يهل شهر رمضان العظيم علينا بكل ملامح الخير التي تجسد المعدن الأصيل لأبناء الوطن وخاصة أبناء الواحات، ويحرص المتطوعون وأصحاب القلوب الخيرية بها على تنفيذ مبادرات تستهدف إدخال البهجة والسرور على جميع أبناء المحافظة خلال الشهر الفضيل.
فقد أطلق مجموعة من أبناء واحة الحارجة، مبادرة “مطبخ واحة الخير”، التي تهدف لتجهيز وجبات ساخنة لإفطار الأسر الأكثر احتياجًا والأولى بالرعاية على مدار الشهر الكريم.
وقال حسن محمد إبراهيم، مدير عام سابق بالتعليم بالوادي الجديد، ومشرف ومسئول المبادرة، إن المبادرة تنفذ خلال أيام شهر رمضان من خلال مجموعة من الشباب والمتطوعين المصلين في مسجد " سيد الشهداء" بحي الزهور بمدينة الخارجة، والتي تتضمن تجهيز وجبات إفطار ساخنة لـ100 أسرة يوميًا ويجري تجهيز الوجبات بطريقة "المندي" الواحاتية وهي طريقة تجهيز وطهي الطعام عن طريق الدفن في حفرة من الرمال والتي تكسب الطعام نكهة مميزة مع استخدام البهارات لإعداد هذه الوجبات الساخنة.
وأضاف “حسن” أن المبادرة تم التجهيز لها قبل بدء شهر رمضان المعظم بحوالي شهرين وتتمثل في تجميع وتجهيز تقطيع الحطب اللازم لتجهيز وطهي الوجبات داخل حفر المندي، ثم عند بداية الشهر الفضيل يجري التواصل مع المتطوعين في المبادرة، ويتم تقسيمهما لفريقين، فريق يتولى الإعداد والتجهيز لوجبات "المندي"، والآخر يتولى إحضار الطعام وتحضيره بالتعاون مع رجال الخير بالواحة والذين يحرصون على دعم المبادرة من خلال شراء الدواجن الطازجة يوميا والأرز الذي يجرى طهيه مع الوجبات الساخنة يوميًا، كما أن المبادرة تنفذ منذ 23 عامًا بالتعاون مع رجال الخير بالواحة اعتبارًا من عام 2000م.
وأكد إبراهيم محمد، معلم بالتربية والتعليم بمركز الخارجة، أن عمل المبادرة يبدأ ليلة الأول من رمضان المبارك من خلال تجهيز الدواجن بعد غسلها ووضع التوابل عليها، وتركها حتى صباح اليوم الثاني، ثم البدأ فى اشعال الحطب داخل حفرة "المندي" من بعد صلاة الظهر، وبعد ذلك يجري وضع الدواجن المتبلة داخل استاند حديدي قوي جدًا لكي يتحمل درجات الحرارة العالية داخل حفرة المندي، وتقطيع قطع من الدهن البقري ووضعه فوق الأرز البسمتي والدواجن لاكسابها نكهة جميلة خلال عملية الطهي داخل حفرة المندي الأرضية.
وأضاف “إبراهيم” أن عملية التجهيز تبدء من الساعة 2 ظهرا ويجري غلق حفرة المندي وتركها لمدة ساعتين كاملتين بعد تغطية الحفرة بغطاء حديدي ودفنه الرمال المتواجدة في البيئة المحيطة.
من جانبه أكد عبد الخالق أبو زيد، مدير مركز شباب حي الزهور بمركز الخارجة، أنه بمجرد التأكد من عملية النضج للوجبات يجري إخراج الطعام من حفرة المندي وتعبئته داخل أكياس معقمة وحرارية للاحتفاظ بسخونة الطعام لتصل الوجبة ساخنة للأسر الأولى بالرعاية وبمجرد إخراج الطعام من حفرة المندي تبدأ عملية التعبئة داخل هذه الاكياس التي تحمل اسم مسجد سيد الشهداء بحي الزهور بالخارجة وغلقها بإحكام للبدء في مرحلة التوزيع.
وأضاف عبد الخالق، أن عملية توزيع وجبات الأفطار على الصائمين تبدأ من الساعة 5 تقريبا قبل موعد آذان المغرب، من خلال متطوعين يتبرعون بوقتهم وسياراتهم الخاصة في عملية التوزيع والتي تجري في جميع أنحاء الواحة، وذلك للوصول بالطعام للمستحقين وهم الأيتام والأرامل والمطلقات وكبار السن والمرضى ومن لا يستطيع تجهيز وجبات طعام لظروف مرضية أو اجتماعية، بالإضافة لدعم المرأة المعيلة التي تتولى شئون أسرة بالإضافة لدعم الحالات الفقيرة ويجري تسليم الوجبات للحالات في منازلها كرامة واكراما لهم وحفاظ على مشاعرهن ويجري التنسيق مع الجمعيات الخيرية والتضامن الإجتماعي لتحديد المستحقين.