تمتد جذوره فى أرض الصعيد المصرى تحديدا فى محافظة المنيا، صدر له العديد من المجموعات الشعرية والمسرحيات، وبدأ مشواره الإبداعى منذ الثمانينات، ويشغل تفكيره الآن إقامة فرع من أكاديمية الفنون فى الصعيد «المعهد العالى للفنون المسرحية» للدراسة وعمل مشاريع فنية ودفعات تخرج حقيقية تدحض أكذوبة قسم المسرح بكليات الآداب الذى لا نفيد منه نهائيا. وقد يكون المعهد المصدر الوحيد لدفع المسرح الإقليمى ومسرح الثقافة الجماهيرية نحو التجديد واحتواء قدرات فنية شبابية نقتل بها الثأر والغباء والإرهاب والتطرف وكل ما هو ظلامى مقيت. فى حواره لـ«البوابة» تحدث الشاعر والكاتب المسرحى أشرف عتريس عن أزمة الشعر والنقد وذكرياته فى شهر رمضان الكريم وأشياء أخرى.. وإلى نص الحوار:
هل يمر الشعر بأزمة؟
الأمانة الأدبية والتاريخية تجعلنى أقول نعم هناك أزمة فى الشعر بكل أنواعه فبدأت أزمته منذ رفض التفعيلى منه وحرب العقاد ضده، لكن ذهب العقاد وبقى لشعر وتطور، ثم أزمة النثر ورفض الدراعمة وكهنة المعبد وخلقت أزمة أيضا، وانتصر النص المغاير بفعل الإزاحة وشراسة المدافعين عنه من المبدعين وصانعوه، ولا ننسى حرب العامية والفصحى وأزمة أخرى بين حراس اللغة والفكر السلفى وجاء الاختلاف الراديكالى وانتصر جاهين فى صك المصطلح بجرأة فاقت حضور والد الشعراء فؤاد حداد كل هذه أزمات نالت من الشعر وجمهوره وأصبح هناك الآن من يحفر فى البحر وعليه الحصاد.
كيف تقيم دور النقد؟
القليل النادر منه يصلح ما أفسدته آلهة النقد فى المتاحف وحلقات الدرس فى الجامعات، غياب النقد وعدم مواكبته لحركة الإبداع الشعر على مدى مراحل مختلفة وأجيال أكثر اختلافا صنعت فجوة وقطيعة بين المبدع والناقد ويصر الزمن على عدم التواصل بينهما بفعل الاستعلاء، النمطية، الأمان وإيثار السلامة، حتى الآن تجد أطروحات الماجستير والدكتوراه عن الشعر الكلاسيكى وفترات ماضوية لا تصلح للمشهد الإبداعى قدر ما تكون دروس ومناهج للتربية والتعليم، لذا يظل النقد فى مصر والوطن العربى بحالة ليست جيدة ولا يستطيع التعايش مع إفراز اليوم ولا الغد.
كيف تقيم الصحافة الثقافية فى العالم العربى؟
فى تصورى تتحدد المشكلة فى بعض توصيف المحررين والمشرفين على الصفحات الثقافية فى الجرائد والمجلات الأدبية التى يجب أن تكون متخصصة إذا أردنا تغيير واقع أليم فى الصحافة الثقافية، نوعية الصحف والمحررين والمحتوى هى أسباب تقويم الصحافة الثقافية حتى تكون أفضل، كانت هناك مجلات وصحف وجرائد فى مصر والوطن العربى تعد متخصصة ومراجع وأرشيف حقيقى للإبداع والمبدعين
كيف تقيم دور مواقع التواصل الاجتماعى على الإبداع عموما وعلى الشعر خصوصا؟
نحن لابد أن نعترف بالتكنولوجى والتطور الطبيعى لإنتاج العصر، والسوشيال ميديا عموما فكرة جيدة، ولن نتغافل عن أهميتها لكن لابد أن نفيد منها فى الكتابة والإبداع والنشر والتواصل بشكل جيد، وهذا لا يحدث فى بلادنا العربية ومصر بالتحديد أهدرت قيمة الإبداع مع المدعين المزيفين، وبدا الأمر مزاحمة وضجيج بلا فائدة، والشعر تدهور وزادت أزمته فى عالم الفوضى الذى نعيشه حرفيا.
