التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وذلك لمتابعة عدد من ملفات عمل الوزارة.
واستهل رئيس الوزراء اللقاء بالإشارة إلى الأهمية البالغة التي توليها الدولة لملف التعليم والتعليم الفني على وجه الخصوص، لافتًا إلى الحرص أيضًا على التوسع في تطبيق النماذج التعليمية المختلفة مثل تجربة المدارس المصرية اليابانية، ومدارس النيل المصرية الدولية، وغيرها، وذلك من خلال التعاون مع القطاع الخاص.
وخلال اللقاء استعرض وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، جهود الوزارة في النهوض بالعملية التعليمية وبخاصة الإجراءات المتخذة لتنفيذ عدد من توصيات البنك الدولي في تقريره عن نظام التعليم العام في مصر، والمتضمنة توسيع نطاق الموارد ليشمل التعليم الابتدائي، حيث تم وضع إطار عمل لزيادة المعلمين في المدارس الحكومية بخطة خمسية، من خلال اتخاذ اجراءات التعاقد لتعيين عدد 30 ألف معلم مساعد بتخصصي رياض أطفال، ومعلم فصل، والإعلان عن مسابقة لتعيين عدد 30 ألف معلم مساعد بتخصص معلم فصل، من خلال الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، هذا بالإضافة إلى زيادة الإنفاق للحد من تطبيق نظام الفترتين وكثافة الفصول، وذلك تم إيضاحه من خلال بلوغ إجمالي ما تم تنفيذه من إنشاءات المباني المدرسية خلال الفترة من يوليو 2014 حتى نهاية عام 2022 عدد (116096) فصلًا ضمن عدد (7542) مشروع إنشاء مبنى مدرسي، وهو ما يعادل قرابة 200% من المعدلات السنوية السابقة لإنجاز الهيئة العامة للأبنية التعليمية.
وأوضح الدكتور رضا حجازي، قيام الوزارة بتطبيق موازنة البرامج والأداء بداية من العام المالي 2018/2017، ويتم تطبيقها على موازنة الوزارة بشقيها الجاري والاستثماري، حيث تضم موازنات التعليم قبل الجامعي (35) جهة موازنية تشمل ديوان عام الوزارة والهيئات والجهات التابعة ومديريات التربية والتعليم بالمحافظات، لافتًا إلى قيام الوزارة بإعداد المقترحات وتقارير المتابعة على أساس موازنة البرامج والأداء، مع إيضاح مخصصات البرامج الموجهة للنوع الاجتماعي، وأعداد المستفيدين، والبرامج الموجهة للتحسين البيئي والحفاظ على المناخ، مع قياس مؤشرات الأداء وتعديل المستهدفات الكمية لتتناسب مع الاعتمادات المقررة للتعليم قبل الجامعي، وتوصيف الأثر المتوقع من كل برنامج.
كما أشار الوزير إلى استحداث الوزارة طريقة للشراكة مع القطاع الخاص لتوسيع المشاركة في تقديم خدمات رياض الأطفال، وذلك من خلال إتاحة تقديم خدمات رياض الأطفال في جميع المبادرات المتميزة مثل ( IPS الرسمية الدولية – المصرية اليابانية – النيل المصرية الدولية – مدارس الشراكة مع القطاع الخاصPPP)، بالإضافة إلى إتاحة الالتحاق بمرحلة رياض الأطفال للجميع، لافتًا إلى بلوغ معدل الالتحاق بمرحلة رياض الأطفال للعام الدراسي الحالي 2022/2023 نسبة (23.1%) حيث يبلغ عدد الطلاب المقيدين بهذه المرحلة (1.237.331) تلميذ وتلميذة، وتعمل الوزارة على زيادة معدلات الإتاحة من خلال فتح المزيد من فصول رياض الأطفال، وتوظيف معلمين متخصصين في رياض الأطفال والصفوف الأولى من التعليم، وذلك نتج عن التوسع في بناء مدارس وتخصيص قاعات رياض أطفال في كافة المدارس الجديدة، وتطوير مناهج رياض الأطفال طبقًا لنظام التعليم الجديد، وتخصيص ميزانية لصرف حافز إثابة لمعلمات رياض الأطفال تزامنًا مع تطبيق المنهج الجديد، وتعيين معلمات رياض أطفال جدد في كافة المديريات التعليمية وفقًا لمعدلات العجز في كل مديرية على حدة، وإدراج معلمات وموجهات رياض الأطفال ضمن الفئات المستهدفة للتدريب على كافة المستجدات التربوية، بالإضافة إلى المتابعة الفنية بهدف تقديم الدعم اللازم لمعلمات وموجهات رياض الأطفال، بما يحقق تنمية مهنية مستمرة، ورصدًا للمعوقات التي تواجه المرحلة، والتغلب عليها.
