تقدم «البوابة» فى هذه النافذة على مدار شهر رمضان كل يوم رائدا من رواد التنوير فى مصر، للتعرف على دورهم فى محاربة الظلام والفكر المتطرف وإنارة طريق العقل والتنوير للسير فى درب التقدم والتطور ومواكبة العالم الحديث.
من الحقيقة الغائبة، والذي ناقش فيه حياة التيارات الإسلامية وموقف المصريين منها دولة وشعبا، إلى زواج المتعة بين مذهبين رئيسيين في الإسلام والعلاقة بين الرجل والمرأة في ظل الخطاب الديني المنفعل داخل هذه المذاهب، إلى فتح حوارات حول الشريعة ودورها في حياة المجتمع والدولة والفرد، وصولًا بالطائفية وما فعلته في مجتمعنا واحتكار البعض للحقيقة وأثره في حياة المصريين ثم الملعوب، ونكون أو لا نكون وصولا إلى النذير المحذر من خطر الخطاب الإرهابي، وفاتحًا في الوقت نفسه حوارًا حول العلمانية، قبل السقوط، هكذا عاش وفكر وانشغل بقضايا وطنه وكان مناضلًا حقيقيًّا ضد التخلف والقهر والاستبداد، مدافعًا عن قيم التسامح والحرية والديمقراطية والإبداع، إنه فرج فودة.
فرج فودة كاتب ومفكر مصرى علمانى، ولد في ٢٠ أغسطس ١٩٤٥ ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر.
حصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، تم اغتياله على يد الجماعة الإسلامية في ٨ يونيو ١٩٩٢ في القاهرة، كما كانت له كتابات في مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار المصريتين.
أثارت كتابات د. فرج فودة جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الآراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن السياسة والدولة وليس عن المجتمع، كانت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه، وطالبت لجنة شئون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في ١٩٩٢ "بجريدة النور" بيانًا بكفره.
وكان لفرج فودة مناظرتان شهيرتان أولها كانت مناظرة معرض القاهرة الدولي للكتاب في ٧ يناير ١٩٩٢ تحت عنوان: مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية، وكان فرج فودة ضمن جانب أنصار الدولة المدنية مع الدكتور محمد أحمد خلف الله، بينما على الجانب المقابل كان شارك فيها الشيخ محمد الغزالي، والمستشار مأمون الهضيبي مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، والدكتور محمد عمارة الكاتب الإسلامي، وحضر المناظرة نحو ٢٠ ألف شخص.
المناظرة الثانية كانت في نادي نقابة المهندسين بالإسكندرية يوم ٢٧ يناير ١٩٩٢ تحت عنوان: مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية، وشارك فرج فودة ضمن أنصار الدولة المدنية مع الدكتور فؤاد زكريا، بينما كانت جانب أنصار الدولة الدينية: الدكتور محمد عمارة، والدكتور محمد سليم العوا، وشارك فيها نحو ٤٠٠٠ شخص.
وبصورة عامة، يمكن اعتبار العديد من كتب فرج فودة دراسات تفصيلية للتيارات الثلاثة، «فحوار حول العلمانية» «١٩٨٧» هو نقد للتيار التقليدي، و«الإرهاب» «١٩٨٨» نقد للتيار الثوري، و«الملعوب» «١٩٨٥» نقد للتيار الثروى وتحذير من أثر بيوت توظيف الأموال الإسلامية على الاقتصاد المصري وتدمير مدخرات المصريين وإضعاف السيولة اللازمة للاستثمار وإبخاس قيمة الجنيه المصرى.
كذلك يعتبر كتابه «النذير» «١٩٨٩» تأريخا لحركة هذه التيارات الثلاثة والتي بدأت منفصلة شبه متناحرة في انتخابات ١٩٨٤، ثم متحالفة في انتخابات ١٩٨٧، ولفشل تعامل الحكومات المصرية مع هذه التيارات.
شارك فرج فودة في تأسيس حزب الوفد الجديد، ثم استقال منه وذلك لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام ١٩٨٤. ثم حاول تأسيس حزب باسم «حزب المستقبل»، وكان ينتظر الموافقة من لجنة شئون الأحزاب التابعة لمجلس الشورى المصرى.
كما أسس الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر، وهى التى اغتيل أمامها.
ومن أهم مقولاته: «فالعقل المصرى قابل للمحاورة معك مهما اختلفت معه بشرط أن تكون واضحا ومقنعا، وهو أيضا مستعد لتلقي آرائك مهما كانت بشرط أن يتيقن من صدقك فى التعبير والدفاع عنها، وحاسته فى إدراك الصدق وتميزه حاسة باهرة».
ولعل هذا يفسر لنا تقبل المصريين لفكر رواد الحضارة في بداية القرن العشرين، أمثال: «رفاعة الطهطاوي، وعلي مبارك، وأحمد لطفي السيد، وسعد زغلول، وقاسم أمين، وطه حسين، وعلى عبدالرازق، وأحمد أمين...وغيرهم».
سياسة
مجددون| فرج فودة.. الكلمة التى اغتالتها الرصاصة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق