دائمًا تتألق الفنانة منى زكى، فى اختياراتها الفنية بشكل عام، وعلى مستوى الدراما بشكل خاص، وبمتابعة رحلتها الدرامية ستجد أنها على مدار تاريخها الدرامى لا تتعجل الظهور كل عام، بل إنها تتمهل فى انتقاء واختيار العمل لتطل لجمهورها بما يناسب قدرهم لديها، فمنذ النجاح الكبير فى مسلسل «الضوء الشارد» مع النجم ممدوح عبدالعليم والفنان محمد رياض، مرورًا برحلة درامية كبيره كانت أبرز أعمالها تجسيد شخصية سعاد حسنى «السندريلا» فى عمل درامى بنفس الاسم الأخير، مسلسل «آسيا» و«أفراح القبة» حتى الأخير العام قبل الماضى «لعبة نيوتن» شاركها البطولة الفنان محمد ممدوح والفنان سيد رجب، وفى كل مرة تقف أمام اختيارات منى زكى فى البحث عن التنوع وتقديم كل جديد للجمهور.
ولكن ما حدث هذا العام مع الفنانة منى زكى من حملات الهجوم على مسلسلها «تحت الوصاية» بمجرد نزول البوستر الدعائى وقبل عرض العمل فى رمضان، كان بمثابة الحكم على العمل بالإعدام الفنى قبل بدء الحلقة الأولى، وكان الهجوم على العمل قبل العرض ليس التحدى الأول، وإنما واجه تحديات أخرى لكل طاقم العمل حيث يشارك البطولة دياب، مها نصار، خالد كمال ورشدى الشامى والإخراج محمد شاكر خضير.
وفى البحث فى التفاصيل نرصد لكم فى التقرير التالى أهم التحديات التى واجهت مسلسل «تحت الوصاية» فى رحلته من الهجوم إلى الإشادة.
العرض فى النصف الرمضانى الثانى
وهو ما يعد تحديا وجرأة، حيث يكون الجمهور استقر على معظم الأعمال التى تابعها، ولا يملك الوقت فى شهر رمضان من المتابعة لأكثر من عمل وخاصة بعد مرور نصف الشهر، إلى جانب الحالة المزاجية للمشاهد وطقوس اليوم التى اعتاد عليها لمدة ١٥ يوما، ليس من السهل عليه تغييرها، إلى جانب أن الدراما فى الفترة الأخيرة أصبحت متاحة بمواسم موازية للموسم الرمضانى طوال العام، مما قد يصل بالمشاهد إلى حالة التشبع الفنى والاكتفاء بما شاهد، ولكن راهنت منى زكى على جمهورها ومحبيها وهو ما أثبته تقدير الجمهور للمسلسل والإشادة به بعد عرض الحلقات الأولى.
حملات الهجوم قبل بدء المسلسل
فور الإعلان عن مسلسل الفنانة منى زكى فى موسم رمضان، وبعد طرح البوستر الدعائى الخاص بالعمل، انهال سيل من النقد والاتهامات تجاه الصور الخاصة بمنى زكى عن شخصيتها فى المسلسل، حيث ظهرت بالحجاب وبملامح غريبة وبدون استخدام أى أدوات تجميل وحواجب كثيفة، مما أثار استياء رواد السوشيال ميديا والمتابعين، وأصدروا أحكاما مسبقة بأنها تريد تشويه صورة المحجبة، دون انتظار عرض المسلسل ومعرفة القصة وعما تدور الأحداث، ولكن اتبعت منى زكى سياسة لاعبى الكرة بمبدأ «الرد فى الملعب» ولم تخرج تصريحات تدافع عن العمل وراهنت على جودة العمل ومنطقية الشخصية طبقا للأحداث والسياق الدرامى، وبالفعل نالت استحسان المتابعين، وتحول مهاجمو العمل وناقدوه قبل العرض هم رواد الصفوف الأولى من المشاهدين.
قصة المسلسل وطرحها فى موسم رمضان
تجسد الفنانة منى زكى صراعا يبدأ من الحلقة الأولى لقانون الوصاية، مما اضطرها للهرب بطفليها، وتعرض أحداث المسلسل قسوة الظروف التى تتعرض لها بعد هروبها بطفليها وبمركب زوجها من عائلة الأخير، لدرجة أنها تضطر أن تترك أبناءها الصغار فى المنزل وحدهم، وتبحر مع 4 رجال من الصيادين «طلعة صيد» والمبيت فى عرض البحر، حتى تأتى بالمال.
كل تلك التفاصيل الفنية الصعبة، والجرعة النفسية الدسمة لتفاصيل قهر وقسوة أن تعرض فى موسم رمضانى، كان تحديا لاختلافه عن تلك النوعية من الدراما التى تقدم فى الموسم الرمضانى والتى تتسم بمعادلات فنية تضمن النجاح بالحالة العامة لطبيعة العمل خلال هذا الموسم بالتحديد، ما بين الكوميدى والاجتماعى والدينى، وهناك البعض الذى نادى بأن المسلسل كان من الأفضل له أن يعرض من خلال المنصات فى موسم خارج السباق الرمضانى.
ولكن قدم المسلسل بنيانا دراميا قويا ورؤية إخراجية تبرز أبسط التفاصيل التى جعلت المشاهد ليس متلقىا للعمل فقط ولكن شريكا متفاعلا فى الأحداث من خلال حالة جذب فنى للمشاهد منذ اللحظات الأولى، إلى جانب إبداع من الأبطال المشاركين دون افتعال أو تكلف، وأثبتت منى زكى أن الرهان على الجمهور هو الحصان الفائز، وأن اتهام الجماهير بانحدار الذوق العام ليس حقيقيا، وأن العمل الفنى الجيد هو الكارت الفائز وجودة العمل لا تحتاج إلى موسم محدد للعرض.