نظرًا لانتشار الفضائيات وعدد هائل من القنوات الدينية، والعاملين بها فى مجال الفتوى، مما أدى إلى ظهور العديد من الفتاوى التى تعد غريبة عن المجتمع، تقدم «البوابة» فى هذه النافذة لأغرب هذه الفتاوى.
كثيرة هي الفتاوى التي تحرم المرأة حقوقها خاصة الصادرة من هؤلاء الذين لا يفكرون بالمرأة سوى أنها لم تُخلق سوى لإشباع الرغبة، حتى نصطدم ببعض الفتاوى المؤصلة لهذا التفكير، ومنها فتوى الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي والتي يقول فيها: إن منح المرأة بطاقة تحمل صورتها منكرا لا يجيزه الشرع يترتب على ذلك مفاسد عظيمة دينية وخلقية واجتماعية وفيما يلي أبين بعض هذه المفاسد:
الشرع لا يجيز:
أولا: التصوير والكلام فيه معلوم ومشهور، وهو محرم باتفاق العلماء، فقد جاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والمسانيد والسنن دالة على تحريم تصوير كل ذي روح، آدميا كان أو غيره وقد جاء الوعيد للمصورين بأنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة، ومن الأحاديث الصحيحة الواردة في حق المصورين: ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة) لفظ مسلم. ولهما أيضا عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ) ولهما عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم). لفظ البخاري.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ) متفق عليه).
ثانيا: كشف المرأة وجهها عند إرادة تحقق شخصيتها إذ لا يتسنى في كل حال أن يتم ذلك من قبل نساء وفي هذا من الفتنة ما لا يخفى.
ثالثا: يتأكد المحظور المتقدم في الطرق الطويلة فهل يتولى الأمر رجال؟ أم يوظف نساء شرطيات؟ وإذا وظفن فهل سيعملن جنبا إلى جنب الرجال في تلك المواقع النائية؟ أم سيكون محارمهن معهن؟
إن الخيار الأخير يظهر أنه على ضوء الظروف الراهنة بعيد جدًا، وعلى أي حال أفلا نأخذ عبرة مما حادث في بعض القطاعات التي يعمل فيها نساء بجنب الرجال، وكيف يحصل فيها أمور يندى لها الجبين.
رابعا: مما يلفت النظر ويقوي التخوفات أن المتحمسين لهذا الطلب والمتصدين للكتابة عنه في الصحف أكثرهم أناس مشبوهون قد ارتبطت أسماؤهم بالمطالبة بأمور منكرة كالدعوة أن يتولى النساء تدريس البنين وكالمطالبة بإنشاء نوادٍ رياضية للبنات، والدعوة إلى مشاركة المرأة للرجل في عمله والدعوة إلى قيادة النساء للسيارات والاعتراض على كون القوامة للرجل.