حلموا أن يزوروا مصر قبل فقدان بصرهم عقب إصابتهم بمرض نادر، لتخرج حكاية 3 أطفال يقيمون في كندا قادتهم السعادة إلي تحقيق ذلك الحلم بصحبة أسرتهم، لتكتب لهم سطور جديدة فى حياتهم وترفع عنهم حاجز الضغط النفسي الواقع عليهم، لتكون "أم الدنيا" أسطورة عشق البشر حول العالم لتمحوا عنهم ظلمة النور بنورها الخاص من ثقافة وتاريخ.
زارت عائلة إديث وسيباستيان الكندية مصر، في رحلة استثنائية يسابق فيها الوالدان الزمن، لخلق ذكريات بصرية لأبنائهما الذين سيفقدون بصرهم. بسبب مرض جيني وراثي يعانون منه.
وقال عمرو القاضي الرئيس التنفيذي لهيئة تنشيط السياحة، إن استضافة وزارة السياحة والآثار، لأسرة كندية وتنفيذ برنامج سياحي لهم لزيارة المواقع الأثرية، جاء تلبية لأمنية الأسرة التي اكتشفت أن 3 أطفال من بين 4 أشقاء، مهددون بفقدان بصرهم بسبب مرض نادر بالعين.
وقال "القاضي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز "، إن الوزارة وجدت نفسها أمام حالة إنسانية خالصة، ولم تكن تنوي حتى الإعلان عن تفاصيل الأمر، الذي التقطه أحد المدونين من صفحات الأسرة بمواقع التواصل الاجتماعي، وأعلن عن المبادرة المصرية، وحدث تعاطف عالمي معهم، وإشادة بموقف مصر، غير أن هيئة التنشيط السياحي المصرية لم تصدر أية بيانات صحفية حيث لم يكن الهدف دعائي كالمعتاد بل إنساني خالص، وقدمت خلاله كل الجهات في مصر الدعم للأطفال والأم والأب، متمنيين أن ينالوا شفاء من مرض نادر يصيب المريض بالعمى.
وأضاف: "منذ 6 أشهر علمنا برغبة الأسرة الكندية التي يتواجد بها 3 أطفال مهددين بفقدان البصر بزيارة مصر ورؤية المواقع الأثرية المصرية، وعلى الفور تواصلنا مع الأسرة الكندية ودعوناهم لزيارة مصر وشعروا بسعادة كبيرة جدًا لأن الأطفال كانوا يتمنون رؤية الأهرامات، بل إن الهيئة أعدت لهم برنامجا متكاملا تضمن أبرز وأهم وأشهر المعالم الأثرية في القاهرة والأقصر وأسوان، في محاولة لرسم بهجة وابتسامة على وجوه الأطفال، مع تسهيل رؤيتهم لأشياء نادرة تاريخية سوف يسمعون عنها ولديهم ذكريات جيدة معها".
وفيما يخص الحركة في مصر، قال "القاضي"، إن مشاركة مصر بمعرض البرازيل الدولي للسياحة wtm latin america سيكون لها مردود قوي على الحركة الوافدة من أمريكا الجنوبية، خاصة وأن مصر للطيران سوف تبدأ تسيير رحلات مباشرة من ساوباولو في سبتمبر المقبل بواقع نحو 3 رحلات أسبوعية بخلاف شركات الطيران الخاصة، التي ستسير رحلات أيضا.
وأضاف "القاضي"، أن نسبة إشغالات فنادق شرم الشيخ بدأت تعاود الارتفاع مرة أخرى بعد فترة انحسار بلغت خلالها 30% على الأكثر، لتصبح الآن 65%، مشيرا إلى أن تراجع الإشغالات في فترة بداية العام كان أمر معتادا تعاود بعده الحركة الارتفاع تدريجيا مع الاقتراب لإجازة عيد الفصح، ويحتل السائحين الإيطاليين النسبة الأكبر من إشغالات شرم الشيخ بنسبة تتخطى 90% من حجم الحركة المتواجدة حاليا، فيما ينتظر عودة قوية من السوقين الإنجليزي والألماني مع استضافة أحداث هامة لكبرى الشركات الألمانية في شرم الشيخ خلال الأشهر المقبلة.
