شهدت الحكومة البريطانية تغييراً كبيراً في تشكيلتها، بعد استقالة نائب رئيس الوزراء ووزير العدل دومينيك راب، إثر تحقيق مستقل في شكاوى رسمية بشأن تصرفاته مع موظفيه. وبذلك يفقد رئيس الوزراء ريشي سوناك، واحداً من أهم حلفائه في الحكومة، والذي شغل مناصب حساسة في وزارات الخارجية وبريكست.
وأعلن راب استقالته في بيان نشره على تويتر، قائلاً إنه يشعر بالفخر لخدمة بلاده في مناصب عليا، وإنه يحترم نتائج التحقيق، وإنه يأسف لأي إزعاج سببه لأي شخص. وأضاف أنه يود أن يشكر رئيس الوزراء على ثقته به، وأن يتمنى له التوفيق في قيادة البلاد.
وقال سوناك في رسالة إلى راب، إنه يقدر خدمته للحكومة، وإنه يثمن مساهماته في تعزيز المصالح البريطانية في الخارج، وإنجاز اتفاقية بريكست، وإصلاح قطاع العدل. وأشار إلى أن التحقيق أظهر أن راب ارتكب مخالفات لمعايير السلوك المطلوبة من الوزراء، وإنه يؤسف لأن يصل الأمر إلى هذه النقطة.
وتولى راب منصب نائب رئيس الوزراء ووزير العدل في أكتوبر الماضي، بعد تعديل وزاري أجراه سوناك عقب استقالة بوريس جونسون من رئاسة الحكومة. وكان راب قد شغل منصب وزير الخارجية من 2019 إلى 2021، ومنصب وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من 2018 إلى 2019.
وتأتي استقالة راب في ظل تصاعد الضغوط على سوناك، بسبب فضائح متعددة طالت حكومته، مثل اتهامات بالفساد والتضارب المصالح، وانتقادات بشأن سياس
ومن المتوقع أن يجري سوناك تغييراً وزارياً في الأيام القادمة، لسد الفراغ الذي خلفه راب، ولإعادة تنظيم حكومته بعد عام من توليه السلطة. وترددت أنباء عن احتمال نقل بعض الوزراء إلى مناصب أخرى، أو إقالة بعضهم بسبب عدم الكفاءة أو التورط في فضائح.
ومن بين الأسماء المرشحة للتغيير، وزير الصحة ساجد جاويد، الذي تعرض لانتقادات حادة بسبب تعامله مع جائحة كورونا، ووزير الدفاع بن والاس، الذي أثار غضباً بسبب سحب قواته من أفغانستان دون التنسيق مع حلفائه. كما يواجه وزير التجارة ليز تروس، ضغوطاً للتنحي بسبب فشلها في التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ومن المحتمل أن يختار سوناك بعض الوجوه الجديدة للانضمام إلى حكومته، لإظهار التجديد والتنوع، ولإرضاء مختلف التيارات داخل حزبه المحافظ. ومن المرشحين للحصول على مناصب وزارية، نائب رئيس حزب العمال كير ستارمر، الذي يعتبر من المعارضين البارزين لسوناك، والذي يحظى بشعبية كبيرة بين الناخبين. كما يتوقع أن يحصل على منصب وزاري، نائب رئيس حزب الديمقراطيين الأحرار إد دافي، الذي يشكل شريكاً استراتيجياً لسوناك في تشكيل ائتلاف حكومي.
وتأتي هذه التغيرات في ظل تراجع شعبية سوناك في استطلاعات الرأي، بسبب سياساته الاقتصادية والاجتماعية، وفشله في مواجهة التحديات التي تواجه بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. ويرى مراقبون أن سوناك يحتاج إلى تقديم رؤية واضحة لمستقبل بريطانيا، وإلى إثبات قدرته على ق