الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

ديفيد فالا يكتب: حكايات أفغانية.. في انتظار تحديد عيد الأضحى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

التحليل الذى أنتم على وشك قراءته صحيح، لكننى أعلم جيدًا أنه يمكن أن يراه البعض على أنه حكاية بسيطة لا ترتبط بالواقع. ومع ذلك، سأتشارك هذا التحليل معكم، لأن هذه الحكاية توضح جيدًا ما يمكن أن يكون عليه إسقاط الروح البشرية ومن السهل أن يتم نسبها إلى الإلهية.
نقترب إذن من موعد العيد الكبير «عيد الأضحى»، فى عام ١٩٩٤ وانقطع الاتصال مع خارج منطقة خلدن منذ عدة أيام، وخاصة مع ما يسمى «بيت الشهداء» فى «بيشاور». الموعد شهر مايو ويعد شهرًا حارًا ليس فقط على مستوى درجة الحرارة، ذلك أن التوترات مع ما سيطلق عليه القاعدة وباكستان تكاد تكون محسوسة أيضا فى الجو. وفى الحقيقة لن يخبرنا «أميرنا» بأى شيء عنها، لكن هذا التوتر ربما يكون سبب «التعتيم الإعلامى».
لا يزال هناك بعض الشك بين مديرينا التنفيذيين أو أمرائنا حول موعد العيد فى حين أن لدينا تقويما يشير إلى اليوم المحدد لهذه العطلة، لكنه تقويم باكستانى.. يكفى أن نقول إن هذا التقويم لا يساوى الكثير. ومع ذلك، فى حالة عدم وجود مصدر آخر، يتم الاحتفاظ بهذا المصدر. ولا بد من القول إن السؤال عن موعد العيد، تم طرحه على الأفغان العاملين فى المخيم وعلى فلاح يأتى أحيانًا من مزرعته سيرًا على الأقدام ويأخذ فى الطريق للوصول إلينا حوالى ساعة.. لم يتم الرد على هذا السؤال بإجابة قاطعة. وبعد ذلك، لا يبدو الأفغان، المتواجدون خارج منطقة القتال، أشخاصًا موثوقًا بهم بالنسبة لمديرينا التنفيذيين.
النقطة الثانية التى تجعل هذا العيد فريدًا من نوعه هو فى حقيقة الأمر أنه لم يكن من الممكن العثور على شاة، وأن المسئول عن هذه المهمة قد عاد ومعه بقرة. لم يكن من الممكن أن يجد خروفًا لشرائه فى دائرة نصف قطرها عدة عشرات من الكيلومترات.. وبالفعل العثور على خروف فى الجبال الأفغانية شىء غاية فى الصعوبة إن لم يكن مستحيلًا.. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأبقار فى أفغانستان هى أكبر بقليل من الأغنام الأيرلندية.
علاوة على ذلك، فى أفغانستان يريد كل الأفغان أن يقدموا هذه التضحية.. وفى تركيا، وفى البلدان الناطقة باللغة التركية ودول البلقان، يأخذ هذا العيد اسم القربان، أو التضحية.
 


وفى الحقيقة، هذه الممارسة ليست فى حد ذاتها إلزامية؛ ولكن هناك، كما هو الحال فى أى مكان آخر، «ماذا سيقول الناس إذا لم أضح بشاه؟.. ويأتى إذن اليوم الذى تمارس فيه شعائر الذبح فيجمعنا أحد مدربينا فى «ميدان الرماية». يخبرنا أن هناك شكًا حول اليوم المختار للعيد، لكن يجب أن تكون نيتنا الاحتفال بالعيد فى التاريخ الصحيح. ويذكر هذا الحديث الذى لا يمكن لمسلم واحد أن يتجاهله، والذى يحدد أن النية تغلب على الأفعال «إنما الأعمال بالنيات»، وأنه يمكن الحكم على الفعل دون معرفة نية القائم به.
ويضيف فى هذا الموضوع أننا إذا أخطأنا يرسل الله «آية» أى «علامة». إنه لأمر جيد أن يخبرنا بهذا، لأنه فى هذه اللحظة بالضبط، يبدو أن الغيوم خلفه قد سمعته.. وهنا أخاطب أبو عمر الجزائرى، مديرنا التنفيذى، لأقول له أن ينظر إلى ما هو «مكتوب» بالغيوم.. دون الخيال، يمكننا أن نرى اسمًا يظهر بشكل واضح «الله أكبر"! للمجموعة التى نحن فيها. فى الواقع، الغيوم تشكل «الله».. فى ذهنى، تقريبًا عن طريق منعكس، سأفكر أيضًا «يا للعجب"!.. كانت هناك غيوم ركامية، وفى ذلك اليوم رأينا نصًا تراكميًا.. هذه المرة، نحن «على يقين» من أننا قبل العيد بيوم واحد ونتيجة لذلك، وعلى الرغم من النية، فنحن جيدون فى العثور على بقرة أخرى.. سيكون عام ١٩٩٤ هو الوحيد فى حياتى كلها التى جاء فيه العيد الكبير مرتين.. كانت الميزة بالنسبة لنا هى تناول اللحوم فى وجباتنا، بينما كانت نادرة إلى حد ما على قائمة الطعام.
باختصار، وجبات اللحوم كانت تتجسد منذ أيام قليلة بطريقة تشبه «المعجزة».. ولحسن الحظ لم يقل أبو عمر الجزائرى: «إذا كنا على حق، يرسل الله إشارة!» وهنا لن يكون لدينا الكثير من اللحوم لنأكلها.
معلومات عن الكاتب: 
ديفيد فالا.. جهادى فرنسى تائب. اعتنق الإسلام فى شبابه، وقام بمحاولة فاشلة للانضمام إلى صفوف المجاهدين الأجانب الذين ذهبوا لدعم مسلمى البوسنة خلال حرب البوسنة والهرسك، ثم غادروا للتدريب فى معسكر جهادى فى أفغانستان. ولدى عودته، شكل خلية إسلامية وتم تفكيكها فى سياق هجمات عام 1995. وفى عام 1998، حكم على فالا بالسجن ست سنوات. خلال السنوات التى قضاها فى السجن، قرر الانفصال عن الأيديولوجية الإسلامية ثم عاود الاندماج فى المجتمع الفرنسى. فى عام 2010، قرر الخروج من الصمت للإدلاء بشهادته حول تجربته.. يواصل شهاداته عن الفترة التى قضاها فى أفغانستان.