الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

السودان والحرب الضروس| "الفحل" لـ "البوابة نيوز": الدعم السريع حاول الإنقلاب على السلطة.. وحميدتي حليفًا لـ إثيوبيا

قوات عسكرية في السودان
قوات عسكرية في السودان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف الكاتب والمحلل السياسي السوداني المثني عبدالقادر الفحل؛ في حديثه لـ"البوابة نيوز" عن الأسباب الرئيسية للتصعيد المُسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ قائلًا: إن  محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع فشل في التوصل لاتفاق بين المُكونات السياسية السودانية؛ فقرر القيام بمُحاولة انقلابية للاستيلاء على السلطة، طمعًا في أن يُصبح رئيسًا للبلاد؛ وذلك بالتحالف مع قوى المجلس المركزى للحرية والتغيير المٌوقع على الاتفاق الاطاري؛ وهي مجموعة تضم 4 أحزاب يُريدون أن يُكونوا حاضنين لـ حميدتي عندما يتولى رئاسة البلاد. 

المحلل السياسي السوداني المثني عبدالقادر الفحل

المُخطط الانقلابي فشل بتصدي الجيش لهجمات الدعم السريع

وأوضح "الفحل"، أن المُخطط الانقلابي فشل؛ بتصدي القوات المسلحة لهجمات الدعم السريع القيادة العامة للجيش السوداني ومُحاولة اغتيال رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان؛ مشيرًا إلى أن قوات "حميدتي" لم تتوقع أن يقوم الجيش بالتصدي لهم بهذه القوة. وفي الوقت ذاته تحولت عمليات الجيش من الدفاع للهجوم على القوة المُتمردة والتي تُريد الاستيلاء على السلطة والجيش وتحويل قوات الدعم السريع إلى الجيش الجديد للسودان. 

قوات الدعم السريع ميليشيا مسلحة ومرتزقة

وأضاف أن قوى الحُرية والتغيير المُوقعة على الاتفاق الإطاري كان لها دورٌ كبير في دعم قوات الدعم السريع واصفًا إياها بـ "ميليشيا مُسلحة مُرتزقة مُتهمة بارتكاب جرائم في إقليم دارفور وقتل المتظاهرين في 2019، ومُتورطة في أعمال نهب وسرقة، إلى جانب اتهامها في أعمال تصدير الذهب بطرق غير شرعية لدول خارجية.. مستغلة عدم جود حكومة انتقالية في البلاد". 

وأشار إلى أن الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير كانا يُعدون هذه المحاولة الانقلابية للسيطرة على البلاد بعد فشلهم في الاتفاق مع الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق الاطاري لتأييد الانقلاب؛ لافتًا إلى ان "حميدتي" كان لديه حلمًا أن يُصبح رئيسًا للسودان وتبدد هذا الحلم، بفقد تأييد الثوار من الشباب السوداني وفشله في تحقيق حلمهم وفض الاعتصام وقتل المتظاهرين؛ وتهرب "حميدتي" من حضور جلسات مُحاكمة قتل المتظاهرين والتي كانت ستُدينه هو وشقيقه القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبد الرحيم حمدان دقلو؛ والقائد الثالث حمدان حمدان دقلو. 

السودان والحرب الضروس 

وأوضح المحلل السياسي السوداني، أنه إذا كانت حاولت قوات الدعم السريع الوصول إلى السلطة عبر الطرق الرسمية والانتخابات كان مُمكن أن يكُون هذا مقبولًا؛ ولكن المُحاولة الانقلابية وضرب الجيش في العمق، يُؤكد المُؤامرة التي تحدث عنها القائد الثاني للدعم السريع عبد الرحيم دقلو نائب حميدتي؛ حين صرح قبل أسابيع من اندلاع الاشتباكات قائلًا: "إن هناك حائطا كبيرا أمام القيادة العسكرية وهذا الحائط الأسمنتي يجعل رئيس مجلس القيادة - البرهان - بعيدًا من الأوضاع في السودان"؛ ما يُشير إلى نية حميدتي المُبيتة للسيطرة على القيادة العسكرية في السودان. 

الحسم سيكون عسكريًا لصالح الجيش

وحول بيان ما إذا كان حسم الأزمة في السودان سيكون سياسيًا أم عسكريًا في الفترة المقبلة، يرى "الفحل" أن الحسم سيكون عسكريًا لصالح الجيش؛ خاصة وأن الأوضاع قيد السيطرة للقوات المُسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان؛ وذلك بعد السيطرة على العديد من المواقع العسكرية لقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي في عدد من الولايات السودانية وأطراف العاصمة الخرطوم؛ مُشيرًا إلى أن الجيش يُجرى عمليات تمشيطية لقوات حميدتي والتي هربت للاحتماء في الشوارع الداخلية للمدن والأحياء السكنية حتى يصعُب ضربها من قبل الجيش حفاظًا على حياة المدنيين.

