الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الأدباء والشعراء العرب يتحدثون لـ«البوابة نيوز» عن ذكرياتهم في العيد

الشاعر مؤمن سمير
الشاعر مؤمن سمير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تصحبكم «البوابة» حول أهم العادات والتقاليد فى الدول العربية وأهم الموروثات الشعبية فى كل البلدان، وذلك من خلال عيون وكلمات الأدباء والشعراء العرب، حول ذكرياتهم عن العيد، وأهم الممارسات والطقوس التى كان يمارسها هؤلاء الأدباء فى أيام الصبا، فما بين الرقص والشعر، والصلاة، واجتماع العائلات، ولعب الصبية والتنوع الثقافى، وزينية الفتيات والذهاب للقرى والجبال، وتناول الأطعمة الشهية، يعود بنا أدباء وشعراء من الإمارات واليمن وفلسطين، وسوريا والمغرب ومصر فى رحلة عبر الزمن حول العيد زمان وطقوسه وأهم عاداته.

أجواء حميمية

فى البداية قال الشاعر الإماراتى طلال الجنيبى، إن لكل بلد طقوسه وتقاليده الخاصة فى الاحتفالات التى اعتاد أهل البلد عليها ودولة الإمارات العربية المتحدة ليست باستثناء وهذا ببعدها العربى والإسلامى حيث يحتفل أهلها بعيد الفطر المبارك كما ورثوه من تقاليد وأعراف عن أسلافهم بطبيعة الحال وقبل ذلك تجتمع العائلة فى بيت كبيرها لتبادل الحديث فى أجواء حميمية للغاية على مائدة الفطور.

وأضاف، أنه يبدأ الاحتفال بعيد الفطر بالصلاة فى المساجد، ونحتفل بالفطر فى أجواء عائلية على مائدة كبير العائلة وتمتلئ بالطعام المحلى كما يمر الناس على بعضهم البعض لتبادل التهانى.

طقوس العيد فى اليمن.. «القنص والرقص»

وقال الكاتب اليمنى هايل على المذابى، إن فى اليمن تراثا شاسعا يمتد امتداد الإنسان اليمنى الضارب فى أعماق التاريخ وثمة تنوع ثقافى يستعصى حصره، وعندما نتحدث مثلا عن طقوس العيد، فهذا يحيلنا إلى تأليف كتاب كامل عنه وليس مجرد مداخلة فى استطلاع صحفى لولا أننا سنقول ما يمكن أن ينطوى على الفائدة؛ ولتكن البداية من الريف اليمنى، والذى يستعد الأطفال والفتيات للعيد فيه بشكل يختلف نسبيا عن المدينة، وأهم ملمح مختلف يمكن تحديده هو إشعال النيران على رءوس الجبال فى ليلة العيد، كأول بشارة وعلامة على العيد والتأكد من رؤية الهلال؛ وهى طريقة تشبه البريد والإذاعات واستخدمت قديما حيث كانت الأخبار تنقل عبر إشعال النيران فى أوقات السلم والحرب، وعندما ترى القرية المجاورة النار التى أشعلها أهل القرية التى بجوارهم يفعلون الشيء ذاته ثم يقوم من يليهم بفعل ذات الفعل وهكذا يستمر الأمر حتى تعلم جميع القرى بما يكون سواء كان حربا أو سلما ولكل طريقة.

وأضاف: «وإلى ملمح اجتماع نسوة القرى مع بناتهن وأطفالهن بعد تناول وجبة الغداء وفى نهار العيد فى منطقة فى الوادى تخصص لاجتماعات العيد وطقس الحصاد وهى عبارة عن منطقة دائرية مرصوصة بالأحجار فى شكل هندسى جميل ومبهج إذ تكون الأحجار ملونة ويسمى فى القرى الشمالية بالـ"محجر" وبعضها بالـ"جرين" وأما فى المناطق الساحلية فتجتمع النساء فى نهارات العيد فى الحارات/الحافات وفى السواحل حيث تنصب لهن الخيام الصغيرة والسواتر التى يسلمن بها من الأذية والإزعاج».

