الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

«المولوية».. رقصة صوفية تحولت إلى «فلكلور» شعبى

رقصة المولوية
رقصة المولوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد الطريقة المولوية هى رحلة روحية بين الأرض والسماء، تسمو فيها النفس لترتقى إلى درجة الصفاء.

وتنسب الطريقة المولوية إلى مؤسسها الشيخ جلال الدين الرومى «1207هـ - 1272هـ» وهو أفغانى الأصل والمولد عاش معظم حياته فى مدينة قونية التركية وزار دمشق وبغداد وهو ناظم معظم الأشعار التى تنشد فى حلقة الذكر المولوية.

اشتهرت الطريقة المولوية بما يعرف بالرقص الدائرى لمدة ساعات طويلة حيث يدور الراقصون حول مركز الدائرة التى يقف فيها الشيخ ويندمجون فى مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحى فيتخلصون من المشاعر النفسانية ويستغرقون فى وجد كامل يبعدهم عن العالم المادى ويأخذهم إلى الوجود الإلهى كما يعتقدون.

تقوم هذه الطريقة الفلكلورية، على حقائق دينية وعلمية مدروسة ولها دلالاتها التى تتجسد فى أداء المولويين وما يعرف اليوم بالدراويش.

يرتدى «المولوى» ثوبًا أبيض طويلًا حتى القدمين، يرمز إلى الصفاء الروحى، والزهد والبعد عن الدنيا، لاسيما أن المتصوف يوصف بالزاهد الذى لا يعنى بحب الدنيا وشهواتها، إذ يفرغ قلبه من ذلك، ويملئه بحب الله ومعرفته، وعلى قدر تخلص القلب من تعلقه بزخارف الدنيا ومشاغلها، يزداد لله حبا، إذ يعرف أن الزهد هو الطريق للوصول إلى الله، ونيل حبه ورضاه.

يقدم فيها المولويون، الذين يملكون مهارات خاصة، أداء متناغما يرافق ما يقدمه أعضاء الفرقة المتخصصة، إذ يعكسون انسجامهم الروحى على الجمهور، الذى يحرص على متابعة أدائهم بإعجاب وذهول، لقدرتهم الكبيرة على تقديم أدائهم بحركاته المختلفة فى وقت واحد، وكأنهم مبرمجون للبدء والانتهاء معا، فى توازن مذهل، جسده الدوران دون توقف لفترة طويلة.

وانتقل ذلك الفلكلور إلى دول عربية مجاورة، كمصر وسوريا وتحديدا حلب، وأضحت جزءا من فلكلورها الدينى الذى تمارس طقوسه حتى اليوم، وتحديدا فى المناسبات الدينية، مثل الإسراء والمعراج، والمولد النبوى الشريف، وشهر رمضان الكريم، وهذا لا يعنى أنها عبادة كما يظنها البعض، فهى رقصة صوفية ارتبطت بالجلسات الدينية التى تتمحور حول الذكر، وذلك عن طريق تأدية الموشحات والابتهالات.

ولم يقتصر ذلك الفن الصوفى على دول عربية بل تعداه إلى دول أجنبية، تحرص على تقديم هذه العروض المولوية، التى تقدمها فرق متخصصة، تقوم بدعوتها لإحياء مناسبات دينية.

وبنهاية الحكم العثمانى، حظرت المولوية من قبل أتاتورك وحول مركزها فى قونية إلى متحف وأغلق كل السمخانات والتكاية، وفى عام 1950، أعادت الحكومة التركية الاعتراف بها وسمحت للدراويش بممارسة الرقص الدائرى سنويا فى 17 ديسمبر ذكرى وفاة الرومى.

والآن، يتولى فاروق حمدان الشلبى وهو الحفيد العشرون للرومى، أمور الطائفة التى كسبت شهرة عالمية من خلال الحفلات التى تقيمها فى كل دول العالم.