حرب السودان 

حميدتي ترك زيه العسكري واختبئا في الخرطوم

وعن جدية الحلول الخارجية المطروحة لإنهاء الأزمة في السودان، يرى المُحلل السياسي السوداني المثنى عبدالقادر الفحل أن الحلول الإقليمة المطروحة الآن تُحاول إيجاد مخرج لـ حميدتي؛ خاصة وأنه ترك زيه العسكري وأصبح مختبئًا في العاصمة السودانية الخرطوم؛ خشية رصده. مُشيرًا إلى أن هذه المُحاولات بالتأكيد يقف خلفها حليفه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد؛ والذي يستخدم أذرعه في الاتحاد الأفريقي بعد أن أصبح مقره أديس أبابا وامتلاكه نفوذًا كبيرًا في الاتحاد الأفريقي ويستطيع دفع الاتحاد لمُحاولة إنقاذ حليفه حميدتي في السودان؛ 

واكد أنه إذا قفد أبي أحمد حليفه حميدتي قائد الدعم السريع لن يكون له أي حليف مستقبلًا في السودان. خاصة وأن العلاقة السودانية الإثيوبية ساءت منذ زمن طويل بسبب مُواصلة إثيوبيا عمليات ملء سد النهضة والإضرار بمصالح مصر والسودان المائية والقومية.

تدخل الأطراف الخارجية أكبر المخاطر التي تواجه السودان

وأكد المُحلل السياسي السوداني أن تدخل الأطراف الخارجية هي أكبر المخاطر التي تواجه السودان في الوقت الحالي؛ فقائد الدعم السريع حليفًا لرئيس الوزراء الإثيوبي؛ ويخشى الشعب السوداني التدخل الإثيوبي في الأراضي السودانية؛ خاصة وأن السودان كان لديه سجلًا طويلًا من النزاع مع إثيوبيا واستطاع السودان أن يستعيد أراضيه من إثيوبيا خلال السنوات الماضية؛ ولكن إثيوبيا لا تزال تُريد إعادة هذه الأراضي مرة أخرى لها. مضيفًا أن حميدتي يمتلك استثمارات كبيرة لدى إثيوبيا ومنزلًا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا؛ منحه له أبى أحمد؛ كما أن حميدتي لديه علاقات قوة بـ"مجموعة فاغنر العسكرية الروسية" والتي كانت تتولى تدريب عناصر قوات الدعم السريع وذلك مُقابل الذهب السوداني. 

حرب السودان 

الأطراف السياسية السودانية فشلت في احتواء الأزمة وحلها

وعن قدرة الأطراف السياسية والحزبية بشأن التوسط لحل الأزمة التي يمر بها السودان؛ أكد "الفحل" أن الأطراف السودانية فشلت فشلًا ذريعاً في التواصل لاحتواء وحل الأزمة؛ ولكن الكتلة الديمقراطية لقوى الحرية والتغيير قامت بمواقف مُشرفة خلال الفترة الماضية وهو الفصيل الثاني من قوى الحرية والتغيير والموازي للمجلس العسكري الداعم للمتمرد حمدتي؛ وقدمت الكتلة الديمقراطية الكثير من الأطروحات والوساطات وحديث الحكماء لـ حميدتي ومُحاولين إثناء نيته في الهجوم على الجيش السوداني؛ وأبلغوا حميدتي بخسارته بالهجوم العسكري على الجيش السوداني لأنه لم يعرف قوة الجيش السوداني من قبل. 

وحول استمرار الاشتباكات؛ أوضح أن الاشتباكات المسلحة سوف تتوقف بعد حسم الجيش لها والسيطرة على قوات الدعم السريع؛ مشيرًا إلى أن الجيش أصدر قراراته بعدم التراجع ورفض كل التدخلات من قبل الاتحاد الأفريقي وقرر الاستمرار في العمليات العسكرية ضد المتمردين

واوضح الفحل أنه بعد السيطرة على التمرد سوف يجمع السودان جميع الأطاف السياسية للجلوس على مائدة حوار مُستديرة لإقامة حكومة تكنوقراط مؤهلة لفترة عام؛ وبعدها سوف يدخل السودان إلى الانتخابات بعد هذه لفترة الانتقالية تمهيدًا لحكومة مدنية تحت حماية الجيش السوداني باعتباره هو المؤسسة القومية الوحيدة للبلاد.