دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" إلى تعزيز الدعم الدولي للتخفيف من الوضع الإنساني المتردي والمساعدة في جهود بناء الدولة بالصومال، وذلك خلال زيارته للصومال ولقائه مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في مقر الحكومة الفيدرالية.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة قال الأمين العام في زيارته الأولى للصومال منذ ست سنوات: "أنا هنا أيضا لدق ناقوس الخطر بشأن الحاجة إلى الدعم الدولي الهائل، بسبب الصعوبات الإنسانية التي يواجهها البلد، دعم إنساني هائل لبناء القدرة الأمنية للصومال، دعم إنساني هائل لتحقيق الاستقرار".
وأضاف "جوتيريش" أن الصوماليين وعلى الرغم من أنهم لا يساهمون بصورة فعلية في تغير المناخ، إلا أنهم من بين أكبر ضحايا هذه الظاهرة حيث "يعاني ما يقرب من خمسة ملايين شخص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد" في إشارة إلى موجات الجفاف المتواصلة التي يمر بها الصومال، مضيفًا أن ارتفاع الأسعار فاقم من سوء الوضع، داعيا المانحين والمجتمع الدولي إلى زيادة دعمهم.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن الوقت قد حان كي يحشد المجتمع الدولي المزيد من الدعم للصوماليين لضمان أمنهم ومحاربة الإرهاب، والمساعدة في حل المأساة الإنسانية التي يمكن أن نشهدها في مخيم مثل هذا.
ودعا "جوتيريش" إلى دعم الصوماليين في تهيئة الظروف الملائمة لبناء قدرة السكان على الصمود وتحقيق التنمية، مضيفًا: "في شهر رمضان المبارك، نحتاج إلى كرم المجتمع الدولي الذي يعد أمرا حاسما للغاية لإنقاذ الأشخاص الذين التقيتهم في هذا المخيم، والذين يعيشون في ظروف مأساوية".
كما جدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته للمجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم ليتجاوز المجال الإنساني، بهدف مساعدة الصوماليين على أن يكونوا قادرين على إطلاق عملية جديدة لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد وبناء قدراتها لمحاربة حركة الشباب بكفاءة أكبر مقارنة بالماضي.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن ما يقرب من نصف سكان الصومال يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة والحماية، بسبب الصدمات المناخية الناجمة عن خمس سنوات متتالية من مواسم الأمطار السيئة والصراع الممتد، ومن بين هؤلاء، حوالي 3.8 مليون نازح.
ويعاني ما يقرب من خمسة ملايين شخص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما يعاني حوالي 1.8 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، ويفتقر ثمانية ملايين شخص إلى إمكانية الحصول على ما يكفي من المياه والصرف الصحي والنظافة، ولا يحصل ثلثا الأشخاص في المناطق المتضررة من الجفاف على الرعاية الصحية الأساسية.
وذكرت "أوتشا" أن خطة الاستجابة الإنسانية للصومال لعام 2023 تتطلب 2.6 مليار دولار لمساعدة 7.6 مليون شخص- لكن الخطة لم تتلق حتى الآن سوى حوالي 15 في المائة من جملة المبلغ المطلوب.