اصبح مصطلح الذكاء الاصطناعي يشير إلى قدرة الحاسوب الرقمي أو الروبوت الذي يتحكم فيه الحاسوب على أداء المهام العامة المرتبطة بالكائنات الذكية. وهو فرع من علم الحاسوب، وتُعرِّف الكثير من المؤلفات الذكاء الاصطناعي على أنه دراسة وتصميم العملاء الأذكياء، والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه.
وحاول العلماء منذ منتصف القرن العشرين تطوير نظام قادر على تنفيذ المهام التي يُنظر إليها على أنها تتطلب ذكاءً بشريًا، ومن بينها الألعاب الإلكترونية وفهم اللغة الطبيعية وتشخيص الأخطاء والروبوتات وتقديم مشورة الخبراء،
وعلى الرغم من أنه يمكن برمجة أجهزة الحاسوب لأداء هذه المهام وغيرها من المهام المعقدة للغاية وبينما يستمر التقدم في سرعة معالجة الحاسوب وسعة الذاكرة لا توجد حتى الآن برامج يمكنها مطابقة المرونة البشرية في مجالات أوسع أو في المهام التي تتطلب الكثير من المعرفة اليومية.
متى تم اختراع الذكاء الاصطناعي؟
إن أول عمل جوهري في مجال الذكاء الاصطناعي قام به عالم الرياضيات ورائد الحاسوب البريطاني آلان تورينج، حيث أعلن تورينج في عام 1950 أنه في يوم من الأيام سيكون هناك آلة يمكنها مضاهاة الذكاء البشري بكل طريقة وإثبات ذلك من خلال اجتياز اختبار متخصص، وفي هذا الاختبار سيتم طرح أسئلة متطابقة عشوائية على جهاز حاسوب وإنسان مخفي عن الأنظار، وإذا نجح الحاسوب فلن يتمكن السائل من تمييز الآلة عن الشخص بالإجابات.
وبحلول أوائل القرن الحادي والعشرين، لم يقترب أي برنامَج للذكاء الاصطناعي من اجتياز اختبار تورينج، ومع ذلك فقد حققت بعض البرامج مستويات أداء الخبراء البشريين في أداء بعض المهام المحددة، ويمكن العثور على الذكاء الاصطناعي بهذا المعنى المحدود في تطبيقات متنوعة مثل التشخيص الطبي وترجمة اللغات وتصميم الحاسوب والتعرف على الصوت أو الكتابة اليدوية.
ونظرا لأن الهدف النهائي للذكاء الاصطناعي هو إنشاء أجهزة حاسوب يمكنها التفكير كما يفعل البشر فقد اقترح بعض مؤيدي الذكاء الاصطناعي أنه يجب تصميم أجهزة الحاسوب على غرار الدماغ البشري والذي يتكون أساسًا من شبكة من الخلايا العصبية، وتم تطوير أول شبكة عصبية اصطناعية في عام 1954 عندما كان هدف الذكاء الاصطناعي القوي نظام يقترب من الذكاء البشري يتقاسمه الكثيرون، وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كانت الشبكات العصبية الاصطناعية قادرة على مجموعة من المهام المعقدة بما في ذلك التعرف على الوجوه والأشياء الأخرى من البيانات المرئية لكن التفاؤل بشأن تحقيق ذكاء اصطناعي قوي أفسح المجال لتقدير الصعوبات الشديدة التي ينطوي عليها الأمر.
وقد أكد بعض باحثي الذكاء الاصطناعي أن الذكاء الحقيقي ينطوي ببساطة على القدرة على العمل في بيئة حقيقية، فكان هذا النهج المعروف باسم الذكاء الاصطناعي الجديد رائدًا في مختبر الذكاء الاصطناعي التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بواسطة العالم الأسترالي رودني بروكس، وأحد الأمثلة الشهيرة للذكاء الاصطناعي الجديد هو الروبوت المحمول هيربيرت من بروكس والذي صُمِمَ للتجول في مساحة مكتبية وجمع علب الصودا الفارغة والتخلص منها، ومنذ أن تم الكشف عن هربرت في أواخر الثمانينيات صمم بروكس وطلابه روبوتات أخرى لتطهير حقول الألغام واستكشاف المِرِّيخ بالإضافة إلى روبوت بشري اسمه Cog والذي تزيد معرفته بشكل متزايد من خلال تفاعلاته مع البيئة.
وتعد كلمات المرور خط الدفاع الأول ضد الوصول غير المصرح به للحسابات والأجهزة والملفات عبر الإنترنت، وتساعد كلمات المرور القوية في حماية البيانات، وكلما كانت كلمة المرور أقوى، ارتفعت نسبة الحماية.
لكن بفعل الذكاء الاصطناعي، قد لا تكون كلمة المرور الخاصة بك والتي تعتقد أنها قوية كافية لحمايتك.
وتثار المخاوف حول قدرة الذكاء الاصطناعي على اختراق كلمة المرور، وهو أمر قد يؤدي إلى ضياع حسابات، وحتى أموال.
وتمكنت منصة لتخمين كلمات المرور قائمة على الذكاء الاصطناعي تسمى PassGAN من اختراق 51 في المائة من كلمات المرور الشائعة في أقل من دقيقة واحدة.
ويمكن اختراق كلمة المرور المكونة من 12 حرفًا والمكونة من أرقام فقط في أقل من 25 ثانية.
وباستخدام الأحرف الكبيرة والصغيرة، سيتطلب الأمر 289 عامًا لاكتشافها.
أما إذا أضفت أرقامًا وأحرفًا كبيرة وصغيرة ورموزًا، فقد تكون كلمة مرورك في مأمن من الذكاء الاصطناعي لمدة ثلاثين ألف عام.
يقول استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في G&K، عاصم جلال:
- اختراق الكلمات المرورية التي كانت معتمدة سابقا كان أمرا سهلا، لأن الأمر قد يقتصر على أرقام في نطاق معين.
- مع زيادة أحرف وأرقام الكلمات المرورية تزداد تعقيدا، ولا يظل اختراقها متاحا بسهولة.
- ثمة هجوم إلكتروني يسمى "هجوم القوة الغاشمة" يقوم على مبدأ تكثيف جهود الاختراق وتجريب أكبر عدد ممكن من الكلمات أو الأرقام التي قد تكون هي المنفذ.
قبل سنوات كنا نوصي بأن تكون كلمة المرور من ثماني أرقام ورموز وحروف صغيرة وكبيرة، لأن هذا المستوى كان يوصف بالقوى.
- اختراق كلمة مرورية من هذا المستوى كان يتطلب مدة تصل إلى سنين، في حال بات الأمر يستدعي نصف ساعة في ظل التطور الرقمي الكبير.