وتابع بأن الهيئة تضع مدينة شرم الشيخ كمحطة ثانية لكافة وفود الصحفيين والمؤثرين الذين يتم استضافتهم في القاهرة من كل أنحاء العالم، كما يتم التحدث عنها بكثرة في كافة المحافل الدولية التي تشارك بها الهيئة، علاوة على التنسيق مع شركة إير كايرو للطيران في حملات مشتركة لتسويق الخطوط المباشرة للشركة الوطنية من دبي وجدة والرياض الى شرم الشيخ، لافتا إلى أن الهيئة اتمت الاتفاق مع منظمة "سايت" الدولية المتخصصة في سياحة الحوافز لعقد اجتماع مجلس إدارتها بشرم الشيخ في نوفمبر المقبل، ما سوف يساعد في تسليط الضوء على إمكانات هذا المقصد السياحي العالمي الهام، وعقد اتفاقات مشتركة لجذب نمط سياحة الحوافز إلى مصر.
واقعة الأسرة الكندية لم تكن الأولى لهيئة تنشيط السياحة بمصر، فقد استقبلت الهيئة من قبل الأمريكية جلوريا والكر وعائلتها، التي جاءت من ولاية فيلادلفيا لتحقيق حلم عمرها بزيارة مصر ومشاهدة أهرامات الجيزة، مؤكدة أن هذه الزيارة تحمل بين طياتها بعدًا إنسانيًا، وتعكس أحد أشكال الولع بالحضارة المصرية القديمة وما تحمله مصر من سحر خاص في نفوس كثيرين يرغبون بزيارتها، ما يجعلها ضمن وجهاتهم السياحية المفضلة حول العالم.
وكانت جلوريا والكر محط أنظار العالم؛ حيث تناقلت العديد من وسائل الإعلام العالمية والإقليمية قصتها بصورة واسعة، حين أفصح نجلها داستن فيتالي على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن رغبة والدته المصابة بمرض السرطان في زيارة مصر ومشاهدة أهرامات الجيزة، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة، واصفًا هذه الزيارة بأنها أمنيتها الوحيدة وحلم حياتها.
ورحَّب الرئيس التنفيذي للهيئة آنذاك، أحمد يوسف، بالسيدة الأمريكية وعائلتها، والتقى بها وزير السياحة والآثار في هذا التوقيت الدكتور خالد العناني، متمنيا لها قضاء رحلة ممتعة في مصر والاستمتاع بشواطئها الخلابة وشمسها الدافئة وجوها الصحي وزيارة مواقعها السياحية والأثرية الفريدة، وأكد حرص وزارة السياحة والآثار على تقديم كل أوجه الدعم والتسهيلات اللوجيستية والمعنوية للسيدة الأمريكية وأسرتها بالأماكن السياحية والأثرية والمتاحف التي سيقومون بزيارتها في مصر لجعل هذه الرحلة ممتعة.
واستغرقت رحلة جلوريا والكر وعائلتها في مصر أسبوعًا، متضمنة زيارة أهم المعالم السياحية والأثرية في محافظتي القاهرة وجنوب سيناء، وأعرب نجل جلوريا، داستن فيتالي، عن امتنانه لاهتمام الدولة المصرية وحرص وزارة السياحة والآثار على استقبالهم وتقديم الهدايا التذكارية لهم، مؤكدًا على أنه زار مصر في عام 2018 ولم ينس ما لمسه من ود وحسن ضيافة وكرم من أهلها، بجانب ما تتمتع به مصر من جاذبية خاصة ومقومات سياحية وأثرية رائعة وفريدة.
كما أعرب أفراد العائلة، البالغ عددها 14 فردًا، عن بالغ سعادتهم لتحقيق حلم جلوريا والكر في زيارة مصر، خاصة بعد مواجهتهم عددًا من الصعوبات منها القيود المفروضة بسبب مرضها وتداعيات وباء فيروس كورونا المستجد وتكاليف السفر.