الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

مخربون.. عبدالله عزام.. مؤسس قاعدة الإرهاب

عبدالله عزام
عبدالله عزام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظرا لما يعانيه العالم بشكل عام من الإرهاب والتطرف والفكر الظلامي، وخصوصا فى منطقتنا العربية، سوف تقدم «البوابة» فى هذه النافذة وعلى مدار شهر رمضان المبارك بشكل يومي، واحدا من هؤلاء المخربين الذين عملوا طوال حياتهم على إرهاب الشعوب وتخريب أوطانهم.
ولد عبد الله يوسف عزام سنة ١٩٤١ فى قرية سيلة الحارثية، فى جنين بفلسطين، تربى فى أسرة ريفية متدينة، فى كنف والده الوقور يوسف عزام، وتلقى علومه الابتدائية والإعدادية فى مدرسة القرية، وبدأ دراسته الثانوية فى مدرسة جنين الثانوية ولم يمكث فيها طويلا حيث قبل للدراسة فى المدرسة الزراعية الثانوية «خضورية» فى مدينة طولكرم، وحصل على شهادتها بدرجة امتياز عام ١٩٥٩، ثم عمل فى سلك التعليم، وواصل طلبه للعلم الشرعى حتى انتسب إلى كلية الشريعة فى جامعة دمشق، ونال منها شهادة الليسانس فى الشريعة بتقدير جيد جدا عام ١٩٦٦.
انتسب إلى الأزهر فحصل على شهادة الماجستير فى أصول الفقه عام ١٩٦٩ بتقدير جيد جدا وعاد سنة ١٩٧٠ إلى الأردن ليعمل مدرسا فى كلية الشريعة بعمان، وبعث من قبل الكلية إلى الأزهر للحصول على شهادة الدكتوراه فى أصول الفقه حيث حصل عليها سنة ١٩٧٣.
فى عام ١٩٨٠ صدر قرار الحاكم العسكرى الأردنى بفصله من عمله فى الكلية، فانتقل إلى السعودية للتدريس فى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. أعير سنة ١٩٨١ إلى الجامعة الإسلامية الدولية بإسلام آباد للتدريس حسب طلبه ليكون قريبا من الجهاد الأفغانى، بعد انتهاء مدة الإعارة رفضت جامعة الملك عبد العزيز تجديد العقد، فقدم الشيخ استقالته وتعاقد مع الرابطة عام ١٩٨٤.
بدأ عبدالله عزام فى العمل مع ما كان يطلق عليهم المجاهدين الأفغان عام ١٩٨٢ وقد قام عام ١٩٨٤ بتأسيس مكتب الخدمات، ثم قدم استقالته من الجامعة الإسلامية بإسلام آباد، وتفرغ لهذا العمل، ١٩٩٠ وبينما كان فى طريقه إلى مسجد "سبع الليل" فى بيشاور لإلقاء خطبة الجمعة مرت سيارته من فوق لغم فقتل.
عقيدة الجهاد عند عبدالله عزام
يهتم عبدالله عزام اهتماما كبيرا بقضية الجهاد فجعلها فريضة على كل مسلم ويأثم كل من ترك البندقية وهذا بعض من حديثه عن الجهاد كتبه فى وصيته المنشورة على «منبر التوحيد والجهاد» والمؤرخة بـ ٢٠ أبريل ١٩٨٦: «إنى أرى أن كل مسلم فى الأرض اليوم منوط فى عنقه تبعة ترك الجهاد - القتال فى سبيل الله - وكل مسلم يحمل وزر ترك البندقية، وكل من لقى الله غير أولى الضرر دون أن تكون البندقية فى يده فإنه يلقى الله آثما لأنه تارك القتال، والقتال الآن فرض عين على كل مسلم فى الأرض - غير المعذورين - وتارك الفرض آثم لأن الفرض: ما يثاب فاعله ويحاسب أو يأثم تاركه».
ويضيف: «وإنى أرى أن لا إذن لأحد اليوم فى القتال والنفير فى سبيل الله، لا إذن لوالد على ولده، ولا لزوج على زوجته، ولا لدائن على مدينه، ولا لشيخ على تلميذه ولا لأمير على مأموره، هذا إجماع علماء الأمة جميعا فى عصور التاريخ كلها: أنه فى مثل هذه الحالة يخرج الولد دون إذن والده، والزوجة دون إذن زوجها، ومن حاول أن يغالط فى هذه القضية فقد تعدى وظلم، واتبع هواه بغير هدى من الله».
ولقد كان له دور مهم إذ كان حلقة اتصال بين المجاهدين الأفغان والمؤيدين لهم فى البلدان العربية، كما أشرف على عمليات واسعة لتقديم الخدمات والمساعدات المختلفة من تعليمية وصحية وغيرها للأفغان وأهليهم، وأسس مجلة رسالة الجهاد لتكون منبرا اعلاميا شهريا لنشر أخبار الجهاد وكذلك نشرة لهيب المعركة وهى أسبوعية تتناول آخر الأحداث المستجدة على الساحة الأفغانية.
خاض معارك كثيرة ضد الروس كان من أشدها وأشرسها معركة جاجى فى شهر رمضان عام ١٤٠٨هـ الموافق عام ١٩٨٧م وكان فى معيته عدد من المجاهدين العرب، وتولى فيما بعد منصب أمير مكتب خدمات المجاهدين فى أفغانستان. أسهم فى تدوين وقائع الجهاد الأفغانى من خلال مقالاته الأفتتاحية فى مجلة الجهاد ونشرة لهيب المعركة. عمل على توحيد صفوف قادة المجاهدين والتوفيق بينهم منعا للفرقة والاختلاف.
الخلاف مع أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى
عند خروج السوفييت من أفغانستان دبت الخلافات والنزاعات بين الفصائل الجهادية الأفغانية كان عزام - على عكس أسامة بن لادن - يصر على عدم التدخل فى تلك الصدامات والانحياز إلى طرف دون آخر، كما ظهرت خلافات شديدة بين أيمن الظواهرى وعبدالله عزام الذى ارتأى أن سياسة كهذه ستؤدى إلى شق وحدة الصف الإسلامى.
قد اشتدت الخلافات بين قادة الجهاد فى أفغانستان حول الخطوة التالية بعد الانتهاء من تحرير أفغانستان، ففيما كان يرى الظواهرى وأسامة بن لادن أن الحكومات العربية والولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تكون الهدف التالى كان عبد الله عزام يعتقد أن فلسطين يجب أن تكون قبلة المجاهدين المسلمين، وقد بدأ عزام بالفعل بالإعداد لذلك من خلال البدء بتدريب عناصر فى أفغانستان وباكستان استعدادا لإرسالهم إلى فلسطين للمقاتلة مع حماس، إلا أن اغتياله حال دون وقوع ذلك، وهذا ما يجعل بعض المراقبين يعتقدون بأن الظواهرى أو إسرائيل أو كليهما معا قد يكونا ضالعين فى اغتياله، إلا أن نجله حذيفة وزوجته يستبعدان أن يصل الأمر بالظواهرى للمشاركة فى قتله على الرغم من تأكيدهم على وجود عناصر باكستانية وعربية أفغانية مشاركة فى ذلك.