أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تعرض موكب تابع للسفارة الأمريكية لإطلاق النار في السودان، وسط أعمال عنف مستمرة في هذا البلد وكرر الدعوات لوقف إطلاق النار الفوري.
وندد بلينكن، وفقا لقناة "الحرة" الأمريكية، اليوم الثلاثاء بما وصفها العمليات العسكرية العشوائية، حيث يتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع القصف بالأسلحة الثقيلة في أحياء العاصمة لليوم الرابع.
وأوضح للصحفيين أن موكبا تابعا للسفارة يحمل علامات واضحة تعرض لاعتداء أمس الإثنين، مشيرا إلى أن التقارير الأولية تربط المهاجمين بقوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني. وأكد أن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات بين أفراد البعثة.
الجيش السوداني قال إن الهجوم وقع في إقليم دارفور المضطرب بالسودان
يشير الهجوم على الموكب، إلى جانب الهجمات السابقة على عمال الإغاثة ومقر إقامة مبعوث الاتحاد الأوروبي في العاصمة الخرطوم، إلى انزلاق السودان نحو الفوضى منذ نشوب الصراع بين الجنرالين المتنافسين للسيطرة على مقاليد الأمور في ثالث أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة.
ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، قتل أكثر من 185 شخصًا، وأصيب أكثر من 1800. ويعتقد أن حصيلة القتلى أعلى من ذلك بكثير بسبب وجود العديد من الجثث في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، خاصة في وسط المدينة، التي لا يمكن لأحد الوصول إليها بسبب الاشتباكات.
يستخدم الجانبان الدبابات والمدفعية والأسلحة الثقيلة الأخرى في مناطق مكتظة بالسكان. كما حلقت طائرات مقاتلة في سماء المنطقة ليلة أمس الإثنين وأضاءت نيران المضادات الأرضية السماء مع حلول الظلام.
واستؤنف القتال مع بزوغ خيوط فجر اليوم الثلاثاء حول القواعد الرئيسية لكل جانب وفي المباني الحكومية الاستراتيجية التي تقع جميعها في مناطق سكنية.
فيما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة بلانت لابس بي بي سي وحللتها الاسوشيتدبرس اليوم الثلاثاء حجم الدمار الناجم عن ثلاثة أيام من الاشتباكات.
ففي مطار الخرطوم الدولي، الذي يحوي قاعدة عسكرية أيضا، أحصت الاسوشيتدبرس نحو 20 طائرة متضررة في صورة التقطت بعد ظهر يوم الإثنين، تعرضت إحداها لتدمير كامل، ولا يزال أحدها ينبعث منها الدخان.
وفي قاعدتي الأبيض ومروي الجويتين شمال وجنوب الخرطوم، دمرت طائرات مقاتلة عدة. وحث عدد من كبار الدبلوماسيين الجنرالين المتنافسين - قائد القوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح برهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق الأول محمد حمدان دقلو - على وقف القتال، دون جدوى حتى الآن.
وأعلن الجيش السوداني اليوم الثلاثاء ضم المزيد من القوات إلى المعركة و"توسيع نطاق عملياته" ضد قوات الدعم السريع.
وزارة الخارجية الأمريكية، قالت في بيان صدر ليل أمس الاثنين إن بلينكين أجرى اتصالين هاتفيين مع الجنرالين. وقال بلينكين للصحفيين في اجتماع مجموعة الدول السبع في اليابان اليوم الثلاثاء "لقد أوضحت أن أي هجمات أو تهديدات أو مخاطر يتعرض لها دبلوماسيونا غير مقبولة على الإطلاق". ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 24 ساعة كأساس لهدنة أطول والعودة إلى المفاوضات.
وقال إن "العمليات العشوائية أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وتعريض المدنيين والدبلوماسيين للخطر، بما في ذلك المواطنون الأمريكيون والعاملون في المجال الإنساني".
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في بلدة كارويزاوا، حيث يجتمع وزراء خارجية دول مجموعة السبع قبل قمة الشهر المقبل في هيروشيما: "لقد تعرض موكب دبلوماسي أمريكي لإطلاق نار بالأمس، جميع مواطنينا بأمان لكن هذا التصرف كان متهورا ويفتقد للمسؤولية وبالطبع خطير"، وأشار إلى أن التحقيق في الحادثة جار.
وقال في مكالمتيه السابقتين مع قائدي الفصيلين العسكريين المتناحرين، إنه أوضح أن أي هجمات أو تهديدات أو مخاطر يتعرض لها الدبلوماسيون الأمريكيون "غير مقبولة على الإطلاق".
وجدد الوزير دعواته إلى وقف فوري لإطلاق النار للسماح للأطراف المتحاربة بالعودة إلى المفاوضات.