الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الحرية وقبول الآخر.. أهم قيمتين فى كتاب الله 

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قرأت كتاب الله مرات ومرات، وعكفت سنوات على فهم الرسالة التى يحتويها الكتاب، وكتاب الله 6236 آية الرسالة فيه لا تتجاوز 1200 آية محكم وتفصيله كما عكفت على تلك الموضوعات التى جاءت الرسالة العالمية والرحمة المهداة من أجلها فختمت رسالات الله إلى يوم الساعة والقيامة والحساب ووصلت إلى أن الرسالة تحتوى 26 موضوعا منها 11 موضوعا فى الدين و11 موضوعا فى الشريعة، بالإضافة إلى شعائر الشريعة الأربعة، ووجدت أن الدين له عقد للدخول والشريعة لها عقد للانتماء لها والعقدين سماهما ربى العروة الوثقى لقمان 22 والبقرة 256 ووجدت أن الدين له أركان ثلاثة البقرة 62 وله صراط مستقيم موجود بسورة الأنعام 151 و152 و153 وأن مكونات الدين 3 عروة وثقى وأركان وصراط وأن الشريعة مكوناتها 7 وأن الجنة نملكها بالعمل الصالح فى طول المصحف وعرضه وندخلها بما كنتم تعملون ودون من المولى وفصلت بين الآيات البينات والآيات المحكمات التى سماها الله أم الكتاب وعرفت أن لكل آية محكمة آيات تفصيل تشرحها وتبيناها للناس وعرفت أن الآيات البينات هى أمارة ودليل ألوهية الرسالة التى هى الآيات المحكمات، وفصلت الدينى عن التاريخى فى كتاب الله فالآيات البينات ليست دينا فقط هى الآيات المحكمات، ففرقت بين الدينى والتاريخى فى كتاب الله، وبين المحكم وتفصيله.

كما ركزت بشدة على تلك القيم الكبرى التى جاءت الرسالة الإلهية من أجلها بعيدا عن محرمات الدين ومحرمات الشريعه وبعيدا عن عدم الشرك والإحسان للوالدين والإقساط فى اليتامى والبعد عن الفواحش وعدم شهادة الزور والوفاء بالعهد والوفاء بالكيل والميزان الأنعام 151 و152 و153 والتى سماها ربى الصراط المستقيم لكل أهل الأرض 
فوجدت أن اهم قيمتين وردتا فى الرسالة هما الكفر بالإكراه وقبول الآخر، والكفر بالإكراه التى نسميها اليوم الحرية وقبول الآخر التى يسميها ربى المدينة فى عربية القرآن 
أهم قيمتين فى المصحف، الحرية، والتى عبر عنها القرآن بالكفر بالإكراه بشتى صوره وعلى رأسه الإكراه فى الدين طبعا ثم تليه كل أنواع ومجالات الإكراه والتى سماها إجمالا الطاغوت أى كل أنواع الإكراهات المختلفة وقد اشترط ربى فى العروة الوثقى التى هى العقد الأساسى مع الله على أن نكفر أولا بالطاغوت (كل أنواع الإكراهات المختلفة) ثم الإيمان بالله يأتى  تاليا والاتنين مربوطين مقرونين  مع بعض فى عروة وثقى أكد  ربى أنه لا انفصام لها ولو انفصمت  فسد عقدك مع الله(راجع البقرة 256) الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، الكفر بالإكراه والإيمان بالله

* قال تعالى ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (256) البقرة

* القيمة الثانية  الكبرى على رأس المصحف هى  قيمة (قبول الآخر) ، (قبول التعددية) قبول الاختلاف

* وقبل أن نبدأ علينا أن نعرف الفرق بين دلالتى لفظتى (القرية) والمدينه فى عربية القرآن وهما لفظتان غاية فى الأهمية فى المصحف ومعايير ربى لتسمية تجمع بشرى قرية وتجمع بشرى آخر مدينة ليس الحجم أو عدد السكان كما نصنع نحن الآن طبعا.

* ولكن فى المصحف فى عربية القرآن  الحجم لايهم نهائيا وليس هو المعيار الفارق  عند الله  فمكة أكبر من يثرب طبعا ولكن أطلق  ربى على مكة قرية (أم القرى) وسمى يثرب تلك القرية الصغيرة (مدينة) !!

* وقرية فى المصحف تدل على (تجمع بشرى احادى) ليس فيه اختلاف نهائى كلهم مثليين مثلا (قوم سيدنا لوط) كلهم بخلاء مثلا كلهم مشركون مثلا وعندما يوجد بينهم واحد فقط مختلف عنهم يحولها ربى فورا إلى مدينة ويطلق فورا عليها مدينه راجع سورة يس ، والكهف والجزء من قصه لوط فى سورة النمل

* وفى قصة قوم سيدنا لوط أراد المثليين تحويل تجمعهم البشرى إلى قرية متخصصة لاتحوى غير المثليين فأبادها الله انظر ماذا قالوا ۞ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) النمل

* وفى سورة ياسين مثلا  قال تعالى فى البداية (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) (13) يس
وبعدها فى الاية 20 غير وصفها وسماها مدينة (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (20)يس

* لما كانت كلها كفره أحادية كلهم واحد  سمها ربى (قرية) ولما أضيف الى ذلك التجمع البشرى  واحد فقط مختلف مؤمن يدعوهم إلى اتباع رسل الله فصارت (مدينة)

وفى سورة الكهف تجمع بشرى احادى كلهم بخلاء سماهم ربى
قرية (فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿٧٧ الكهف﴾

* قال تعالى وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) الاسراء

* وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١ الأنبياء﴾

* وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴿٥٨ القصص﴾

* ومدينة فى كتاب الله تعنى تجمع بشرى تعددى مختلف الصفات قائم على قبول الآخر يتعايش فيه الجميع ولايريد أحد أن يطرد المختلفين منه كما اراد قوم لوط أن يخرجوا لوط لأنه ليس مثلهم من راغبى المثلية، لقد أرادوا يومها أن يحولوا المختلف إلى واحد وأن يحولوا التعددية إلى أحادية فدمرهم ربى تدميرا وبوسائل عدة

وقد اشترطها ربى للتجمعات البشرية كشرط شارط وتأسيسى منذ نزل القرآن أى قرابة  1500 عام عندما انعلن ربى نهاية عصر القرى وبداية عصر المدن

*  ونزلت الرسالة وسمى  ربى التجمعات البشرية الجديدة  التى يبغيها ويهدف اليها هى (المدينة) كصفة للمجتمع الجديد الذى يريده  الله والمدينة فى القرآن  تجمع بشرى (تعددى) يتأسس على قبول الآخر المختلف وامر رسوله بتنفيذه عمليا فى قرية يثرب فإنتقل اليها (هاجر) لتصبح مكان متعدد الملل فيه مؤمن ويهودى ومسيحى وغيره  وسماها  المدية.