الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الفنانة فاطمة محمد علي لـ«البوابة نيوز»: عرض "سيب نفسك" مغامرة كبيرة وأول مرة أتعامل مع عروسة بحجم الإنسان على خشبة المسرح

فاطمة محمد على
فاطمة محمد على
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ثاني أيام العيد نلتقى مع الفنانة فاطمة محمد على ومسرحية "سيب نفسك" من تأليف مارك إيجيا وإخراج جمال ياقوت، على قاعة يوسف إدريس بمسرح السلام في تمام الثامنة والنصف مساءً. 

فاطمة محمد على هي نموذج للفنان الشامل الذي يجيد الغناء والرقص والتمثيل والتقمص وتحل علينا بعرضها الجديد "سيب نفسك" بعد أن حققت نجاحًا كبيرًا على المستويين الدولي والمحلى بعرض الطوق والإسورة للمخرج ناصر عبد المنعم والذي حصل على جائزة الشيخ سلطان القاسمي بالمهرجان العربي للمسرح، والجائزة الكبرى بمهرجان قرطاج الدولي للمسرح. 

فعرض "سيب نفسك" هو مونودراما من تأليف مارك إيجيا ومن ترجمة نبيلة حسن، وإخراج جمال ياقوت وإنتاج المسرح الحديث بقيادة الفنان محسن منصور، وهو عمل غنائي استعراضي مدته 60 دقيقة، وتؤدي فيه الفنانة فاطمة محمد علي شخصية "كناسة" تحاول إقناع أحد الأشخاص بالعدول عن قرار الانتحار بحجة أنها انتهت لتوها من تنظيف الشارع، وأنه عندما يقوم بتنفيذ رغبته في الانتحار سيؤدي بذلك إلى ضياع عملها الذي تعبت فيه، ثم تحاول خلال المسرحية أن تبث فيه روح التفاؤل وحب الحياة، كما تقوم بالغناء والرقص بداخل العرض. 

وتعتبر عروض "مونودراما" من أنواع العروض المسرحية الصعبة والتي تعتمد على الشخص الواحد، وهي وفقا لتعريفها الاصطلاحي تعني مسرحية الممثل الواحد، بمعنى أن يقوم بتشخيص المسرحية ممثل واحد فقط وهو المسئول عن إيصال رسالة المسرحية ودلالاتها جنباً إلى جنب مع عناصر المسرحية الأخرى، وبالتالي فهي تتطلب نوعية متفردة من الممثلين الذين يكون لديهم القدرة على جذب الجمهور طوال فترة العرض دون مملل ويستخدم فيها الممثل كل مهاراته الأدائية بل وفي بعض الأحيان يكتشف الممثل مهارات أدائية ومناطق بداخل شخصيته لم يكن مكتشفها من قبل، وبعد نجاح عرض "سيب نفسك" للفنانة فاطمة محمد على، كان لـ"البوابة نيوز" حوار مع الفنانة  والتي تحدثت خلاله عن العرض والمسرحية والعمل تحت إدارة المخرج خالد جلال المشرف على البيت الفني للمسرح ورئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، لا سيما أن العرض ضمن خطة البيت الفني للمسرح في  الموسم المسرحي الجديد والذي تم الإعلان عنه في مطلع هذا العام.

 وإلى نص الحوار :  

  • في البداية.. تُعد عروض مونودراما من أصعب أنواع العروض المسرحية والتي تتطلب مهارات أدائية مختلفة حدثينا عن التجربة؟ 

شعرت بالذعر وفكرت في التراجع أكثر من مرة، خاصة أنني صاحبة تاريخ طويل في المسرح وتجربة أن أكون بمفردي في عرض مونودراما، فهو أمر يخيف أي ممثل، كما أنني أسير بخطوات ثابتة ولي اسم في المسرح وأحافظ عليه، فالعرض هو مغامرة كبيرة، وأكثر ما شجعني على خوضها هو الدكتور جمال ياقوت مخرج العرض، والذي أصر بشكل كبير على أن أخوض التجربة معه، وقالي لي : "مش شايف حد غيرك في الدور"، وهو ما شجعني كثيرًا ودعوت الله أن أكون على قدر المسئولية وعند حسن ظنه بي، وكان لديه ثقة عمياء، والحقيقة أنا عذبته في البروفات. 

وكانت أصعب ليلة هي ليلة الافتتاح، ولم أستطع السيطرة على نفسي، لكن رد فعل الجمهور أبهجني وأذهلني بكاء الناس وتفاعلهم مع العرض.

  • هذا النوع من العروض يتطلب مهارات أدائية كثيرة يجب أن يتمتع بها الممثل.. حديثًا عن الدور وكيفية استقبال الجمهور له؟ 

في الحقيقة الشخصية صعبة وأقوم فيها باستخدام العديد من أدواتي كممثلة، ومنها الغناء والرقص، لكن أكثر الأمور إضافة هي اللعب بالعرائس، وهو من الأمور التي تخوفت منها خلال العرض لأنها تعتمد على مهارات عديدة، خاصة وأنني أقوم ولأول مرة بعمل مشهد مع عروسة كبيرة بحجم الإنسان أقوم بتحريكها، وهذا لم يكن غريبًا علي فالفنان لا يتجزأ، وبالرغم من أنني لم أكن أتعامل مع العرائس، من قبل، إلا أن هذا المشهد نال استحسان الجمهور بشكل كبير، فهذا المشهد أعطي ثقلاً وإثراء للعرض لم أكن أتخيله، كما تقبله الجمهور بترحاب شديد. 

