الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لن تجد فى بحار الحب عند الصوفية إلا التقوى....

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ذكر الكاتب الكبير والأديب الصوفي الأستاذ أحمد بهجت فى كتابه الشيق "بحار الحب عند الصوفية" ان الخشية من الله عز وجل هو أهم ما يميز  أولياء الله الصادقين وخشية الله هى تقواه...

يقول الله تعالى

"إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓاء"
 
ولو تأملت فى معانى كثير من الآيات تجد أن الحق سبحانه وتعالى يلفت الانتباه إلى التقوى وإلى  الحقيقة الجوهرية للإيمان  فى قوله:
 
"وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ"

 وكما يحدثنا  الله   فى سورة البقرة عن هدف الخليقه الإنسانية هو  التقوى...

وفي سورة النساء يشير القرآن الكريم إلى أن وصية التقوى الموجهة إلى المسلمين هي نفسها وصية التقوى التي  وجهت قبل ذلك إلى الذين أوتوا الكتاب...

وهذا معناه أن الوصية قديمه يرجع تاريخها لنشأه النوع الانساني...

وأيضا في سورة الحج يقول الحق تعالى للحجيج إن دماء الأضحية ولحومها لن تذهب الى الله،إنما سيذهب الرمز المختبئ في شعائر العباده...
وهو التقوى...

 وبهذه الآيات كلها ينكشف لب الإسلام عن جوهره...

والتقوى تعنى الخوف من الله تعالى والحياء منه ومراقبته في كل حال...

وبسبب أهمية التقوى البالغة... يجعلها الله  هي معيار الفضل الوحيد... قال تعالى
"إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَاكُمۡۚ"...

 لم يقل  الله سبحانه وتعالى إن أكرمكم عند الله أغناكم، ولم يقل أعلمكم ولا أفضلكم حسبا ونسبا، إنما قال شيئا يتجاوز هذا كله...


إن تصورات  البشر وموازينهم  تجعل الأولويه للثراء والعلم والجمال والحسب والنسب والسلطة...

ولم يكن الحق يتحدث في سوره الحجرات عن موازين البشر... قال تعالى"إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ "...ثمة مستوى آخر يختلف تماما عن موازين البشر وتصوارتهم... أمام مستوى الألوهيه الجليل...

يقيس الله عز وجل كرم الناس بتقواهم لله... فالتقوى هي المعيار عند الله....وهي وحدها التي توضع في الميزان، وهي وحدها التى تهم...

هذا التتويج للتقوى أثر في قلوب المسلمين الاوائل،فقد كانوا يتلقون من  رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الرسول أتقى الناس لله...

كان أشد الناس خوفا من الله،وأشد الناس حياء من الله، وأشد الناس رهبة من جلال الله،وكان حبه لله عز وجل  يتجاوز إطار العبوديه وتوقير الله...

ورغم انه كان رحمة للعالمين بنص كتاب الله...ورغم ان الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،رغم هذا كله كان يقوم الليل ويصوم النهار فلما سئل لماذا وقد غفر الله لك؟

أجاب: افلا اكون عبدا شكورا...إن إجابته صلى الله عليه وسلم تتضمن الاحساس بالعبودية الشاكرة... والإحساس الدائم بالعبودية هو جوهر التقوى...

ولقد عرف الاسلام نماذج من الصحابه والتابعين وتابعي التابعين كانوا أمثلة عليا في خشية الله وتقواه...

والصوفي الحق يشرب من نبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتقى الله  ويخشاه...

فى الأسبوع القادم بإذن الله سنتعرف على من  يدعى انه متصوفا وهو لا يمت بصلة للصوفية  ...