شهدت أسعار الذهب عودة للارتفاع خلال تداولات اليوم الثلاثاء، وذلك بعد أن عانت من انخفاض بنسبة تصل إلى 1% تقريباً أمس في المعاملات الفورية، يأتي تعافي الأسعار اليوم في ظل تراجع مستويات الدولار قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية غداً الأربعاء، وفق جولد بيليون، وارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.6% منذ بداية جلسة اليوم ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2002.39 دولار للأونصة.
ويحاول المعدن النفيس العودة للتداول فوق المستوى 2000 دولار للأونصة، وذلك بعد تسجيل الذهب أعلى مستوى منذ مارس 2022 خلال الأسبوع الماضي عند 2023.07 دولار للأونصة، وبالنسبة للدولار فقد شهد انخفاض اليوم بنسبة 0.3% وفقا لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، وذلك بعد تسجيله أفضل ارتفاع منذ بداية الشهر خلال جلسة الأمس بنسبة 0.5% وسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 102.46.
وانخفاض الدولار اليوم يجعل الذهب كاستثمار أرخص بالنسبة للمشترين الحائزين للعملات الأخرى، في ظل العلاقة العكسية التي تربط الذهب بالدولار منذ كونه سلعة تسعر بالدولار الأمريكي، وفق gold Bullion ، ويعتبر التحرك السلبي الذي شهدته أسواق الذهب يوم أمس كان بسبب التأثير المتأخر لتقرير الوظائف الأمريكي الذي صدر يوم الجمعة الماضية، وكانت الأسواق المالية مغلقة بسبب عطلة نهاية الأسبوع في عيد الفصح التي تبدأ يوم الجمعة، ليبدأ التفاعل الحقيقي للأسواق خلال جلسة الأمس.
وأظهر تقرير الوظائف الأخير عن شهر مارس تعيين 236 ألف وظيفة جديدة من 326 ألف وظيفة، بينما تراجع معدل البطالة إلى 3.5% من 3.6%، وهو ما أظهر استمرار الاستقرار في قطاع العمالة بشكل يتيح للبنك الفيدرالي القيام برفع جديد في أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم.
تشير توقعات الأسواق الآن إلى احتمال بنسبة 70% أن يلجأ البنك الفيدرالي لرفع الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع مايو القادم، واحتمال بنسبة 30% أن يثبت أسعار الفائدة دون تغيير وهذه التوقعات تسببت في تركيز كبير ومباشر على بيانات التضخم الأمريكية التي تصدر غدا الأربعاء بالإضافة إلى محضر اجتماع البنك الفيدرالي في مارس حيث يبحث المتداولون عن مزيد من الأدلة حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية.
وتشير التوقعات إلى ارتفاع أسعار المستهلكين على المستوى السنوي خلال شهر مارس بنسبة 5.2% من القراءة السابقة بنسبة 6.0%، وفي حال جاءت القراءة الفعلية بأعلى من التوقعات سيكون التأثير لصالح توقعات رفع الفائدة في مايو، وبالتالي سينعكس هذا بالإيجاب بشكل كبير على الدولار الأمريكي الذي سجل أدنى مستوياته في شهرين خلال الأسبوع الماضي.
وفي حال دعمت بيانات التضخم توجه رفع الفائدة من قبل الفيدرالي سنشهد تراجع وتصحيح سلبي في أسعار الذهب حيث ترتفع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالسبائك غير المدرة للعائد عندما يتم رفع أسعار الفائدة لخفض التضخم، كما أنه يزيد من قوة الدولار وبالتالي تراجع مستويات المعدن النفيس