شهدت أسعار الذهب، اليوم الأربعاء تراجعا في ظل استعادة الدولار الأمريكي لبعض قوته مقابل العملات، بينما قام المشاركون في الأسواق بتقييم فرص قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة في اجتماع مايو القادم قبل توقف دورة رفع الفائدة، وسيطر التذبذب على أداء الذهب خلال تداولات هذا الأسبوع، فقد انخفضت أسعار الذهب خلال جلسة اليوم الأربعاء بنسبة 1.7% ليتداول وقت كتابة تقرير جولد بيليون عند المستوى 1971.54 دولار للأونصة، وذلك بعد ارتفاع محدود يوم أمس تمكن الذهب من الإغلاق فوق المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة.
وانخفضت أسعار الذهب منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.4% ليبتعد عن أعلى مستوى سجله الأسبوع الماضي منذ 13 شهر عند 2048.76 دولار للأونصة، ليفقد الذهب بهذا معظم المكاسب التي سجلها خلال شهر أبريل ويتداول حالياً بالقرب من سعر افتتاح تداولات هذا الشهر.
من جهة أخرى عاد الدولار إلى الارتفاع من جديد خلال جلسة اليوم بعد انخفاض أمس، حيث سجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفاع اليوم بنسبة 0.4%، ليسيطر الأداء الإيجابي حتى الآن على تداولات الدولار هذا الأسبوع بعد أن شهد 7 أسابيع متتالية من الانخفاض.
وقال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد، إنه يفضل استمرار رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم المستمر، مما قد يرفع سعر الفائدة إلى نطاق يتراوح بين 5.5٪ و5.75. ٪.
لكن رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك صرح إن زيادة إضافية واحدة يجب أن تكون كافية قبل التوقف لمعرفة آثار السياسة النقدية على الاقتصاد.
وفي ظل هذا التضارب في التصريحات يحاول المستثمرون قياس ما إذا كان رفع سعر الفائدة المحتمل في مايو سيكون الأخير قبل توقف البنك الفيدرالي مؤقتًا، ليتم التركيز على المزيد من تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع قبل أن يدخلوا فترة تعتيم اعتبارًا من 22 أبريل قبل اجتماع مايو.
أداة مراقبة البنك الاحتياطي الفيدرالي التي تتوقف احتمالات رفع الفائدة أشارت إلى احتمال بنسبة 86.6% برفع 25 نقطة أساس في اجتماع مايو مقابل احتمال بنسبة 13.4% لتثبيت الفائدة، بينما ظهر احتمال جديد بنسبة 19% لرفع مماثل بقيمة 25 نقطة أساس في يونيو.
وكانت الأسواق تضع في البداية تسعيرًا خالي من فرص رفع أسعار الفائدة في يونيو، ولكن بعد تصريحات أعضاء الفيدرالي الداعم لمزيد من التشديد النقدي ظهرت احتمالات جديدة تخفض رفع الفائدة في اجتماع البنك في يونيو، ولكن ولا تزال الأغلبية تتوقع أن يتوقف الاحتياطي الفيدرالي مؤقتًا بعد قرار اجتماع مايو.
وأشار تقرير جولد بيليون، إلي أن احتمالية ارتفاع أسعار الفائدة تنذر بالضعف بالنسبة للذهب والمعادن الأخرى، نظرًا لأنها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير ذات العوائد مثل الذهب. لكن المعادن النفيسة استفادت من زيادة الطلب على الملاذ الآمن وسط مخاوف من أن ارتفاع أسعار الفائدة سيضر بالنمو الاقتصادي هذا العام، خاصة مع استمرار شبح الأزمة المصرفية الذي يبقي المخاوف مستمرة في الأسواق.
وساهمت تصريحات أعضاء الفيدرالي أيضاً في دعم كبير لأسواق العائد على السندات الحكومية لنشهد ارتفاع العائد على السندات لأجل 10 سنوات خلال هذا الأسبوع بنسبة 2.5% ليسجل اعلى مستوى في 4 أسابيع عند 3.623%. كما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين هذا الأسبوع بنسبة 3.1% مسجلاً أعلى مستوى في 5 أسابيع عند 4.0992%.
العلاقة العكسية بين عوائد السندات الحكومية والذهب زادت من الضغط السلبي على أسعار الذهب اليوم، لنشهد محاولة قوية لكسر مستوى الدعم 2000 دولار للأونصة منذ بداية الجلسة وقد نشهد تزايد هذه المحاولات خلال الجلسة الأمريكية خاصة مع غياب البيانات الاقتصادية الهامة عن الاقتصاد الأمريكي هذا الأسبوع.
ولكن يصدر في نهاية اليوم تقرير كتاب بيج عن البنك الاحتياطي الفيدرالي والذي يحتوي على تصور للسياسة النقدية من قبل الفيدرالي إلى جانب تعليقات من جانب أعضاء واقتصاديين البنك بشأن الوضع الحالية للاقتصادي، وقد يساهم هذا التقرير في التأثير على الأسواق.
أسعار الذهب في مصر
وسجلت أسعار الذهب محلياً قفزة تاريخية جديدة خلال جلسة الأمس ليستمر الارتفاع في أسعار الذهب بدون سقف وذلك على الرغم من التذبذب والتصحيح الذي تشهده أسعار الأونصة العالمية، الأمر الذي يعكس مدى التوتر والمخاوف الاقتصادية التي تسيطر على الاقتصاد المصري وتدفع الأسواق إلى الملاذ الآمن.
تتداول أسعار الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً خلال جلسة اليوم الأربعاء عند المستوى 2385 جنيه للجرام، وذلك بعد أن سجلت يوم أمس أعلى مستوى تاريخي عند 2410 جنيهات للجرام، وسجل سعر الجنيه الذهب اليوم 19080 جنيها.
سعر الأونصة العالمية تراجع اليوم حتى وقت كتابة التقرير بمقدار 32 دولارا للأونصة بينما السعر المحلي يشهد تراجع طفيف مقارنة مع أعلى سعر تاريخي سجله يوم أمس.
الفكرة المسيطرة على الأسواق الآن هي الخفض القادم في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وهي السبب الرئيسي وراء تزايد الطلب على الذهب خلال الفترة الحالية للبحث عن بديل آمن لحفظ المدخرات من تآكل قيمتها بسبب انخفاض القيمة الشرائية للعملة.
العقود الآجلة غير القابلة للتسليم أظهرت انخفاض بأكبر معدل لتصل إلى المستوى 44 جنيها لكل دولار بالنسبة للعقود الآجلة غير قابلة للتسليم لأجل 12 شهرا، مما يدل على اتساع الفجوة بين سعر العقود المستقبلية والسعر الفعلي في البنك المركزي الثابت عند 30.95 جنيه لكل دولار لينذر هذا بخفض وشيك في مستويات الجنيه.