وتابع، أن بقية الطقوس فى العيد فهى متماثلة فى الريف والحضر فى السهل والجبل؛ حيث تحرص الفتيات أولا استعدادا للعيد على أن تحظى كل واحدة منهن بنقش الحناء، أو نقش الخضاب ويكون قبل العيد بيوم أو يومين؛ وأما الفتيان والشباب فكسوة العيد وحلاقة الشعر والذهاب إلى حمام البخار أهم ملمح من ملامح العيد لديهم، وأما الأطفال فلا بد من أن يحصلوا على ما يكفى من الألعاب النارية لاستهلاكها فى صباح العيد ونهاره، بالإضافة إلى الأسلحة النارية البلاستيكية التى يشترونها صباح العيد من حسابهم الخاص الذى يحصلون عليه من أقاربهم وزوارهم، وأما الأمهات فعليهن تحضير الكعك فى ليلة العيد، فى حين يلزم الآباء شراء ملابس العيد للأولاد والبنات وشراء الحلويات والمكسرات التى تقدم فى صباح العيد للضيوف الزائرين.

يبدأ يوم العيد بصلاة العيد التى يحرص عليها الصغير قبل الكبير وفى الصباح الباكر ذاته وقبل أن تشرق الشمس تزار الأرحام وتعطى ما تيسر من المال، ويسمى ذلك "عسب العيد" فى الثقافة اليمنية، ويسميه الأطفال "حق العيد"، ويسمى فى الخليج "عيدية"؛ بعد ذلك يجتمع الرجال والأطفال على قرع الطبول والمزمار، ويرقصون وتردد الزوامل الشعبية؛ وبعضهم يفضل أن يفعل ذلك فى مناطق القنص بالسلاح النارى "الكلاشينكوف" مثل منطقة وادى ظهر فى أطراف صنعاء، وهى منطقة جبلية سياحية مشهورة باحتضان هذين الطقسين تحديدا "القنص والرقص"؛ وتكون نزهة العرسان فى الأغلب إلى هذه المنطقة؛ويختلف المكان من منطقة إلى أخرى؛ وهنا فى مثل هذه الأماكن والمناسبات يتم تدريب الصغار وتعليمهم طريقة استخدام السلاح تماما كما يتكرر ذلك فى المناسبات الأخرى كحفلات الأعراس؛ ولا ننسى شراء أهم ما يدل على العيد من أطعمة وعلى رأسها "اللحم" بمختلف أشكاله وخصوصا لحم الكباش والماعز ولحوم الثيران بمختلف أعمارها، ويكون ذلك تحديدا بعد زيارة الأرحام مباشرة وقبل طقس الرقص والقنص.

أفراح مزينة بصور الشهداء

وقال الشاعر الفلسطينى رائد قديح، إن عيد الشهداء، عيد الجرحى، عيد الأسرى، عيد البيوت المدمرة والمعابر المغلقة، عيد المنافى والشتات، عيد الانقسام، جميعها تشير إلى عيد الفطر هناك وهناك ليس كأى مكان.. اختر ما شئت من هذه المسميات وقله؛ فكل واحد منها يعنى فلسطين.

العيد يبدأ فى فلسطين بالتكبيرات وغالبا ما تصاحبه أصوات أخرى تسقط من السماء. العيد هناك يعنى جنازات الشهداء، يعنى المستشفيات، يعنى صيحات التبرع بالدم، يعنى الأشلاء.العيد فى فلسطين ليس كأى بلد آخر.. العيد هناك فرحة تغسلها الدموع، نظرة يكسوها الوجع، ابتسامة تنطق بالقهر، طفولة تلهو بمخلفات الحروب، أفراح مزينة بصور الشهداء، حياة رغم مرارتها تسير نحو أمل فى غد تشرق فيه شمس الحرية. أما أنا لم أعد أمارس تلك الطقوس منذ عشرة أعوام، فقط أصلى العيد وأذهب إلى النوم.

ربما يختزل هذا النص الذى كتبته بالعامية المصرية الكثير من الوجع.

عم عيد

.....................

