يختلف شهر رمضان المبارك فى اليمن بعاداته وطقوسه المميزة، حيث لا تكاد توجد فى أى بلد آخر تلك الطقوس والعادات، وعلي الرغم من قسوة الظروف فإن أهل اليمن ما زالوا قادرين على الاحتفال ونشر طقوس البهجة وأهازيج الخير والبركة فى ليالى رمضان وأمسياته.
واليوم الرمضانى فى اليمن له ظروفه الخاصة التى فرضت عليه ذلك، حين يصبح النهار وقت الراحة والنوم، والليل وقتا لليقظة والاستيقاظ، وتخلو الشوارع من العمل، وتخفض المصالح الحكومية ساعات العمل إلى ٥ ساعات فقط، وذلك نظرا لحرارة الجو الشديدة وأزمة الطاقة التى لاتسمح بممارسة حياتهم الطبيعية.
عادات وطقوس «الختايم الرمضانية» عند اليمنيين
ومن أهم طقوس واحتفالات العشر الأواخر من رمضان وتحديدا فى مدينة حضر موت باليمن، ما يسمى بـ«الليالى الختايم»، حيث يقام احتفال بالختم الجماعى لقراءة القرآن، ومن عادات اليمنيين أيضا، يتجمع أهل الحى أمام المسجد لأداء رقصات شعبية كما يصطف الأطفال الصغار أيضا للاحتفال مرتدين الملابس الجديدة المستوحاة من الأزياء التقليدية، ويوضع على كفوف البنات الحناء، ويتجول الأطفال من شارع إلى آخر مرددين شعارات الصبية وفرحة رمضان: «هاتوا الختامة الجديدة وإلا كسرنا الحديدة»، كى يتلقوا الحلوى والعطايا والألعاب، ووقت صلاة التراويح تشهد الساحات فقرات إنشاد وشعر حتى قبيل منتصف الليل.
ويعد شهر رمضان الكريم باب رزق ونفحات للكثير من العائلات اليمنية، لزيادة الدخل وتقليل البطالة لديهم، حيث يعمل الكثيرون منهم فى أعمال إضافية لزيادة أجورهم اليومية، مثل بيع العصائر والحلويات الرمضانية والسمبوسة والسواك، وكذلك المشاقر، وهى نباتات عطرية تستخدم لغرض الزينة فى المناسبات مثل الحمحم والريحان والنرجس والفيجل، التى يتردد الناس على شرائها بكثرة فى رمضان.
المائدة اليمنية فى رمضان
هناك الكثير من الأكلات التى يتم تقديمها للصائمين على مائدة الإفطار فى رمضان فى اليمن، وتتنوع الأكلات الشعبية اليمنية خلال شهر رمضان، حيث تتعدد أصناف الأطباق التى لا تقارن فى البلدان العربية الأخرى.
وعن أذواق وأكلات اليمنيين والمائدة الرمضانية اليمنية، فإنه يعتمد بشكل كبير على لحوم الضأن والماعز، ومن الخضروات على البطاطس والبصل والطماطم، ويشتهر اليمنيون أيضا بتنوع أنواع الخبز، ومن أهمها خبز التنور والمرقوق والملوح أو الرشوش واللحوح، وعلى المائدة الرمضانية اليمنية تتنوع وتتشكل الأطباق التقليدية المميزة، ومن بينها الزربيان، وهو عبارة عن طبق الأرز مع اللحم أو الدجاج المطهو مع البهارات واللبن الرائب، وأيضا الشفوت، وهو عبارة عن رقائق خبز اللحوح المغطى بالنعناع الأخضر الطازج والكمون والملح.
أيضا من أشهر أطباق المطبخ اليمنى «طبق السلطة»، وتشتهر تحديدا فى شمال اليمن أكثر منها جنوبا، وتجهزمن مكونات الحلبة والمرق ويضاف إليها أحيانا اللحم المفروم أو التونة، كما يوجد طبق عقدة اللحم أو عقدة الدجاج، ويسوى فيه اللحم أو الدجاج مع بهارات الهيل والكمون والفلفل والقرفة، وأيضا «الفتوت» وهو طبق مشابه للفتة أو الثريد، ويتكون من الخبز المقطع والمضاف إليه المرق مع السمن، وقطع اللحم المسلوق، وقد يؤكل مع الحليب.
وعلى المائدة اليمنية فى رمضان، سوف تجد أيضا طبق السحاوق، وهو عبارة عن صلصة وتجهز من الفلفل الحار المسحوق مع الثوم والبهارات المختلفة، والاسم مشتق من الطريقة التقليدية لإعداد السحاوق باستخدام حجرين لسحق المكونات، وفى الجنوب تشتهر أطباق الأرز مع اللحم بأنواعه المختلفة؛ المضبى، والمندى، والحنيذ.
فما أن يأتى وقت السحور أو العشاء المتأخر حتى يحضر الشفوت والشربة والسلتة والفحسة والعصيد والفتوت وبنت الصحن مع العسل، ولا ننسى المأكولات الخفيفة مثل السنبوسة والباجية. أما عن أصناف الحلويات الرمضانية تجد أشهرها المهلبية أو المحلبية وبنت الصحن، وهى نوع من الفطائر المحلاة التى تتكون من عدة طبقات من العجين الرقيق، وتحلى بالعسل وتزين بحبة البركة، وهناك أيضا حلوى الطرمبة، وتتكون من خليط من الدقيق والسكر والبيض، وتشكل وتقلى بالزيت، ثم تحلى أيضا بالعسل أو الشيرة. يأتى ذلك بالإضافة إلى العصائر الباردة كمشروبات للإفطار «التمر هندى والليمون والفيمتو ومنقوع الزبيب»، وبعد الإفطار البعض يفضل تناول قشر القهوة، وهو مشروب محلى يصنع من قشور القهوة المغلية التى يضاف إليها أحيانا القرفة أو الزنجبيل، وهناك أيضا مشروب القديد ويتكون من المشمش المجفف.
كذلك يحرص أهل اليمن خلال الشهر على الاحتفال بالراغبين فى الزواج ليلة العشرين من رمضان، ويعد هذا إعلانا بأنهم سيدخلون عش الزوجية بعد انتهاء الشهر المبارك.