بين السياسة والقرآن كان الشيخ محمد القهاوي الأشهر لارتباطه بالكثير من رجال الساسة، ولحبه للشعر، فجمع بين القرآن والسياسة والشعر، فكان محل اختلاف بين العامة، البعض يتفق عليه، بينما يُهاجم من فريق آخر بسبب مواقفه.
الشيخ القهاوي ظاهرة تحتاج للدراسة، فقد كان مختلفاً عن غيره في دولة التلاوة، كما ذكر في كتاب ألحان السماء، شهد عصر الشيخ محمد رفعت، ظهور القهاوي، فكان القاريء المفضل له، ودائما ما يحرص الشيخ رفعت على سماع القرآن منه، فقال عنه:" صوت من أجمل وأرق الأصوات وأعذبها، يجعلك تشرع بالحنين والحنان" ومن الغريب في حياة الشيخ محمد القهاوي، أنه كان لا يظهر نهاراً، ويحرص دائما على الظهور بالليل فقط، أو وقت الغروب.
دوام الشيخ القهاوي على مجالسة الشعراء، وفي مقدمتهم الشاعر حافظ إبراهيم، والشيخ البشري شيخ الأزهر الشريف، وأحمد شوقي، والدكتور محجوب ثابت، أحد المقربين للخديوي عباس حلمي الثاني، ومن قادة الحزب الوطني القديم، وهو صاحب الصالون الشهير "بعكوكة محجوب ثابت"، وكان الشيخ ينفق كل ما يملك على جلسته مع الأصدقاء.
رفض القراء الاشتراك مع القهاوي في ليلة واحدة، لأن الجمهور لا يقبل بسماع صوت بعده، فوصل الأمر في بعض الأوقات إلى القتال بين معارضي الشيخ ومحبيه، حتى سقط في إحدى المشكلات التي سقط فيها أربعة أشخاص، وأُصيب 10.
رحل الشيخ القهاوي في عمر 49 عاما، دون أن يترك خلفه تسجيلا واحداً، ولكن الجميع قال أن الشيخ البنا هو خليفته في القراءة.