لما كنا صغيرين

كنا أيوه نحب بعض

كنا نجرى كنا نلعب

كنا دايما فرحانين

كان يجينا العيد تملى

وكنا نعشق طلته

ويوم كبرنا

نسينا حتى فرحنا إمتى

والسنين صبغت علينا

فوق وشوشنا وعلمت

والأحبة منا هربوا

والمحبة تبدلت

وعم عيد

كان صغير

كان حليوة وكان روش

كان تملى يجيب هدايا

والفرح فى كل بيت

بيض ملون والعرايس فيها خيط

والزواق يكسى حارتنا

وريحة المعمول تهفهف

والأمل على كل حيط

وعيد ورا كل عيد

عم عيد عجز خلاص

مابقاش يزورنا كل عام

والهدايا تبدلت جرح وآلام

والوشوش صبحت كئيبة

والأحبة هما فين بس الأحبة

حتى الوطن مابقاش وطن

هو من إمتى

كان فى الغربة وطن

فاكر ياعم عيد

لما كنا صغيرين

كانت الضحكة وطن

وقال الشاعر المصرى مؤمن سمير، إنه ربما ظلت الأعياد تمثل بالنسبة لى أوقاتا مقلقة بسبب أنها مفرطة فى البهجة وواضحة فى طقوس الفرحة وأشكالها وأنا بطبعى أنفر من كل ما هو واضح وصريح وقوى وعظيم لأنه لا يترك مجالا لألعاب الخيال لتكمل مناطق النقص التى تقرب الأمور وتفض هالاتها.. كنت فتى منطويا ثم شابا لا يميل لتوسيع دائرة العلاقات الشخصية لهذا كان من المنطقى أن تكون هذه هى مشاعرى.

وأضاف: «لكنى اليوم وأنا أب وعلى مشارف الخمسين صرت أبحث عن كل ما هو بسيط وطيب وأليف، صرت أتوق لبهجة صادقة أنقذ بها روحى العجوز، من أجل هذا صرت أحرص على أن أدفع أطفالى دفعا لأن يصنعوا ضجيجا ويلبسوا ألوانا حية ويتزاوروا مع الأهل وأفتح أنا بالتالى مسامى كى أستقبل ضحكاتهم بكل أريحية وارتياح.. كان أبى رحمه الله يحرص على أن نسعد ويسعد هو كذلك معنا باعتبار أن الأعياد منح إلهية ودينية تحقق السعادة لمن أخلص مع ربه.. كان الاختلاف للأسف عندى أنا لكنى الآن بحمد الله شخص مصرى يحترم جيناته التى تلتقط الفرحة وتصيغ الدنيا على مقاسها كلما كان كان ذلك متاحا..شخصا واقعيا يحس بكل صدق ويتفاعل معه كى ينتصر على الخوف وقسوة الحياة.. لهذا أنطق بكل جوارحى وأقول للجميع كل عام وأنتم بخير وجعل الله أيامكم كلها أعيادا».

عيد بأى حال عدت يا عيد

وقال الشاعر المغربى مصطفى الملح: «ثلاثون يوما، أو أقل قليلا، من نزع الأقنعة المادية الرخيصة، وتدمير بنية الشهوات العابرة. ثلاثون يوما من الاقتراب من الله، من نوره ومشكاته وغيص سماواته، حيث الصيام والقرآن وقيام الليل. ثم بعد ذلك ينبلج صباح عيد الفطر، مزينا بالابتسامات والتحايا، وطعم الجمال والمشاعر الملونة بأنسام العيد».

