ألقى عيد الفطر المبارك وتزامنه بعد أيام قليلة مع عيد القيامة المجيد وشم النسيم، بظلاله على الحركة السياحة في مصر، خاصة المحلية والعربية، وأكد خبراء القطاع حدوث انتعاشة سياحية غير مسبوقة تشهدها القاهرة الكبرى والمدن الساحلية القريبة منها خلال أيام العيد.
وقال مدحت متري، عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق بالإسكندرية ورئيس لجنة مطروح، إن الحركة السياحية للمنطقة متراجعة حاليا بسبب الأزمة الاقتصادية والتي تزامنت مع شهر رمضان، وكذا حلول عيد الفطر في موسم امتحانات نهاية العام وليس في فترة إجازات، متوقعا أن تنتعش الحركة في الصيف خاصة من السياحة الداخلية للمصريين، كما تستقبل المنطقة حاليا بعض الجنسيات الأجنبية ومنها الإيطالي والبولندي وسلوفاكيا، وهي أيضا المرشحة للزيادة في موسم الصيف.
وأضاف متري، أن مدينة العلمين الجديدة أوشكت على الانتهاء، وبناء على ما حدث في هذه المنطقة من نقلة نوعية ستجعلها تعمل طوال العام وليس الصيف فقط، فقد أثر ذلك إيجابيا على شهرة الموقع عالميا، وبدء توجه السياحة الأجنبية للمنطقة بجانب العربية والمحلية، مشيرا إلى أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن إنشاء منطقة العلمين كمدينة متكاملة بها مناطق سكنية وجامعة ومستشفيات وخلافه، جعلت منها منطقة سياحية تعمل طول العام ما سوف يصبح عامل جذب كبيرا للاستثمارات السياحية في المستقبل القريب.
وتابع متري: "حظ الإسكندرية من السياحة الأجنبية ليس مثل الساحل ومطروح اللتين تعانيان من نقص الطاقة الفندقية غير الكافية للأعداد المتوقع استقبالها، وفيما يوجد طلب مرتفع على منطقة الساحل والعلمين، فإنه لا نملك الغرف الفندقية الكافية لاستيعاب الحركة التي نتطلع إليها، كما أن محافظة مطروح هي منطقة بكر تتمتع بالعديد من الأنماط السياحية الفريدة، سواء السياحة الترفيهية بالشواطئ الخلابة، أو السياحة الثقافية بمعبد رمسيس، أو السياحة الاستشفائية التي تتميز بها المنطقة بالطبع".
وأشاد متري، بجهود وزارة النقل والمحافظات المعنية في إنشاء طريق القاهرة الساحل الذي كان قد وصل العام الماضي إلى الضبعة، ليتم مده العام الحالي إلى داخل مرسى مطروح، ما سوف يدفع الحركة السياحية الوافدة خاصة المحلية والعربية.
أما طارق شلبي رئيس جمعية مستثمري مرسى علم، فقد أكد أن الإشغالات قد تصل بين 70 الى 80% في الفنادق العاملة حاليا، وهي نسبة مرضية مقارنة بالأعوام الماضية، موضحا أن المدينة تستقبل سائحين من ألمانيا وإيطاليا والتشيك، بجانب المصريين، حيث بدأ السائحون الأوروبيون في التحرك خارجيا رغم التحديات، موضحا ان استمرار الحرب الاوكرانية بدون تطورات خطيرة يجعل الأمر أفضل بالنسبة للسائح، طالما لا يوجد تصعيد كبير فالسائح لن ينتظر في منزله معزولا خاصة بعد فترة عزل كبيرة في جائحة كورونا.
وأضاف أن اسعار الفنادق ارتفعت قليلا بنحو 15% عن العام الماضي بسبب العوامل الاقتصادية المحيطة في الوقت الراهن، ولم يكن لذلك أي تأثير على الحركة الوافدة نظرا لأن مصر لا تزال الأفضل سعرا عالميا، كما زادت الطاقة الفندقية بنسبة 10% من غرف مغلقة عادت للعمل وغرف كانت تحت الإنشاء، متابعا: "لازلنا نشكو لمجلس النواب والوزارة بأن نحو 25% من الطاقة الفندقية بالمدينة لا تزال معطلة ويحتاج المستثمرون لدعم لاعادة الفتح والعمل، مشددا على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يبذل جهدا كبيرا لدعم السياحة، ويوجه دائما بالتعاون مع القطاع السياحي الخاص، وعلى المسؤولين ترجمة ذلك لخطوات جادة وفاعلة تنهض بالقطاع مرة أخرى".