فلم لم أكن أتخيل أنني سأقوم بالرقص في أي عرض مسرحي وهذا العرض اكتشف بداخلى طاقات لم أكن أظهرها من قبل، خاصة الرقصات وفي نفس الوقت التأكيد النوبي، أعلى المناطق في العرض الأجزاء الراقصة وأجزاء العرائس، والأغاني، وأخذت الأغاني، وقتا كبيرا في تجهيزها، الدكتور جمال ياقوت نقلة نوعية حرفيًّا في هذا الفن المسرحى. 

  • لديك تاريخ طويل بالمسرح تنوعت تلك التجربة بين الأدوار المتباينة والمختلفة.. كيف تجدين "سيب نفسك" وسط كل هذا التاريخ الطويل؟ 

في الحقيقة أن تجربتي مع سب نفسك تجربة شاقة ومرعبة، كما أنني بذلت مجهودًا مرعبًا، لم أكن أتصور أنني لدي كل تلك الطاقات، وهو مجهود  لا يتصوره أحد، فالمسرحية بها خمس أغاني بالإضافة إلى الرقصات والتي تنوعت ما بين الرقصات العالمية والمحلية ومنها الرقص بالعصا، فقد كنت حريصة على تقديم الفولكلور المصري للتأكيد على التراث والهوية المصرية. 

أما عن تاريخي بالمسرح خاصة مسرح الدولة والبيت الفني للمسرح فقد شاركت بما يقارب 105 عروض مسرحية، منذ أن كان المخرج والفنان الكبير السيد راضي رئيسًا للبيت الفني للمسرح، ففي فترة رئاسته كنت أشارك في مسرحية رجل القلعة للمخرج ناصر عبد المنعم، وقد شاركت في نسختها الثانية أيضًا. 

  • من وجهة نظرك كيف ترين وضع مسرح الدولة في الوقت الراهن لا سيما بعد إسناد الإشراف على البيت الفني للمسرح للمخرج الكبير خالد جلال؟ 

كما قلت في السابق أنني عاصرت كبار النجوم في المسرح المصري وعايشت فترة ازدهاره، وأري أن منذ تولى المخرج خالد جلال أننا في مرحلة إعادة الأضواء لمسارح الدولة، وهناك تغيير شامل في العملية الإنتاجية في البيت الفني مع إزالة كافة العقبات أول بأول. 

فالمخرج خالد جلال يبذل كل طاقته لعودة الروح للمسرح مرة أخرى، لأنه فنان حقيقي ويتعامل مع كافة الإشكاليات بروح الفنان المحب المخلص، فكان دائمًا يحضر بروفات العرض ويتابع سير العمل بشكل مستمر، ويزيل من أمامنا كافة العقبات، فأرى حرصه الشديد على تذليل كافة الصعاب، وأستطيع القول إن خالد جلال أعاد الروح لمسرح الدولة، وأتمنى أن تكون الخطوة القادمة هي عودة فناني المسرح مرة أخرى ليتصدروا المشهد التليفزيوني وأن يتم عرض العروض المسرحية مرة أخرى على شاشات التليفزيون لتصل لكل الجمهور المصري. 

فالفنان خالد جلال من الفنانين القلائل الذين يعملون بروح المحب والفدائي، فهو لا يريد الشهرة وإنما يضع مصلحة الوطن نصب أعينه، كما أنه لا يضع أمامه العامل المادي، وأن هدفه الأساسي أن يعود المسرح المصري للريادة من خلال  أفضل العروض المسرحية، وجذب النجوم للوقوف على خشبات مسارح البيت الفني، وأرى أن خطة البيت الفني للمسرح للموسم المسرحي الجديد مليئة بهذه العروض، فالمسرح المصري في أيد أمينة، لأنه يعمل في هذا المنصب بمنتهى الحب.

والحقيقة أن إذا تحدثنا عن المخرج خالد جلال فالحديث سيطول لكي نستطيع إعطائه حقه، فهو من الفنانين القلائل الحريصين على بلدهم ويضع قضية المسرح نصب عينه، ولهذا يقدم قصارى جهده، لتنفيذ خطة البيت الفني للمسرح وحرصه الشديد على الالتزام بمواعيد إطلاق العروض، وهو الأمر الذي جعلنا نفتتح العرض في رمضان رغم التخوف الشديد من عدم حضور الجمهور ولكن الأمر تخطى كافة التوقعات وكان الحضور كثيف جدًا لدرجة أن أعداد الجمهور الذين حضروا خارج القاعة أكثر بكثير من الذين شاهدوا العرض. 

أما عن المسرح ووضعه الآن فأنا أرى أن قضية المسرح الحقيقة تتمثل في حب المسرح وقدرة الفنان على تقديم أعمال جيدة بالروح المحبة، فالمسرح ليس مكانا لمن يريد الشهرة، بل هو عمل لمن يريد أن يدعم بلده، فالمسرح المصري قادم وبقوة، وسوف يجد الفنان القيمة الأدبية الرفعية بشرط أن يقدم محتوى رفيع وذو قيمة. 

الأشعار أغنيتين للراحل متولى عبد اللطيف أغنية "الكناسة" وأغنية "دنيا"، وباقي الأشعار الدكتور محمد مخيمر، ألحان  الموسيقي حاتم عزت، وتصميم رقصات مناضل عنتر، وإخراج جمال ياقوت، عرائس تصميم الدكتور أمير عبد المسيح، ديكور أحمد أمين.