الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

سيناريو السودان إنذار مبكر لمصر ودرس كبير لليقظة

اليهودي مهندس تفتيت
اليهودي مهندس تفتيت الدول العربية برنارد لويس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا شك أن ما يجري في السودان من حرب داخلية ليس لها أي معنى سوى أنها مجرد مؤامرة تحركها أذرع خارجية تمثل إنذار مبكر لمصر وشعب مصر وجيش مصر بضرورة الانتباه لما يُحاك من سيناريوهات خطيرة حول مصر تستهدف في النهاية وحدة مصر وجيشها فيجب أن ينتبه الشعب المصري بكل طوائفه وشرائحه أن هناك خطر محدق يحوم حول أرض الكنانة بدت ملامحه الخيرة.

فيما يجري في السودان بأنه مقدمة الهدف منها النيل بمصر فسيناريو السودان بجميع المعايير مجرد جرس إنذار خطير لمصر يدفع كافة الأطراف في مصر للحرص والانتباه والحذر والتماسك على كافة المستويات والتأكيد دائمًا على عمق الوحدة بين المسلمين والمسيحيين من ناحية ووقوف الشعب بصلابة وقوة خلف جيشه ويقظة كافة الأجهزة السيادية في مصر للمؤامرات الخارجية لؤدها أول بأول كما حدث في ثورة 30 يوينو عام 2013 التي أربكت كافة الحسابات التآمرية ضد مصر فالشيطان يتربص بمصر في كل وقت لا يكتفي بضرب الفتن وإنما يبحث باستمرار عن أي ثغرة يتغلغل منها ليبث سمومه كما يحدث في السودان الآن فهناك قوى خارجية مثل تنظيم الإخوان المسلمين يلعب منذ شهور على ملف الاقتصاد المصري على شاشاته الفضائية المأجورة ضد مصر ويحاول جاهدًا لتقليب الرأي العام على الدولة المصرية بأي طريقة ليصل لأهدافه الخاصة في قنوات مكملين والشرق وغيرها ويستفل الأزمة الاقتصادية العالمية لكي يصل لأهدافه وما يحدث في السودان يجعلنا ننتبه لمثل هذه المحاولات للنيل من مصر لأنها في نظر الأعداء الجائزة الكبرى فمصر المتماسكة القوية شعبًا وجيشًا وحكومة ونظامًا سياسيًا مازالت وستظل تمثل النواة الحقيقية للشرق الأوسط وللعالم العربي والإسلامي فبدون مصر ينهار كل شيء وينجح المخطط وبوجود مصر قوية متماسكة مهما كانت أوجاعها الاقتصادية تعد الأمل القوى لاستعادة وحدة كل الدول العربية التي سقطت فبقاء مصر في مكانتها سيداوي جراح كل الأشقاء العرب الذين عانوا من تفتيت دولهم بسبب هذه المؤامرات الخطيرة التي نالت منهم ولم تفلح في نيلها من مصر.

