الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

دولة التلاوة.. الشيخ عبد العظيم زاهر «مزمار داوود» صاحب المواقف الوطنية

بدايته كانت فى السينما.. وهاجم «ماركونى» أثناء توليه الإذاعة

الشيخ عبدالعظيم زاهر
الشيخ عبدالعظيم زاهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى 1904 ولد مزمار من مزامير داوود، ورغم الصعوبات التى واجهها فى حياته، إلا أنه انتصر بالقرآن الكريم، عندما أتم حفظ كتاب الله كاملا وهو فى عمر الثامنة، الشيخ عبدالعظيم زاهر، صاحب الصوت الذى جعله يتميز على الكثيرين من أبناء جيله، فقال عنه الشيخ على محمود، وهو أحد أعلام التلاوة فى زمنه: «عبد العظيم زاهر الشيخ الذى لم يخطىء قط» بينما وصفه عملاق التلاوة الشيخ أبو العينين شعيشع بمزمار داوود.

تتلمذ الشيخ زاهر على يد الشيخين خليل الجناينى وحفنى السقا، وهما من أهم من علم القرآن وأحكمه فى هذا العصر، وحتى يومنا هذا، والتحق بمعهد القراءات بالقاهرة.

اختلفت بدايات الشيخ عن جميع المشايخ، فالمتعارف عليه فى وسط التلاوة أن البداية تكون من مأتم عزاء، أو المشاركة فى إقامة الأفراح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، بينما كان الشيخ عبدالعظيم زاهر بدايته فى السينما، عندما ظهر صوته فى أحد المشاهد فى فيلم فى بيتنا رجل، بطولة الفنان الراحل عمر الشريف، وعندما اختبئ الشاب إبراهيم حمدى الذى جسده الشريف فى منزل أحد المواطنين، بدأ صوت الشيخ يعلو أثناء صلاة المغرب.

ويؤكد ذلك المواقف الوطنية التى عرفت عن الشيخ عبدالعظيم، عندما تولى ماركونى إدارة الإذاعة المصرية، قبل أن يتم تمصيرها، دخل الشيخ فى صراع مع المدير الإنجليزى، قائلا: «لك الشرف أن تدير إذاعة بها مشايخ لقراءة القرآن الكريم»، ثم أعلن الشيخ رفضه قراءة القرآن تحت قيادة ماركونى وعلى الفور تضامن معه الشيخ محمد رفعت، وأعلن عدم المشاركة فى الإذاعة مرة أخرى، ومع مطالبات الشعب المصرى بضرورة عودة عبدالعظيم ورفعت للإذاعة رضخ الاحتلال لكل المطالب التى قالها الشيخ عبدالعظيم ليعود للتلاوة فى الإذاعة.

عرف عن الشيخ زاهر صوته الحزين فى التلاوة، ووصفه الكاتب الصحفى محمود السعدنى فى كتابه الشهير «ألحان السماء» بالصوت المقتدر على الأداء الفريد فى جميع المقامات، وهى الميزة التى تفرد بها هو والشيخ رفعت والشيخ المنشاوى، فكان صوته أقرب للناى الحزين، ويجعلك فى حالة من الشجن عند سماعه.

ومن المواقف الشهيرة للشيخ زاهر، أن أحد الأثرياء طلب منه أن يحضر لتلاوة القرآن فى مناسبة لديه، فاشترط الشيخ الحصول على مبلغ 30 جنيها ، وسيارة تقله من منزله إلى الحفل ثم تعود به، فرفض صاحب المناسبة، وعندما سمع صوته، قال تستحق هذا المبلغ وأكثر.

رحل الشيخ عبدالعظيم زاهر عام 1971، ومنحته الدولة المصرية وسام الجمهورية من الطبقة الأولى فترة الرئيس مبارك، وأصدرت إمارة عجمان طابعا بريديا يحمل صورته.