شن الطيران الإسرائيلي ضربات جوية استهدفت مواقع مختلفة لحركة حماس الفسلطينية وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بعد إعلان تل ابيب أن هذه الضربات تأتي ردا على إطلاق صواريخ من جنوب لبنان والقطاع، والتى تقف خلفها حركة حماس، التي تحكم القطاع.
لكن من بين المواقع التي قصفتها إسرائيل كانت مناطق زراعية ومناطق مفتوحة يشغلها مدنيين، لتسبب تدمير للعديد من المباني والممتلكات للمواطنين، الأمر الذي يفتح الباب حول كيف يدفع سكان قطاع غزة ثمن الصراع بين حماس وإسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة وقوع تدمير لمستشفى الدرة شرقي مدينة غزة أيضا جراء عمليات القصف، موضحة أن القصف تسبب في حالة زعر وتخبط لدى الفريق الطبي والمعاونين لهم.
لحسن الحظ لم يقع خسائر في الأرواح في قطاع غزة خلال العملية الأخيرة من جانب المدنيين، لكن تسبب الهجوم في حالة من الهلع لدى المواطنين، وأذكرهم بذكريات الحروب المروعة، كان آخرها العام الماضي والتي راح ضحيتها أكثر من ٤٣ شخصا، بينهم العديد من الأطفال، وسقوط مئات الجرحى.
تقول السيدة عبير شتيوي، مواطنة في غزة في حديثها لوسائل إعلام، “عشنا ليلة من الرعب والخوف، صوت القصف والطائرات كان مفزعا، لقد شعرت بمنزلي يتحرك من مكانه جراء عملية القصف.
- إثارة الحرب
يحمل العديد من المواطنين في غزة، حركة حماس، جزءا من المسؤولية في إلقاء قطاع في وضع هش ويعاني من ظروف إنسانية ضاغطة وتدهور في البنى التحتية، في أتون حرب. يرى مواطنون أن الحركة وفرت الذرائع لإسرائيل لشن ضرباتها على القطاع مثلما حدث في الأوقات الماضية.
تستند إسرائيل على عمليتها ضد قطاع غزة الأخيرة على ذريعة أن صواريخ أطلقت من داخل قطاع غزة ومن جنوب لبنان، عبر حركة تابعة لحركة حماس، على إسرائيل، في وقت تندلع توترات حول المسجد الأقصى.
نشر معهد اتصالات السلام الأمريكي، مؤخرا شهادات لعدد من المواطنين في قطاع غزة، حول رؤيتهم للحرب في ظل إدخال حماس للقطاع في الكثير من الحروب خلال الفترة الأخيرة، والتي يدفع فاتورتها المدنيين في القطاع.
توضح زينب، وهي مواطنة من القطاع، “لا أريد أن تكون هناك حروب وصواريخ، لا نحلم بهذه الصواريخ”، متابعة، “نريد أن نعيش مثل البشر، مع دور السينما والأماكن العامة والحدائق”.
تتابع زينب، “هناك صورة نمطية خاطئة مفادها أن الفلسطينيين في غزة يحبون الصواريخ والحرب، بينما تعمل وسائل إعلام موالية لحماس على غرس التعطش للدماء في أوساط الشباب.
وأشار المعهد أن حماس تحاول تجنيد كل الفلسطينيين في قطاع غزة ليكونوا ذخيرة لها في صراعها. ففي تصريحات سابقة لزعيم حركة حماس يحي الأنوار، للفلسطينيين، “يجب على كل شخص لديه سلاح أن يأخذه، ومن ليس لديه سلاح يجب أن يأخذ سكينا أو فأسا أو أي سكين يمكن الحصول عليه، من الأقمار الصناعية، يجب رؤية المنطقة باكملها غارقة في النار”.
- حصيلة ضحايا مدنيين لا تنتهي
وقال المعهد الأمريكي إن حركة حماس تحاول تعبئة الفلسطينيين في قطاع غزة خلفها، ولا تتوقف عن المشاركة في تصعيد الصراع، حتى لا يطالبوا بحقوقهم المهدورة وينتقدون القمع والفساد والمحسوبية الذي تمارسه الحركة.
والأهم من ذلك ألا يطالبوا بتوفير عمل أو تحسين البنية التحتية المتدهورة، وتوفير المياه والكهرباء والمساحات العامة.
وأضاف المعهد أن العام الماضي، دفع المدنيون في القطاع الثمن الأكبر للصراع بين حماس وإسرائيل، فبحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، وقع ٤٣ قتيل بينهم ١٥ طفلا، بالإضافة إلى أكثر من ٣٠٠ إصابة، مع تدمير واسع للممتلكات والمباني للمواطنين.
وفي ٢٠٢١ كانت النتيجة قاسية بالنسبة للأطفال، إذ قتل ٦٧ طفلا في قطاع غزة خلال موجة العنف التي استمرت ١١ يوم بين حماس وإسرائيل. وخلال صراع ٢٠٢١، قتل ٢٣٢ شخصا بينهم ٣٩ سيدة، بينما أصيب ما يقرب من ألفين شخصا، بحسب أرقام منظمة “يونسيف” الدولية.
ووصف المعهد حياة الفلسطينيين تحولت في القطاع إلى جحيم على مدار حكم حماس وفي ظل استمرار التوتر مع إسرائيل. وخلال هذه الفترة، أصبح صوت الطائرات الحربية وطائرات بدون تيار، وأصوات الطلقات أمرا معتادا وروتينا يوميا وليليا، لسكان القطاع. أصبح المواطنون يعيشون ضربات قلب مضطربة ومخاوف من الموت أو هدم منازلهم في كل لحظة.