ترأّس البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، اليوم الاحتفال بافتتاح نصب مار أفرام السرياني في جامعة اللاتران الحبرية، بالعاصمة الإيطالية روما.
شارك في الافتتاح بدعوة خاصّة من غبطة البطريرك، الكردينال مار باسيليوس اقليميس كاثوليكوس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية في الهند.
كما شارك الكردينال أنجيلو دي دوناتيس النائب العام لقداسة البابا على أبرشية روما، والكردينال ليوناردو ساندري الرئيس السابق لمجمع الكنائس الشرقية، و المطران كلاوديو كوجيروتي رئيس مجمع الكنائس الشرقية.
فيما شاركت النائبة في البرلمان الإيطالي ميريللا كريستينا، والسفير اللبناني لدى الكرسي الرسولي الدكتور فريد الياس الخازن، والسفير العراقي لدى إيطاليا سيوان البارزاني.
وشارك آباء سينودس الكنيسة السريانية الكاثوليكية: مار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا، والذي اهتمّ بإقامة الاحتفال وعمل جاهداً لوضع نصب مار أفرام في جامعة اللاتران، ومار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يوحنّا جهاد بطّاح رئيس أساقفة دمشق، ومار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار نثنائيل نزار سمعان مطران أبرشية حدياب - اربيل وسائر إقليم كردستان، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي، ومار بنديكتوس يونان حنّو رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، ومن الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية في الهند مار أوسابيوس توماس مطران أبرشية باروشالا - كيرالا.
كما شارك وكلاء بطاركة الكنائس الشرقية لدى الكرسي الرسولي: يوحنّا رفيق الورشا المعتمَد البطريركي للموارنة، والأرشمندريت شحادة عبّود المعتمَد البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك، والمونسنيور ناريك نعمو المعتمَد البطريركي للأرمن الكاثوليك.
والراهب الأنطوني الأب ميشال جلخ أمين سرّ مجمع الكنائس الشرقية ورئيس الجامعة الأنطونية، والمونسنيور فلافيو باتشي أمين السرّ المساعد في المجمع، والبروفسور فينشينسو بونومو رئيس جامعة اللاتران الحبرية.
وشارك عدد من الآباء الخوارنة والكهنة الذين يخدمون الرعايا والإرساليات في أوروبا على رأس وفود من إرسالياتهم، ولا سيّما من السويد، وبلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وفرسان مار اغناطيوس الأنطاكي.
رافق غبطةَ البطريرك المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية.
خلال الاحتفال، ألقى البطريرك كلمة باللغة الإيطالية، رحّب خلالها بالحضور من "أصحاب النيافة الكرادلة وأصحاب السيادة الأساقفة المشتركين في هذا الحدث التاريخي، بمن فيهم كاثوليكوس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية في الهند، الأخ العزيز الذي حضر خصّيصاً لمشاركتنا هذه المناسبة، وممثّلي الكنائس والرعايا والإرساليات وفرسان مار اغناطيوس الأنطاكي، والعلمانيين الحاضرين، ولا سيّما النحّات الياس نعمان الذي رسم ونحت نصب مار أفرام".
وذكّر البطريرك أنّ "تراثنا السرياني بكنائسه السريانية الكاثوليكية والسريانية الأرثوذكسية والسريانية المارونية والكلدانية والآشورية لم يكن معروفاً في الغرب إلى أن جهد البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني الموصلي للتعريف عن التراث السرياني، وبشكل خاص مار أفرام، وقدّم طلباً إلى البابا بنديكتوس الخامس عشر سنة ١٩٢٠، كي يعلن مار أفرام ملفاناً الكنيسة الجامعة في يناير الأول من ذاك العام".
وأشار إلى أنّنا "كنّا نسعى للاحتفال بهذا الحدث عام ٢٠٢٠، لكنّنا أُرغِمنا على تأجيل الاحتفال بسبب تفشّي وباء كورونا، ووعدَ قداسة البابا فرنسيس أن يحضر ويبارك المناسبة، لكن تعذّر عليه ذلك بسبب وضعه الصحّي"، شاكراً "نيافة الكردينال ليوناردو ساندري على جهوده ومتابعته، ورئيس جامعة اللاتران الذي وافق وسهّل وضع النصب في الجامعة"، وخصً بالشكر "المطران رامي قبلان الذي هيّأ هذا الحدث، وكان هو وراء نحت هذا النصب بتقدمة من عائلته".
ونوّه إلى أنّ "البابا بنديكتوس السادس عشر في المقابلة العامة في اكتوبر ٢٠٠٧ ذكر وعلّم أنّ البعض يعتقدون أنّ الإيمان المسيحي هو ثمرة الثقافة الأوروبية، لكن في الحقيقة الإيمان المسيحي هو ثمرة الثقافة الساميّة، ومن أهمّ شخصياتها مار أفرام السرياني. لذا نلهج بالشكر للبابا بنديكتوس السادس عشر على اعترافه بمساهمتنا نحن السريان بالتراث والإيمان المسيحي في أوروبا".
