الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

دراسة حديثة تكشف حجم التأثير المدمر لبركان «فيزوف» وتبخر السكان عام 79 للميلاد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشفت دراسة جديدة عن التأثير المدمر الذي  أحدثته ثوران جبل فيزوف في عام 79 ميلادي ببومبي على سكان مستوطنة مجاورة أخرى، تسمى هيركولانيوم.

وقد وجد الباحثون دليلا على أن "تيارات الحمم البركانية"، وهي تدفقات ساخنة وسريعة الحركة من الغاز والجسيمات البركانية، ضربت المدينة الرومانية الصغيرة آنذاك.

وفي الورقة البحثية المنشورة في مجلة Scientific Reports، وصف فريق جيولوجيين من جامعة روما تري، كيف عثروا على دليل على وجود تيار حممي ضرب هيركولانيوم بعد فترة وجيزة من انفجار فيزوف، ما أدى إلى تبخير الأشخاص الذين يعيشون هناك.

وأول ما اندلع البركان طرد تيارات الحمم البركانية (PDC) بدرجات حرارة عالية للغاية تقدّر بـ550 درجة مئوية (1022 درجة فهرنهايت)، ما أدى إلى تبخر السكان في غضون دقائق، في حين أن سلسلة من التيارات الأصغر عند درجات حرارة منخفضة تصل إلى 465 درجة مئوية (870 درجة فهرنهايت) دفنت المدينة تحت رواسب بركانية بسمك 65 قدما.

وفي حين أن معظم الجثث في هيركولانيوم تحولت بسرعة إلى أكوام من الرماد، وجد العلماء سابقا أنسجة بشرية تحولت إلى زجاج بفعل هذا الحدث.

وتم حرق دماغ أحد الرجال عند درجة حرارة عالية جدا، قبل أن يبرد بسرعة، ويتحول إلى شكل من الزجاج، وهي عملية تُعرف باسم التزجيج.

ويقول الجيولوجيون في ورقتهم البحثية: "على الرغم من كون ثوران بركان جبل فيزوف في عام 79م، واحدا من الانفجارات التي تمت دراستها أكثر من غيرها، إلا أن التوقيت الدقيق وأسباب الوفاة في بومبي وهيركولانيوم ما تزال محل نقاش".

وأضافوا: "أظهرنا أن أول تيار من الحمم البركانية التي دخلت المدينة كان موجة رماد قصيرة العمر، مع درجات حرارة تتراوح بين 555-495 درجة مئوية، قادرة على التسبب في الموت الفوري للناس".

أدى ثوران بركان جبل فيزوف عام 79 بعد الميلاد إلى تدمير مستوطنات بومبي وهيركولانيوم وتوري أنونزياتا وستابيا، ما أسفر عن مقتل الآلاف في تلك الحادثة.

وكان سكان بومبي بعيدين عن البركان، ما يعني أنهم لم يتعرضوا "لتدفقات الحمم البركانية". ولكن بدلا من ذلك، تم دفنهم أحياء في الرماد الذي حافظ على رفاتهم وعلى جزء كبير من المدينة.

في المقابل، لم يتم حفظ جثث الأشخاص الذين يعيشون في هيركولانيوم جيدا بعد موتهم، وهو ما شكل لغزا لعلماء الآثار، ما دفعهم للبحث عن سبب ذلك.

فقاموا بجمع عينات من الخشب المكربن من خمسة مواقع في هيركولانيوم ودراستها باستخدام تحليل الانعكاس، الذي يقدر كثافة امتصاص الطاقة.

وأظهرت العينات علامات تعرضها لغاز شديد السخونة لفترة قصيرة جدا، وهو دليل على التعرض لتيار الحمم البركانية.

وكانت درجة الحرارة الأولى التي دخلت هيركولانيوم لا تقل عن 550 درجة مئوية، على الرغم من أنها تجاوزت هذا الرقم على الأرجح، وفقا للفريق.

وتبع ذلك ما لا يقل عن تيارين أكثر برودة مع درجات حرارة تتراوح بين 315 درجة مئوية و465 درجة مئوية، مما ترك رواسب بركانية أكثر سمكا على الأرض.

وسمحت هذه النتائج للفريق بفهم ظروف تكوين وحفظ جمجمة بداخلها دماغ مزجج لضحية عثر عليها في Collegium Augustalium، وتم الإبلاغ عنها في عام 2020.