وخلال اللقاء، تطرق الوزير لتجربة المدارس المصرية اليابانية، مستعرضًا الوضع الراهن لها، حيث بلغ عدد المدارس 51 مدرسة للعام الدراسي 2022-2023، في 26 محافظة، بها 147 طالبا من ذوى الهمم، و2000 معلم ومعلمة ومدير ووكيل وإداري، و11850 طالبا وطالبة بالصفوف الدراسية من رياض الأطفال وحتى الصف الخامس الابتدائي.
وأوضح الدكتور رضا حجازي، أنه من خلال الاطلاع على تنفيذ الأنشطة داخل المدارس، وكذا الاطلاع على تقارير الخبراء اليابانيين، تبين وجود تحسن تراكمي على مدار السنوات السابقة في تنفيذ وأداء الأنشطة وتأثيرها على سلوكيات التلاميذ داخل المدرسة، حيث يتم تطبيق عدد من أنشطة التوكاتسو اليابانية داخل المدارس، وعددها (16) نشاطا أبرزها: التعلم باللعب – مجلس الفصل – المناقشة التوجيهية – التعلم الهادئ – التنظيف – النظافة الشخصية – التغذية الصحية – الفعاليات الرياضية..وغيرها من الأنشطة.
ولفت الوزير إلى أثر وجود واستقدام مشرفين يابانيين، حيث تم استقدام عدد (12) مشرفا للعمل بالمشروع، يقومون بالإشراف المباشر على عدد (22) مدرسة مصرية يابانية، وكذلك تنفيذ التدريبات لباقي المدارس عبر الإنترنت، كما يقوم المشرفون بالعمل المباشر مع الإدارة المدرسية، وتقديم كافة أوجه الدعم للمعلمين بالمدارس من خلال: المساهمة في التبادل الثقافي مع المدارس باليابان، والتأثير الإيجابي في تحسين رفع كفاءة وتطوير الأداء المهني في تنفيذ الأنشطة والتعامل مع التلاميذ بكفاءة، وتقديم الدعم للتلاميذ من خلال انشطة تخصصية مثل: برنامج الدعم الأكاديمي لطلاب الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم، والأنشطة اليابانية لرفع قدرات التلاميذ في مادة الرياضيات.
كما استطرد الوزير إلى الأثر الإيجابي لتلك التجربة على تغيير نمط تفكير وسلوك التلاميذ وكذا على مستوى الإدارة والطلاب، حيث أبدى كثير من أولياء الأمور رضاهم عن سلوكيات أبنائهم الملتحقين بالمدارس المصرية اليابانية مقارنة بأشقائهم الأكبر غير الملتحقين بهذه النوعية من المدارس، كما أثنى أولياء الأمور على نشاط التطوع المدرج بنظام المدارس المصرية اليابانية حيث يقومون بأنشطة بالمشاركة مع أبنائهم داخل المدارس مما له تأثير إيجابي في العلاقة بين ولى الأمر ونجله/ نجلته، وخلق روابط بينهم؛ نتيجة ممارسة هذه الأنشطة مثل (أنشطة الزراعة – الأنشطة الرياضية – علم صيانات بسيطة امنة للمدرسة، معًا)، بالإضافة إلى قدرة التلاميذ على التعلم بهدوء، وثقة ورفضهم الحصول على أي دروس خصوصية خارج المدرسة، وكذلك الرغبة في تفعيل برامج توأمة مع مدارس باليابان، وزيادة الأنشطة الرياضية، والنوادي الصيفية.
وتناول الوزير الخطة المستقبلية للتوسع في المدارس المصرية اليابانية، موضحًا أن عدد المدارس المستهدفة طبقًا للاتفاقية مع الجانب الياباني هو (100) مدرسة تشغيل جديد، تم تشغيل (51) مدرسة، وتم تحديد (27) قطعة أرض مستوفاة الشروط اليابانية للإنشاء، وتقوم الهيئة العامة للأبنية التعليمية باتخاذ الإجراءات الخاصة بإنشاء تلك المدارس، وكذا التنسيق مع المحافظين لتوفير قطع أراضٍ مستوفاة الشروط اليابانية لاستكمال العدد المستهدف، بالإضافة إلى التنسيق لإنشاء مدارس مصرية يابانية بالمشاركة مع القطاع الخاص، حيث تم اختيار عدد (5) قطع أراض مطابقة للشروط اليابانية؛ لبناء هذه المدارس، ومن المخطط أيضا العمل على تطبيق أنشطة التوكاتسو في مدارس حياة كريمة.