وأضاف، أنه فى المغرب، يرتدى الناس ملابس تقليدية زاهية، مزينة أحيانا بطرابيش حمر، ويتوجه الجميع إلى المصلى لأداء صلاة العيد. إنه منظر يثلج الصدر ويبعث على الاعتزاز بهذا الدين الحنيف الذى جمع الأمة وجعل الآذان تستمتع خاشعة بأصوات التهليل والتكبير. لكننى أشعر بحزن عميق، وغير مفهوم، صبيحة العيد. غالبا ما تنتابنى مشاعر عنيفة ومؤذية فأتساءل، بندم حقيقى، هل صمت كما يجب؟ هل ملأت عتمة الليل الرمضانى تضرعا وخشوعا؟ ثم تنمو تلك المشاعر فأحس كأننى مودع عزيز لم يلبث بيننا إلا شهرا ثم غادر. أشهر بأننى سأرتدى مجددا القناع المادى الرخيص، وأعود كما كنت قبل رمضان، كائنا من طين وصلصال، وليس كائنا نورانيا محلقا فى سديم السماء. وأتذكر فى صبيحة العيد الذين رحلوا من عائلتى وأصدقائى، فتتحول سيمفونية الفرح إلى تراجيديا معتمة، وأشعر بأن الزمن ثقيل، وأن الفرح ليس حقيقيا وإنما هو استعارة صنعتها البشربة لمواراة مآسيها.

وفى خضم هذا اليم المتلاطم من الأحاسيس الضارية أسعى إلى أن أبدو جزءا من الكورال الجمعى: أبتسم بمقدار، وأوزع التحايا، وأبعث رسائل التبريك بالعيد عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وأصل الرحم إن استطعت إليه سبيلا.

وفى المساء، أعود إلى عزلتى المميتة، لأكتشف بأن رمضان ولى، وأن الملائكة والروح قد صعدوا، وأن العيد نفدت ساعاته، وأن الفرح انقرض، وأن البشرية قد عادت إلى غابتها لتواصل تقديم فصول المسرحية المعتادة: افتراس القوى للضعيف. ولأننى آثرت أن أكون طائرا وديعا، فى هذه المسرحية العبثية، فقد هيأت جسدى وروحى معا، لاستقبال أول رصاصة يتلقاها جسدى من يد ذلك القناص الماهر الذى يسمى الزمن!

ذخيرة سلمية مؤقتة

وقال الروائى السورى هوشنك أوسى: إن فى الأوطان الجديدة المضافة إلينا، أو فى بلاد المهجر والاغتراب، سمها ما شئت، صحيح أننا حصلنا على الحرية والحياة الكريمة، إلا أننا فقدنا جزءا مهما من مباهج الحياة. فى رأس ما فقدناه، بهجة التحضير للعيد، وبهجة استقباله وعيش مظاهره، ووداعه، وما يصاحب كل ذلك من شعائر، طقوس، عادات وتقاليد. وكلما عاود العيد دورته السنوية، ها هنا؛ تطل الذاكرة البعيدة كذخيرة، خزين، معين أو ماؤنة ألوذ بها كى أستعيد ما عشته فى وطنى الأول؛ سوريا. إذن، هى ذاكرة الطفولة، الصبا، والشباب، وقودنا وحطبنا، نلجأ إليها، كى تبدد برودة الحاضر، عبر استحضار دفء الماضى.

وأضاف، أن ليلة العيد، أو الوقفة، يمكننى اعتبارها عيدا، حيث يستنفر أهل الدار للتحضير واستقبال زائر كبير ومهم، كأنه قديس أو ولى أو شيخ أو رئيس جمهورية الفرح التى تمتد حدودها على امتداد ثلاثة أو أربعة أيام. زائر واحد، يدخل كل بيوت البلدة الصغيرة، فى الآن عينه.

وتابع، أنه فى الساعات المتأخرة من تلك الليلة، كانت أمى منهكة، بعد يوم عمل شاق وطويل من تنظيف المنزل؛ غسل الرصيف والجزء المقابل للبيت من الشارع، وتجهيز الكعك (الكوليجة) وضيافة العيد، وتخصيص قسم من السكاكر للأطفال الذين يجوبون المنازل، بهدف التهنئة والحصول على بضعة سكاكر من كل منزل. بالإضافة إلى تحضير ملابسنا الجديدة التى نرتديها صبيحة العيد، وأختى الكبيرة، تعاونها فى كل شيء، وبل أعباؤها مضعفة، لأنها كانت خياطة نسائية، يتوجب عليها الانتهاء من خياطة فساتين وقمصان زبوناتها، قبل حلول العيد، وفى تلك الليلة، كنا نهرع للنوم باكرا، كى نستيقظ باكرا على أصوات التكبيرات الآتية من الجامع الكبير الموجود وسط البلدة. ولأن بيتنا بعيد عنه، فى الطرف الجنوبى تقريبا، أصوات التكبيرات، تصلنا متأرجحة مترنحة، صعودا وهبوطا، تحملها النسائم، يمينا ويسارا.