هل يحمل الشعر العامى الحديث خصائص تميزه؟
نعم وقد حفرت أسماء بعينها وصارت رموزا للشعر والتجديد ومحاولات التجريب الناجحة وجرأة الطرح والدفاع عنه أمام الكذب والزيف والمدعين، فلا يصح أن ننكر جرأة الجابرى والحلوانى وشرشر وشومان ويسرى والسلامونى وحاتم مرعى وحسنى إبراهيم الفيومى ومجدى عطية وحراجى، وكنت واحد منهم منذ سنة 1998، وديوانى «ليها طعم جديد خالص» وكتب عنه التلاوى والسعدنى وعبد المنعم خيرت ويسرى العزب ومحمد زيدان والعشيرى وشعيب خلف وكنت أسعد من فى الكون وقتها حينما صدر الديوان.
لماذا تأخر نشر ديوان «راهنت عليك» ومسرحية «ليل العبابدة»؟
بالنسبة للديوان لم يكتمل ولم أرض عنه تماما حتى الآن، وحينما ينتفى السبب سوف ينشر فى هيئة الكتاب بعد إجازة لجنة الفحص، أما مسرحية «ليل العبابدة» فهى جاهزة بتوقيعى وتحت مسؤوليتى تماما، وأبحث عن ناشر حكومى فى اتحاد الكتاب، أو المجلس الأعلى للثقافة وهكذا.
ما هى طقوس القراءة والكتابة لديك فى شهر رمضان؟
شيطان الشعر يخاصم الشعراء إلا أنا، نعم أنا أكبر منتج للشعر فى شهر رمضان الكريم عكس أولاد جيلى، ولى أن افتخر بكتابة العديد من قصائد مثل «إنت متورط معايا» فى رمضان 2005، وقد جهزته للنشر بعد العيد وقد حدث حرفيا، لا أعرف السبب على وجه التحديد قد فى هذا الحماس اتجاه كتابة الشعر ربما تكون حالة الصفاء الذهنى والروحى، التداعى لكل ما هو فريد فى حياتى، بعض من النوستالجيا الغالية جدا فى مشوارى، كلها أسباب للكتابة فى رمضان، وطبعا باقى السنة خاصة فى مطلع الربيع وغناء السندريلا وصلاح جاهين وبداية مجيء الصيف الحبيب لأننى كائن صيفى عن قناعة. والذكريات كثيرة خاصة فى مسقط رأسى المنيا عروس الصعيد الذى أنتمى له، وابتهج كلما تذكرت السهر والسحور بجوار مسجد الفولى حتى آذان الفجر والصلاة فى رحاب المسجد مع الأصدقاء، وقليل من الشعراء الحداثيين لأن غيرنا يصفنا بالمارقين وأصحاب التيه.
حدثنا عن مشاريعك الأدبية القادمة؟
يشغلنى استكمال ديوانى الجديد «راهنت عليك» وإعداده للنشر فى دار نشر حكومية تستحق تعبى وجهدى وعدم قدرتى المادية لنشره فى دور نشر خاص، والديوان تجربة مختلفة أيضا عما سبق نشره وقد أحاول بعض الأحيان نشر القليل منه فى المواقع الثقافية والمجلات الأدبية وعرضه فى الندوات الأدبية قدر ما تسمح لى الصحة بالحضور بين أبناء الجيل وتلاميذى المخلصين ورفاق مشوارى. هناك أيضا، مشروع كتاب عن الأمثال الشعبية النادرة فى محافظة المنيا بعنوان «سلو بلدنا» وهو بحث وتدقيق للأمثال الشعبية فى قرى ونواحى المنيا، وما يتداوله الناس حتى الآن من أمثال وحكم بلسان الجموع، ولم يسبق نشره وقد راقت لى الفكرة عندما جمعت البعض منه بتكليف من «فلكلور أطلس 2009» تحت عنوان «يحدث الآن فى مصر»، وقد كتبت عن مسجد الفولى وبعض الأكلات الشعبية فى منيا الفولى، وأصل تسمية المنيا «منيا بن خصيب» وهكذا فقررت استمر وعمل كتاب نستفيد منه جميعا.
كيف تقيم دور اتحاد كتاب مصر؟
هناك نضال فى اتحاد كتاب مصر، حيث أطالب بمعاش يليق بالأدباء ومسيرة عطاء فوق الستين من أعمارهم وأكثر من 40 عاما من الإبداع على الأقل، كل النقابات بها معاش الأعضاء محترم وغير مهين ماعدا اتحاد كتاب مصر رغم الوديعة والاشتراكات والدعم الحكومى ولن نستكين للحجج الواهية.