وتطرق الوزير أيضًا لإجراءات التوسع في تجربة مدارس النيل المصرية الدولية، داخليًا عن طريق تطبيق نظام النيل التعليمي الدولي في عدد (14) مدرسة، وسيتم افتتاح عدد (4) مدارس جديدة نموذج مدارس النيل المصرية الدولية اعتبارًا من العام الدراسي 2024/2023، وعقد لقاءات تعريفية وورش عمل للتعريف بنظام النيل التعليمي الدولي وبالفعل تلقت الوزارة طلبات اصحاب المدارس الخاصة الراغبين في تطبيق نظام النيل التعليمي الدولي، وتم توقيع بروتوكول تعاون مشترك للتسويق للشهادة خارج جمهورية مصر العربية، ومخاطبة وزارة الخارجية والسفارات في جميع الدول العربية والإفريقية بشأن التسويق لنظام النيل التعليمي، ويتم حاليا تلقى طلبات الراغبين في تطبيق نظام النيل التعليمي الدولي بالمدارس.
كما استعرض الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مجالات التعاون مع مجتمع رجال الأعمال في شأن المدارس الفنية والحرفية، حيث أوضح أن عدد البروتوكولات التي تم توقيعها في هذا الإطار بلغ 52 بروتوكولًا مع بدء العام الدراسي 2023 / 2024، لافتًا إلى أن هناك تكليفات رئاسية بشأن تخصيص 20 مدرسة جديدة للتكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإنشاء مدارس (WE)للتكنولوجيا التطبيقية بالمحافظات التي لم تنشأ بها تلك المدارس.
وأضاف الوزير أنه من المستهدف طرح 109 مدارس فنية للتحويل إلى مدارس تكنولوجيا تطبيقية بنظام التأجير للقطاع الخاص، مشيرًا إلى أنه تم عقد اجتماع مع اتحاد الصناعات لوضع خطة لتنفيذ هذا المخطط، وسيبدأ التنفيذ بعدد 9 مدارس، كما تم تشكيل لجنة من الوزارة بالتعاون مع اتحاد الصناعات للبدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.
وأكد الدكتور رضا حجازى أنه يتم بالفعل في مدارس التكنولوجيا التطبيقية منح الطلاب تدريبات مكثفة، حيث يكون التدريب جزءا أساسيا بالخطة الدراسية، داخل المدرسة أو خارجها، ويتم على فترات محددة جنبًا إلى جنب مع الدراسة النظرية طبقًا لطبيعة كل مدرسة دون الارتباط بفترات محددة حتى أثناء الإجازات الصيفية، كما يتم تدريب الطلاب بالمنشآت التابعة للشريك من القطاع الخاص لتأكيد حصول الطالب على التدريب اللازم بالتنسيق مع الشريك، ويتم حاليًا دراسة التزام كافة المدارس الفنية بالتدريب العملي بشكل مكثف أكثر مع منح الطلبة شهادة بالتدريب.
وأشار الوزير إلى أنه يتم التنسيق مع ممثلي القطاع الخاص من أجل عقد شراكات لإنشاء مدارس تكنولوجيا تطبيقية بعدد 28 مركز تدريب مطروحة لإنشاء مدارس فنية خاصة، ويتم دراسة تحديد المصروفات المدرسية لالتحاق الطلاب بهذا النوع من المدارس بحيث تتوافق مع الطبقة المتوسطة وما دونها، مراعاة للبعد الاجتماعي والاقتصادي، مع تطبيق منح دراسية مجانية للمتفوقين.
كما عرض الدكتور رضا حجازي أبرز ملامح رؤية الوزارة المستقبلية لتطوير التعليم الفني، موضحًا أنها تتمثل في عدة محاور رئيسية وهى: إنشاء هيئة مستقلة لضمان الجودة، وتحويل المناهج الدراسية إلى مناهج قائمة على منهجية الجدارات، مع تحسين مهارات المعلمين بتقديم التدريبات العملية على التعلم عن طريق منهجية الجدارات، وكذا إجراء تقييمات الطلاب حسب معايير ضمان الجودة التي سيتم اتباعها عند التقدم للاعتماد.
