ملحمة بشرية تضافرت فيها سمات الشخصية المصرية الأصيلة من شهامة وإقدام، مع مزيج من الوعي المجتمعي، بمشاركة فاعلة وحاسمة من الاطقم الإسعافية، كان نتاجها إنقاذ عامل شاءت الأقدار أن يسقط في بئر خرساني إرتفاعه يقارب 8 أمتار بموقع تحت الإنشاء.
حيث هرع زملاء المصاب فور وقوع الحادث الي أقرب وحدة إسعاف متواجدة بالقرب منهم وهي “تمركز الإقليمي ١” لإغاثة المصاب، وما هي إلا ثواني معدودة وكانت سيارة الإسعاف تلاحقهم مسرعة إلى موقع الحادث، وعلى متنها كلاً من مساعد أخصائي خدمات إسعافية إسلام محمد سالم، ، وفني قيادة مركبة إسعافية اسامة فتحي جمعة.
حيث فؤجي الطاقم الإسعافي بوجود المصاب في بئر خرساني لا مدخل له سوى فوهة البئر، ولم يستوقف ذلك الأمر طاقمنا الإسعافي كثيراً،
حيث سارع "إسلام" للنزول إلى البئر بواسطة سقالة معدنية تابعة للموقع، حيث بدأ في تقييم وضع المصاب، فتبين وجود كسور متعددة بجسده.
وعلى الفور شرع "إسلام" في تثبيت الجبائر بمواضع اشتباه الكسور وكذلك استعان بأداة إسعافية جديدة مخصصة لتلك الحالات “الشبكة العنكبوتية”، وكذلك تم تأمين رأس المصاب بالجبيرة العنقية لضمان سلامة منطقة العنق والرأس،
ولضمان اقصى درجات الأمان حفاظاً على حياة المصاب تم الاستعانة بأداة “الاسكوب” التي تتيح نقل المصاب بأقل حركات ممكنة منعاً لتفاقم الإصابة.
وبعد إنتهاء الطاقم الإسعافي من تأمين المصاب بشكل كامل ، شرع مهندسي وعاملي الموقع في وضع خطة لتأمين خروج زميلهم المصاب من فوهه البئر عبر الاستعانة بواحد من الأوناش المتواجدة بالموقع، وبالفعل شارك الطاقم الإسعافي في حساب درجة ثبات الرافعة مع تقييم قوة تحمل البوردة - نقالة إسعافية محمولة - لوزن المصاب،
وبالفعل سبق التنفيذ قيام الطاقم الاسعافى بتجربة على إرتفاع نصف متر فقط للتأكد من كل ما سبق، وتلا ذلك الاستعانة بزملاء المصاب لإخراجه من البئر حيث نقل بواسطة واحدة من سيارات الاسعاف وصولاً إلى المستشفى.
وفي ذات السياق، أثنى الدكتور عمرو رشيد، رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية، على السلوك الإيجابي الذي بدر من المواطنين الذين تواجدوا بمحيط تلك الواقعة، وإصرارهم على عدم تحريك المصاب والاستعانة بالاطقم الإسعافية لإنقاذ المصاب،
كما وجه عمرو رشيد ، بتكريم الزميلين إسلام واسامة الذان أدارا الواقعة بدقة عالية وباقصى درجات ضبط النفس، كما وجه بمتابعة حالة المصاب والاطمئنان عليه، وهو الأمر الذي قابله المصاب بجزيل الشكر والعرفان تجاه ما قدمته له هيئة الإسعاف المصرية واطقمها في تلك اللحظة الحرجة من حياته.