قال البطريرك ابراهيم اسحق بطريرك الكنيسه الكاثوليكيه " فسيروا سيرة أبناء النور، لأنّ ثمر الروح هو في كلّ صلاح وبرّ وحقّ" (أف 5 :8-9)
تقدّم لنا رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس نموذج الحياة المسيحيّة. ومَن هو المؤمن الحقيقيّ، وكيف يحيا في العالم، وكيف يسلك ويتصرّف كخليقة جديدة؟ ويمكن أن نلخّص ذلك في عبارتين:
الأولى "اسلكوا كما يحقّ أو بما يتّفق" أيّ لتكن حياتكم موافقة لهويّتكم. فإن كنتم خليقة جديدة في المسيح اسلكوا بتلك الطريقة.
والثانية "كونوا متمثلين بالله" أو اقتدوا به. يؤكد ذلك أيضًا القدّيس بطرس في رسالته الأولى: " تبارك الله أبو ربّنا يسوع المسيح الذي شملنا بوافر رحمته وولدنا ثانيةً لرجاء حيّ بقيامة المسيح من بين الأموات." (ابط 1: 6).
والولادة تمنحنا صفات مَن خرجنا منه، وننالها في سرّ المعموديّة الذي يسمّى أيضًا سرّ الاستنارة.
وبالتالي فنور القائم من بين الأموات ليس مجرّد إشراق، بل هو نورٌ يملأ کیان من يتّحد به، لذلك أصبحنا نورًا بعد أن كنّا ظلمةً. يؤكّد ذلك السيد المسيح ويحملنا المسؤوليّة بقوله لنا "أنتم نور العالم". فعلينا أن نجسّد نور القائم من بين الأموات لكلّ إنسان نلتقي به في واقع حياتنا اليوميّة، وسط ما يكتنف العالم من ظلمة وتحت أي ظروف. وذلك بأن نسلك سيرة أبناء النور. فأبناء النور يرَون كلّ شيء بعين الله ويسلكون في نهار روحيّ.
في الخلق قال الله "ليكن نور" ليريَنا مجدَه ونتمتع بأعماله المنظورة. وفي قيامة المسيح وهبنا نورًا جديدًا وهو أن نصير خليقة جديدة ونتمتع بمجده غير المنظور الذي هو مجد القيامة فينا.
ليسأل كلّ منا نفسه أين أنا من المسيح؟ أين أنا من نوره؟ من حياته وتعاليمه المنيرة؟ إنّ المسيحيّ شخص يسلك في النور، ولديه رغبة وخطّة هي أن يتمثّل بالمسيح الحيّ الذي أحبّنا وبذل نفسه من أجلنا وهدم شوكة الخطيئة. ليست الحياة الجديدة عمليّة سحريّة ينالها المؤمن، بل عليه أن يشترك في موت وقيامة المسيح. ولكي يصبح إنسانا جديدا، عليه أن يخلع الإنسان العتيق بأعماله وشهواته وكبريائه، ويتجدّد بالروح القدس في ذهنه وعقله، فيلبس الإنسان الجديد على صورة المسيح في العدل والقدّاسة التي تثمر كلّ ما هو حقّ وبرّ وصلاح.
"ليرَوا أعمالكم الصالحة فيمجّدوا أباكم الذي في السماوات" (متى ٥: ١٤-١٦). والكتاب المقدّس مملوء بالمفاهيم الروحيّة والتوجيهات العمليّة، ثمار هذه المسيرة.
على سبيل المثال: التحرّر من كلّ ما هو كذب وزيف ومن ظلمة الضمائر، والتحلّي بالعدل والاحترام والرحمة تجاه الأخرين والإحساس بأتعابهم ومساعدتهم على أن يعيشوا بضمير حيّ مستنير. باختصار السير في المحبّة التي هي مقياس الكمال.
في صلاة باكر نتذكّر النور الحقيقيّ، نور القيامة الذي أشرق في قلوبنا ونطلب من الله أن يخلق فينا الحواس المضيئة والأفكار النورانيّة. ليُنِرَ الربّ قلوبنا وحياتنا بنور معرفته الحقيقيّة ويكمّل كلّ نقص فينا بنعمته حتّى نسمع صوته وفكره من خلال روحه القدّوس، فنكون نورًا بعضنا لبعض.
ويذكر ان الكاتدرائية شهدت إجراءات تأمينية مشددة، استعدادًا لاستقبال الأقباط لحضور قداس العيد، حيث تم فرض إجراءات أمنية مشددة بمحيط الكاتدرائية والسماح بالدخول حاملى الصليب أو بطاقة الهوية القبطية فقط، فيما نشرت قوات الأمن الحواجز الأمنية ومنع السيارات من المرور في الشارع الرئيسى.