وأضاف الوزير أن رؤية الوزارة المستقبلية تشمل أيضًا مشاركة أصحاب الأعمال في تطوير التعليم الفني عن طريق إبرام شراكات مع الوزارة تهدف إلى إنشاء مدارس جديدة للتعليم الفني وهي مدارس "التكنولوجيا التطبيقية"، مع السعي لتغيير الصورة النمطية عن التعليم الفني عبر إجراء تحسين جذري وحقيقي للخدمة التعليمية المقدمة، مشيرًا إلى أن الوزارة قامت بتطبيق منظومة الجدارات تدريجيًا بمدارس التعليم الفني ومتوقع الانتهاء من تطبيقها بشكل كامل بجميع مدارس التعليم الفني بمختلف نوعياتها بحلول العام الدراسي 2023 / 2024.
كما أكد وزير التربية والتعليم أن الوزارة بصدد تدشين حملة إعلامية وتثقيفية موسعة لتغيير الصورة الذهنية عن التعليم الفني، متضمنة قصص نجاح لخريجي التعليم الفني، كأحد المحاور الرئيسية الاستراتيجية لتطوير التعليم الفني، وجار التنسيق مع جميع مؤسسات الدولة في سبيل ذلك.
وانتقل الدكتور رضا حجازى إلى استعراض الإجراءات المتخذة من جانب الوزارة استعدادًا لامتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي، مشيرا إلى أنه تم تدريب 300 ألف من معلمي المرحلة الثانوية على إعداد أسئلة الامتحانات بالنظام الجديد، واستكمال بناء بنوك الأسئلة وضم كوادر جديدة، كما تم طرح نموذج استرشادي تدريبي في مواد الصف الثالث الثانوي العام لجميع الشعب، ومراجعة مختلف المديريات على مستوى الجمهورية لكتيبات المفاهيم، للتأكد من توافر الأعداد لكل الطلاب.
وتابع الوزير فيما يتعلق بإجراءات الاستعداد لامتحانات الثانوية العامة، والخاصة بأعمال التصحيح، فإنه سيتم تصحيح الامتحانات إلكترونيا، وبالنسبة للأسئلة المقالية سيتم تصحيحها إلكترونيًا أيضًا من خلال عدد من المقدرين في ضوء مقاييس تقدير الأداء لكل سؤال، بواقع 2 مصحح لكل سؤال، ضمانًا لدقة التقدير، كما سيتم التدقيق اليدوي لنسبة من الأوراق لضمان جودة التصحيح الإلكتروني، ومراجعة نموذج الإجابة قبل البدء في التصحيح الإلكتروني، وإتاحة نموذج استرشادي للطلاب، مشابه لمواصفات امتحان نهاية العام، مع إجراء محاكاة لعملية التصحيح الإلكتروني للامتحانات أكثر من مرة للتأكد من جودة النظام.
وأشار الدكتور رضا حجازى إلى أنه تم عقد امتحانات الفصل الدراسي الأول إلكترونيًا للصفين الأول والثاني الثانوي، وكذلك الفصل الدراسي الثاني سيتم إلكترونيًا.
وألقى وزير التربية والتعليم الضوء، خلال اللقاء، على احصائيات اعداد المتدربين من الموجهين والمعلمين على برنامج "أساليب وفنيات صياغة الأسئلة وفق نظام التقييم الجديد لطلاب المرحلة الثانوية" على مستوى الوزارة حسب المواد، موضحًا أن هذا البرنامج الذى يستهدف صقل مهارات واضعي أسئلة امتحانات الثانوية العامة فيما يتعلق بأساليب وفنيات صياغة الأسئلة وفق نظام التقييم الجديد، استفاد منه أكثر من 40 ألف متدرب.
كما تناول الوزير الإجراءات المتخذة فى إطار ترشيد النفقات، وخاصة ما يتعلق بطباعة الكتب الدراسية للعام الدراسي 2023/ 2024، كما تطرق الوزير إلى مسابقة الـ 30 ألف معلم، وتناول الوزير أيضًا موقف إطلاق مجموعات الدعم لجميع مراحل التعليم بجميع محافظات الجمهورية، موضحًا اعداد وتجهيز أكثر من (1900) مركز لمجموعات الدعم بالمرحلة الإعدادية والثانوية بهدف جعلها بيئة تعليمية آمنة وجاذبة، وتسجيل أكثر من 250 ألف طالب وطالبة على مستوى الجمهورية، بهذه المجموعات.
وتطرق الوزير إلى موقف مسابقات "أولمبياد مدارس مصر" التى انطلقت بالفعل فعاليات الدورة الأولى لها بمدارس محافظة السويس، تحت شعار "مع بعض نكبر"، مشيرًا إلى أنه من المقرر الإعلان عن انطلاق مسابقة "أولمبياد مدارس مصر" في كافة محافظات الجمهورية خلال الفترة المقبلة.