فما يحدث في السودان ليس وليد صدفة أو وليد صراعات داخلية أو كفاح من أجل الديمقراطية إنما سيناريو مؤامرة خطير مرتب له من سنوات طويلة بشكل علمي وسياسي مدروس وتم أقراره داخل أجهزة استخباراتية خارجية على أعلى مستوي عام 1983 أقره الكونجرس الأمريكي على يد مخطط عراب تفكيك الدول العربية اليهودي برنارد لويس استاذ فخري بريطاني أمريكي في جامعة برنستون تخصص في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب ولد في 31 مايو عام 1916 ورحل في 19 مايو 2018 ويُعد من أخطر المنظرين للسياسات الصهيوأمريكية وكانمستشارا لبوش الأب والابن ومن أخطر علماء الشرق الأوسط الغربيين ولد من أسرة يهودية من الطبقة الوسطى في لندن اجتذبته اللغات والتاريخ منذ سن مبكرة اكتشف عندما كان شابا اهتمامه باللغة العبرية ثم انتقل إلى دراسة الآرامية والعربية ثم بعد ذلك اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية.تخرج عام 1936 من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS) في جامعة لندن في التاريخ مع تخصص في الشرق الأدنى والأوسط وحصل على الدكتوراه بعد ثلاث سنوات من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية متخصصاً في تاريخ الإسلام.
ثم اتجه لويس أيضا لدراسة القانون قاطعاً جزءاً من الطريق نحو أن يصبح محاميا ثم عاد إلى دراسة تاريخ الشرق الأوسط 1937 وألتحق بالدراسات العليا في جامعة باريس السوربون حيث درس مع لويس ماسينيون وحصل على دبلوم في الدراسات السامية عام 1937. عاد إلى SOAS في عام 1938 كمساعد محاضر في التاريخ الإسلامي.
وأثناء الحرب العالمية الثانية خدم لويس في الجيش البريطاني في الهيئة الملكية المدرعة وهيئة الاستخبارات سنة 1940 ثم أعير إلى وزارة الخارجية وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عاد إلى كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS) وفي عام 1949 عُيّن وهو في الثالثة والثلاثين من عمره أستاذا لكرسي جديد في تاريخ الشرقَيْن: الأدنى والأوسط.
وانتقل برنارد لويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أصبح يعمل كأستاذ محاضر بجامعة برنستون وجامعة كورنل في السبعينات. حصل على الجنسية الأمريكية سنة 1982 كما حاز على العديد من الجوائز من قبل مؤسسات تعليمية أمريكية لكتبه ومقالاته في مجال الإنسانيات.

وفي عام 1980 وبعد نشوب الحرب العراقية الإيرانية صرّح بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي انه من الضروري تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش حرب الخليج الأولى تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس – بيكو.

وعقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بدأ المؤرخ الصهيوني برنارد لويس بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعا كلا على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي  وتفتيت كل منها الى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تشمل الدول المرشحة للتفتيت.

وفي عام 1983 وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع برنارد لويس، وبذلك تم تقنين هذا المشروع، وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة. ولأن التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة لا يكفي وحده من أجل تحقيق الرؤية الأمريكية المستقبلية للشرق الأوسط، فان عناصر ثلاثة يتوجب توفرها بشكل متلازم مع الوجودين العسكري والأمني:

1- تغيير التركيبة السياسية القائمة في معظم دول العالم الإسلامي لتصبح مبنية على مزيج من آليات ديمقراطية وفيدراليات إثنية أو طائفية، وهذا هو جوهر المشروع.، فالديمقراطية لو تحققت دون التركيبة الفيدرالية، يمكن أن توجد أنظمة وحكومات تختلف مع الإدارة أو الرؤية الأمريكية، كما أن إثارة الانقسامات الإثنية أو الطائفية، دون توافر سياق ديمقراطي ضابط لها، يمكن أن يجعلها سبب صراع مستمر يمنع الاستقرار السياسي والاقتصادي المنشود بالرؤية الأمريكية، إضافة إلى أن التركيبة الفيدرالية القائمة على آليات ديمقراطية ستسمح للولايات المتحدة بالتدخل الدائم مع القطاعات المختلفة في داخل كل جزء من ناحية، وبين الأجزاء المتحدة فيدرالياً من ناحية أخرى.

2- التركيز على هوية شرق أوسطية كإطار جامع للفيدراليات المتعددة المنشودة، لهذا يدخل العامل الإسرائيلي كعنصر مهم في الشرق الأوسط الكبير المنشودة، إذ بحضوره الفاعل تغيب الهويتان العربية والإسلامية عن أي تكتل إقليمي محدود أو شامل.

3- ضرورة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي من خلال إعطاء الأولوية لتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل، مما سيدفع الأطراف كلها إلى التسوية والقبول بحدود دنيا من المطالب والشروط، كما أنه سيسهّل إنهاء الصراعات المسلحة، ووقف أي أعمال مسلحة سواء أكانت تحت شعار مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، أم ضد التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة.

