات المخية أو قصور في الدورة المخية، أما عن مرضي الكبد الدهني يجب الاقلال من هذه المأكولات خاصة المصاحب بزيادة انزيمات الكبد ، مرضي التهاب المعدة والاثني عشر واضطرابات القولون العصبي يجب الاقلال جدا من تناول هذه المأكولات.


نصائح وإرشادات لصحة أفضل خلال أيام العيد


ونصح «عز العرب» بالإقلال من تناول مأكولات العيد والأفضل تناولها نهارا وليس ليلا وبكميات قليلة، وليس بعد الإفطار أو الغداء مباشرة، لأن جرام كربوهيدرات في هذه الأكلات يمثل ٤ سعرات حرارية، ودهون تمثل ٩ سعرات حرارية مما يعطي سعرات حرارية إجمالية عالية في توقيت بسيط طيلة اليوم ومخاطرة شديدة.


ولفت إلى أن السوائل المفضلة التي ينصح بشربها بعد تناول وجبة العيد، حيث تعمل علي الإقلال من الآثار الجانبية، ولا يوجد مانع لأي عرض أو مرض من تناولها وهي الشاي الأخضر والزنجبيل والقرفة والكركدية، وكذلك الحلبة كل هذه المشروبات تساعد على حرق الدهون وتعمل على راحة وانتظام الجهاز الهضمي، بالإضافة الي تناول السلطة الخضراء خماسية الألوان والإكثار من الفاكهة لأنها بمثابة مضادات أكسدة وألياف تساعد على الهضم وحماية الجسم من أي عوامل ضارة موجودة مثل الشوارد الحية الناتجة عن هذه المأكولات، غير أنها تحتوي على مجموعة من المعادن والفيتامينات والبوتاسيوم التي تقلل من أعراض الإسهال وآلام البطن والتقلصات.


ويحذر الدكتور عز العرب، من عادات وطقوس المصريين القديمة بشأن وجبات الإفطار والغذاء أيام العيد مثل تناول الفسيخ والملوحة والسردين والرنجة المملحة، حيث تعد بمثابة مشكلة علي الصحة العامة للإنسان لعدة أسباب أهمها؛ نظرا لأن عند بداية التمليح يتم تصنيعها وتحضيرها بطريقة عشوائية تفتقد لمعايير الجودة والصحة والسلامة المهنية.


وأشار إلى أن إذا كان لون الفسيخ أحمر فإن الملح فاسد أو مصادره مجهولة، مثل الباعة الجائلين، ولو تم تحضيره بطريقة عشوائية وغير صحية آمنة مثل حفظه وتخزينه في علب صفيح ويتم غلقها، وذلك ينتج نوع خطير من الميكروبات ويطلق عليه، «كولسترديم» ينشق من نوعين «بيتوليزم» و«بولتيزيم» مما ينتج منه مرض خطير يسمي «بوليتزم»، وهو سم تفرزه هذه البكتيريا وتسبب أعراضا خطيرة تؤدي إلى خلل في الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى شلل في العضلات ويبدأ من منطقة الرأس إلى العضلات المحركة للعين مسببة زغللة للعين وازدواجية في الرؤية، وفشل في التنفس مرورا بباقي الجسم، مما يؤدي إلى الوفاة، إذا لم يتم حقن المريض بالمصل الواقي ضد البوليتزم خلال ١٢ ساعة الأولي من تناول الوجبة، والمصل مرتفع التكلفة، وعادة المريض يحتاج لجرعة من ٣ إلى ٤ حقن، وذلك في مراكز علاج السموم في مستشفيات مثل مركز علاج التسمم بقصر العيني ومركز الدمرداش أيضا، وعند حدوث أي أعراض يجب بسرعة التوجه إلى المستشفى فورا.


الممنوع والمرغوب لأكلات العيد للمرضي والأصحاء
وقال أنه يجب أن يتم تحضير الأسماك المملحة، مثل الفسيخ تحديدا، والملوحة والسردين والرنجة بطريقة صحية، وفي مكان نظيف وبراميل خشبية نظيفة جيدة وشراء من أماكن معروفة سمعتها طيبة، موضحا أن الرنجة آثارها الجانبية عند تناولها أقل من الفسيخ، ولابد من غليها لمدة عشر دقائق قبل استخدامها علي الأقل.
وتابع أنه يجب الحذر ويمنع نهائيا من تناولها لمرضي ارتفاع ضغط الدم والقصور الكلوي ومرضي الجهاز العصبي ومرضي تليف الكبد، بسبب تخزن الماء والملح تحت الجسم لديهم.