ولفت إلى أنّ "مار أفرام جمع بين اللاهوت والشعر، وأودّ أن أذكّركم أنّه في أيّامنا هذه لا حديث عن الشعر بل عن وسائل التواصل والتقنيات، لكنّ مار أفرام كان في أيّامه الشاعر المولَّه بالرب يسوع وبالعذراء مريم"، متأمّلاً "بقول مار أفرام: «ܢܶܩܥܽܘܢ ܓܰܪ̈ܡܰܝ ܡܶܢ ܩܰܒܪܳܐ܆ ܕܰܐܠܳܗܳܐ ܝܶܠܕܰܬ ܡܰܪܝܰܡ»، أي تصرخ عظامي من القبر، بأنّ مريم ولدت الله. ففي أيّامنا هذه نؤمن بذلك، أمّا في زمن مار أفرام، فلم يكن من السهل أبداً قبول هذه الحقيقة".
وختم غبطته كلمته ضارعاً "إلى الرب يسوع، بشفاعة مار أفرام، من أجل السلام والأمان والطمأنينة والاستقرار في روما وإيطاليا وأوروبا وبلدان الشرق الأوسط والعالم، وكي نبقى على الدوام أمناء للرب يسوع ولكنيسته".
وعبرت النائبة السابقة في الاتّحاد الأوروبي سيمونا بالداسّارّي، عن الفرح الكبير بالاشتراك بهذا الحدث، والذي هو بمثابة فرصة للانفتاح على التراث الشرقي وغناه، وهذا يجعلنا نفكّر بما يعانيه مسيحيو الشرق من صعوبات واضطهادات.
وتكلّم الكردينال أنجيلو دي دوناتيس الذي أعرب عن إعجابه الكبير بمار أفرام وتعلّقه به منذ أن كان شابّاً، خاصّةً وأنّه اشتهر بمزج اللاهوت بالشعر، وهذا قمّة اللاهوت كعِلم الله، ولكن بواسطة الشعر بالإمكان اكتشاف الحقيقة، مشيراً إلى فرحه بأنّ باستطاعته رؤية النصب من مكتبه في اللاتران.
وألقى المطران كلاوديو كوجيروتي كلمة لفت فيها إلى أنّ الكنيسة كانت تركّز أكثر على الكنائس البيزنطية باعتبار أنّها تمثّل الشرقيين، أمّا التراث السرياني، ولو أنّه كان موجوداً في الكنيسة، إلا أنّه لم يكن معروفاً بالطريقة الحالية كتراث للمسيحية الشرقية، منوّهاً إلى استشهاداً من مار أفرام في مواضيع عدّة تبرز عمق لاهوته وروحانيته.
وفى كلمة للبروفسور فينشينسو بونومو رئيس جامعة اللاتران، رحّب بالجميع، معرباً عن سروره باستقبالهم
ونوّه إلى أهمّية مار أفرام في الشرق والغرب، متوقّفاً عند فكرة وضع النصب في جامعة اللاتران، ومعتبراً أنّ شخصية مار أفرام تجمع بين الغربيين والشرقيين بكلّ أطيافهم.
وألقى المطران رامي قبلان كلمة رحّب فيها بالحضور، شاكراً بشكل خاص غبطة أبينا البطريرك الذي شجّع فكرة وضع النصب في جامعة اللاتران، ويترأّس هذه الاحتفال بمحبّة أبوية، وقد رافق العمل خطوةً خطوة، داعياً لغبطته بالعمر المديد والصحّة والعافية، شاكراً أيضاً كلّ الجهات التي لعبت دوراً كي يصل هذا العمل إلى نهايته، بدءاً من حكومة الفاتيكان، وبشكل خاص الكردينال ساندري الذي أعطى التوجيه إلى وضع النصب في هذا المكان، والكردينال دي دوناتيس الذي رحّب بالفكرة وقدّم التسهيلات لوضعه في هذا المكان، وشاكراً أيضاً جميع الحاضرين، ومن بينهم ممثّلو البطاركة الشرقيين.
وأشار إلى اهتمام أساقفة روما بالآباء الشرقيين، ولا سيّما البابا كليمان الحادي عشر والثاني عشر وبنديكتوس الرابع عشر الذين شجّعوا على ترجمة كتابات الآباء، خاصة مار أفرام، وصولاً إلى البابا بنديكتوس الخامس عشر الذي، وبمبادرة من البطريرك أفرام الثاني رحماني قدّم رسالة موقَّعة منه ومن بطاركة الموارنة والكلدان للمطالبة بإعلان مار أفرام ملفاناً للكنيسة الجامعة. فاستجاب البابا بنديكتوس الخامس عشر وأعلن مار أفرام ملفاناً ببراءة بابوية بعنوان "بطرس هامة الرسل".
ثمّ توجّه الجميع إلى الباحة الخارجية لجامعة اللاتران الحبرية ليترأّس البطريرك رتبة تبريك النصب وتدشينه.