ومن ضمن الدول التي شملها مشروع برنارد لويس للتفتيت:

1- السودان، التي تقسم الى أربع دويلات، للنوبة، والشمال السوداني الإسلامي، والجنوب السوداني المسيحي، ودويلة دارفور.

2- دول الشمال الإفريقي، يتم تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة دويلة البربر، ودويلة البوليساريو، والباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا.

3- العراق، تفكيك العراق على أسس عرقية ومذهبية، فتنشأ دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة، ودويلة سنية في وسط العراق حول بغداد، ودويلة كردية في الشمال.

4- سوريا، تقسيمها الى أقاليم متمايزة عرقيا أو دينيا أو مذهبيا، فتنشأ دويلة علوية على امتداد الساحل، ودويلة سنية في منطقة حلب، وأخرى سنية حول دمشق، ودويلة الدروز على أجزاء من سوريا ولبنان.

5- الأردن، تصفية الأردن، ونقل السلة للفلسطينيين.

6- فلسطين، ابتلاعها بالكامل، وهدم مقوماتها، وإبادة وتهجير سكانها.

ومن هنا وأرتكازا علي تلك الادلة الفاضحة والدامغة للسياسات الامريكية تجاه الشرق الاوسط ومدي خطورة السيناريوهات حبيسة الادراج في المطبخ الامريكي فأن السودان قد حان وقت تقسيمها طبقا لخطط موضوعة وجري أستخدام محمد دوقللوا حميدتي قائد ميلشيات الدعم السريع لتنفيذ هذا المخطط الذي تتورط فيه أثيوبيا ايضا  بشكل كبير نكاية في مصر في الوقت الذي تتوالي فيه التساؤلات من داخل السودان عن اسباب هذه الحرب الدائرة بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وميلشيات الدعم السريع بقيادة حميدتي فيقول الباحث في الاستراتيجيات والدراسات المستقبلية السودانية الدكتور محمد نعمة الله يتساءل: ماذا يريد حميدتي ولمصلحة من هذه الحرب العبثية في السودان؟ 

فجميع الدوائر السياسية والثقافية داخل السودان لاترى أي داعي لهذه الحرب سوى أنها مجرد مؤامرة خطيرة لتقسيم السودان حتى يجري تجريد كل الدول المحيطة بمصر من قواها العسكرية وتفكيكها انتظارا للكعكة والجائزة الكبري وهي مصر .

فنجد أثيوبيا تفتح ذراعيها لحميدتي وميلشيات الدعم السريع وتمولهم وتستخدمهم كذراع لضرب السودان بهدف ضرب مصر وتقويض مساعيها للحفاظ علي حقوقها في مياه النيل فجميع الملفات الساخنة باتت مفتوحة الآن على مصراعيها مايتطلب من كافة الأجهزة السيادية في مصر لكي تبذل مزيدًا من الجهد لاستيعاب كل هذه المؤامرات وتكليف أجهزة الإعلام المصري لإبراز تلك المؤامرات الخطيرة وكشفها للرأي العام المصري بشكل تفصيلي فالجميع تقع على عاتقه مسؤولية تاريخية الشعب والجيش وأجهزة الدولة الكل يتكاتف خلف القوات المسلحة والقيادة السياسية خلال الفترة الراهنة لأنها فارقة لا تقل أهمية عما حدث في عامي 2011 و2013 فمصر شعبا وجيشا ونظاما سياسيا عليه الانتباه فهناك مؤامرات خطيرة تحاك بدأت بسيناريو السودان التي تعد أمن قومي لمصر فعلينا جميعًا أن نلقنهم دروسًا كبيرة علينا أن نصبر على الظروف الاقتصادية الراهنة وهي مسؤولية جيل بأكمله ونتكاتف مع دولتنا للعبور إلى بر الأمان.