كشفت إذاعة "صوت أمريكا" الأمريكية أن الخطاب الذي وجهه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي لعناصر من حركة حماس والجهاد الإسلامي، بعد التصعيد الآخير مع إسرائيل، يؤكد أن إيران تحاول من جديد وضع قدم لها في قطاع غزة، وإعادة نشاطها العسكري مع حركة حماس.
وبينت الإذاعة أن الخطاب الذي أجراه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي لمقاتلين في حركة حماس، عبر خاصية الفيديو، الذين تجمعوا في ملعب في مدينة غزة، هو غير مسبوق، ومؤشر على العودة القوية لاهتمام إيران بحماس التي تحكم القطاع.
وخلال خطابه، دعا الرئيس الإيراني، حركة حماس والجهاد الإسلامي الاستمرار في الضغط على إسرائيل من خلال الكفاح والقتال، مشاركا الطرفين الاحتفالات بخصوص الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل من داخل إيران ومن قطاع غزة وسوريا.
- دعم حماس وانتقاد السلطة الفلسطينية
وفي خطابه، أكد رئيسي أن مبادرة "تقرير المصير" هي اليوم في أيدي المقاتلين الفلسطينيين، موجها الانتقاد للسلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية ومتجاهلا أي دور لها.
وخلال الفيديو، الذي حضره زعيم حماس في غزة، يحي السنوار، احتفل المقاتلين بإطلاق مسلحين من جنوب لبنا وغزة وسوريا، صواريخ على إسرائيل، ووصف السنوات الرد الإسرائيلي على هذه الصواريخ بأنها "مثل صدمة كهربائية بسيطة".
وتعد كلمة رئيسي إلى حركة حماس، بمثابة رسالة إلى عودة العلاقات بشكل قوي بين طهران وحماس إلى سابق عهدها، بعد التوتر بين الطرفين جراء أزمة الحرب السورية.
يشكل الدعم المالي والسياسي الذي توفره دولة إيران لحركة حماس الفلسطينية، في قطاع غزة، ضغطا على الفلسطينيين في حقهم في تقرير مصيرهم، إذ تحاول طهران إلى جر الحركة الفلسطينية إلى مزيد من التصعيد ضد إسرائيل، لكسب ورقة ضغط سياسية عليها والاستمرار في كونها الراعي لها.
تبين إذاعة صوت أمريكا أنه رغم أن إيران لا تكشف عن دعمها لحركة حماس، إلا أن هذه الأخيرة دائما ما تثني على دعم إيران لها. ويقول خبراء إن إيران توفر دعما ماليا وسياسيا لحركة حماس، بينها التكنولوجيا والهندسة والتدريب لقواتها على الأسلحة والصواريخ المصنعة يدويا، والتي يمكن أن تصل إلى أي منطقة في إسرائيل.
وتتوقع تقارير للخارجية الأمريكية أن إيران توفر ١٠٠ مليون دولار سنويا لجماعات فلسطينية وهما حماس والجهاد الإسلامي.
- مخاوف من سيناريو لبنان جديد
يشكل عودة العلاقات القوية بين حماس وإيران، مخاطر محتملة لقطاع غزة الذي يعيش في الأصل ظروف إنسانية ومعيشية صعبة، ليكرر بذلك السيناريو السيء في لبنان التي تشارك إيران المسؤولية في الوصول إليه.
يشكل عمل حزب الله اللبناني، المدعوم في إيران، خارج نطاق الدولة، وممارسته أنشطة غير قانونية، تحت حماية طهران، ضغطا كبيرا على لبنان والذي ساهم في الوصول إلى هذا السيناريو السيء في هذه البلد.
وفي تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أكدت أن تسليح حزب الله المتزايد في لبنان وأصبح قوة كبرى داخل البلد وخارج المحاسبة، أفشل من نظام الأمن في البلد، وساهم في الأزمة الاقتصادية التي غلبها الفساد، ووصول الحال باللبنانيين إلى وضع صعب، غير قادرين خلاله على العيش.
في تقرير آخر نشره موقع "إيران فوكس" بين أن العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة والغرب على حزب الله، بعد حدوث الأزمة بسبب عمله غير الشرعي مع إيران، يساهم في تفاقم الأزمة ويعيق أي حل أو تحسن للأزمة التي يعيشها اللبنانيون، مضيفا أن اللبنانيين يتهمون إيران صراحة بالوقوف وراء أزمتهم المالية الخطيرة.
لكن هذا السيناريو قد يتكرر في قطاع غزة، مع تزايد تسليح حركة حماس، ومساعدتها في فرض خناقها على أكثر من ٢ مليون فلسطيني في القطاع، بالإضافة إلى تقويتها أمام الجماعات الفلسطينية الاخرى، لاسيما فتح.
سيقود هذا الدعم العسكري والمالي والسياسي حركة حماس إلى الإحساس بالقوة، وبالتالي رفض أي محاولات للسلام مع الحركات الأخرى، والتعامل بوحشية مع أي انتقاد للظروف المعيشية وطلب المزيد من الحريات في قطاع غزة.