وكشف رامي رزق الله، عضو لجنة تسويق شرم الشيخ السياحية، إن إشغالات الفنادق كانت جيدة للغاية خلال فترة عيد الفصح، بفعل إجازة الأجانب، وتراجعت خلال عيد القيامة ثم عاودت الانتعاش مع حلول عيد الفطر، بانتعاش الحركة المحلية التي ستحتل المقدمة، تليها العربية والأجنبية، موضحا أن السوق الإيطالي يتربع حاليا على عرش الإشغالات الأعلى في شرم الشيخ، يليه السوقين الإنجليزي والروسي ثم كازاخستان ولبنان.
وأضاف رزق الله، أن أسعار الغرف الفندقية ارتفعت بنحو 40% مقارنة بنفس الفترة العام الماضي، وذلك فيما يخص السوق المحلي نظرا لتفضيل المصريين لحجوزات اللحظة الأخيرة، وتزايد الطلب بشكل مفاجئ كلما اقترب العيد، غير أن كثافة الحركة المتوقعة سوف تتراجع بطبيعة الحال عند انتهاء عيد الفطر، فيما تصل الإشغالات بمدينة دهب إلى الدرجة القصوى بنسبة 80% سياحة محلية، لتشهد المدينة انتعاشة جيدة افتقدتها لسنوات ماضية، لافتا إلى أن سائحي شرم الشيخ يقبلون على رحلات اليوم الواحد "الأوفر داي" للقاهرة والتي تتم بتنسيق تام مع شرطة السياحة والآثار، ويستمتع خلالها السائح بزيارة الأهرامات ومتاحف القاهرة الكبرى.
وحول تأثير قرارات تسهيل الحصول على تأشيرة السياحة المصرية لعدة دول بينها تركيا، توقع رزق الله أن يكون لها نتائج إيجابية للغاية لكن الفنادق لم تلمسها بعد، نظرا لبدء التطبيق مؤخرا، مشيرا إلى أنه على هيئة تنشيط السياحة الاهتمام بمدينة السلام، والقيام سريعا بحملة ترويجية مناسبة لشرم الشيخ في أسواق أوروبا وخاصة ألمانيا التي تتوافد بكثرة حاليا على الغردقة، متابعا: "الهيئة اتجهت مؤخرا وبكثافة لأسواق أمريكا اللاتينية التي تهتم أكثر بالسياحة الثقافية والكلاسيكية، ولكن ليس الشاطئية، وهي أسواق هامة بالطبع ولكن التنوع المصري يتطلب تنوع ترويجي، وشرم الشيخ عانت لفترة من تراجع الحركة السياحية، لذا يجب تنظيم حملات بشكل صحيح في التوقيت الصحيح، فمثلا زيادة الحركة من السوق الإنجليزي انتبهت له الخطوط البريطانية فخصصت رحلة مباشرة أسبوعية من لندن الى شرم الشيخ، والسائح الانجليزي اذا قضى أسبوعين في شرم الشيخ فهى ارخص واوفر من بلاده، من هنا كان يجب دعم هذا السوق وتوفير رحلات مباشرة منه".
وقال سامح حويدق عضو مجلس إدارة جمعية مستثمري البحر الأحمر إن الإشغالات في الغردقة مرتفعة منذ منتصف شهر مارس الماضي، وتعد الجنسية الأعلى توافدا هي الألمانية ثم البولندية ثم الروسية والإنجليزية، موضحا أن كل فندق في الغردقة لديه جنسيات مختلفة وهو تنوع يفيد السياحة المصرية، كما تنتظر الفنادق انتعاشة أكبر بالتزامن مع قرارات تسهيل الحصول على التأشيرة السياحية لمصر لعدة دول بينها تركيا، والتي كانت من بين الجنسيات التي تقبل بكثرة على البحر الأحمر، وكذا المغرب التي يعد سائحيها من المفضلين في المحافظة.
وأكد ارتفاع الإشغالات لنسبة تصل للدرجة القصوى خلال عيد الفطر، مشيرا الى ارتفاع بنحو 25% زيادة في أسعار الغرف الفندقية بالبحر الأحمر خلال موسم العيد، تماشيا مع زيادة الطلب وعدم وجود غرف شاغرة، وطالب حويدق بإعادة التفكير في تسهيل إجراءات وصول الركاب بمطارات مصر السياحية، وخاصة الجمارك، للقضاء على التكدس وطوابير انتظار الحقائب وانتظار التفتيش وغيرها من الإجراءات المزعجة للسائح.