زيارة المقابر

وقال إن أول من يستحقون المعايدة وإلقاء التحية عليهم وتوجيه التهنئة لهم، هم أولئك الذين كانوا معنا وقاسمونا الأعياد السابقة، وغادرونا فى غفلة إلى أمكنة، أكثر أمنا وسلاما وطمأنينة. وعليه، نستقبل فرحة العيد بالحزن على فقدان الأحبة، لكأن أعين الموتى تترقب زيارة أحبائهم الأحياء. هكذا، تتحول المقابر إلى ما يشبه الاحتفالات، مكللة بالفرح، وتوزيع السكاكر على الأطفال، وتبادل الزوار التهنئة.

وتباع، أننا نغادر المقبرة إلى منازلنا، كى يحمل كل طفل كيسا، ويبدأ جولة العيد على بيوت الجيران، ثم جيران الجيران، وهكذا تتوسع دائرة التجوال، حتى نتوه فى الشوارع. ثم نعود إلى البيت منهكين، كل واحد منا يحمل نحو اثنين أو ثلاث كيلو من السكاكر، ولا ننسى زيارة الأهل والأقارب، ليس لأنهم الأهل وحسب، بل لأنهم يعطوننا العيدية نقودا، ويضيفوننا من السكاكر والشوكولاتة المخصصة للكبار.

واستكمل أنه فى صباح العيد، تبدأ زيارات الجيران، وغالبا ما كانت سريعة على الواقف؛ التهنئة، وأخذ شيء من ضيافة العيد. وإذا ما دخلوا الدار، نتيجة الإلحاح بالتفضل؛ تكون القهوة أو الشاى فى انتظارهم، مع سكاكر وشوكولاتة وكعك العيد.

وأشار إلى أنه مع تلك البهجة والدردشات العابرة والحوارات القصيرة، أثناء الزيارات الخاطفة فى صباح اليوم الأول، دائما كانت هناك شكوى من أن العيد فقد الكثير من بهجته وبريقه. ويتم الترحم على الأمس، والعيد أيام زمان، وفى اليوم الأول نبقى مرتدين ملابس العيد، ونطويها فى اليوم التالى، كى نرتديها فى العيد الكبير؛ الأضحى، القادم بعد شهرين. ذلك أن فقر الحال ما كان يتيح لنا شراء ملابس جديدة، كل عيد. وإذا أتى العيدان، الفطر والأضحى فى الصيف، نخبئ محصول السكاكر الذى جنيناه للخريف والشتاء والربيع، وأيام الدراسة، نأخذ كل يوم؛ ثلاث أو أربع سكاكر معنا إلى المدرسة، وكان منزلنا يبعد كثيرا عن المكان الذى تنصب فيها مراجيح العيد. لذا، ركبتها وأنا فى العاشرة أو الحادية عشرة من عمرى.

واختتم: «اليتم المبكر والفقر المدقع، لم يمنعا من حلول العيد فى قلوبنا الصغيرة، لكن كلما كبرنا، تضاءلت مساحة الفرح، الآن وأنا أب لطفلين، وأعيش حياة آمنة وكريمة ومستقرة، ألا أن الانشغالات السياسية والثقافية، والحروب والنزاعات والكوارث وآلام الضحايا والنازحين...إلخ، لم تبق للعيد فى حياتى، إلا ذلك الركن القصى البعيد، المنزوى فى عب ذاكرة الطفولة».

الروائي هوشنك أوسي
الروائي هوشنك أوسي
الشاعر رائد قديح
الشاعر رائد قديح

الشاعر طلال الجنيبى
الشاعر طلال الجنيبى
الشاعر مصطفي الملح
الشاعر مصطفي الملح

الكاتب هايل المذابي
الكاتب هايل المذابي
الشاعر مؤمن سمير
الشاعر مؤمن سمير