الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الكنائس المصرية.. تاريخ حافل بالرعاية والعطاء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إِنَّهُ يَقْضِي حَقَّ الْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ، وَيُحِبُّ الْغَرِيبَ فَيُوَفِّرُ لَهُ طَعَاماً وَكِسَاءً (التثنية 10 :18)
وَتَعَلَّمُوا الإِحْسَانَ، انْشُدُوا الْحَقَّ، أَنْصِفُوا الْمَظْلُومَ، اقْضُوا لِلْيَتِيمِ، وَدَافِعُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ (إشعياء 1 :17) 
إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي، لَكِنَّ الرَّبَّ يَتَعَهَّدُنِي بِرِعَايَتِهِ (مزمور 27 :10)

هذه بعض الأيات من الكتاب المقدس حول رعاية الأيتام وكل من قست عليهم الحياة؛ وتحاول الكنائس المصرية جاهدتاً أن تعمل بهذه الأيات لتنفيذ وصاية الله لتحولها إلي أفعال ملموسة علي أرض الواقع لتكون بمثابة يد العون للكثير عن طريق برامج رعاية عديدة تقدمها وترعاها مُختلف الكنائس المصرية المتمثلة في الكنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية والكنيسة القبطية الكاثوليكية والكنائس اللوثرية المصرية.

تسلط "البوابة نيوز" خلال هذه السطور علي بعض هذه النماذج التي تراعها الكنائس المصرية وذلك بالتزامن مع يوم "اليتيم" الذي يحتفل به العالم في أول جمعة من كل أبريل؛ حيث أطلقت هذه المناسبة بهدف بث البهجة والسرور في قلوب الأيتام وأحباء الله حتى صار هذا اليوم عيدًا لهم، ينتظره الأطفال في كل عام، للقاء الرحماء الذين يبثون في روحهم الدفء والأمل ليكملوا حياتهم التي قسمها الله لهمهم.

 


أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية

وتمثل أسقفية الخدمات الراعي الرئيسي التابعة للكنيسة الأرثوذكسية أحدي أهم الكيانات التي تساهم في دعم اليُتماء وجميع المحتاجين في مصر وذلك عن طريق برامجها العديدة، وبالإضافة إلي بروتكولات تعاونها الكثير مع المؤسسات الأخرى، وتأسست أسقفية الخدمات العامة و الاجتماعية 30 سبتمبر 1962، ومنذ  نشأتها المبكرة في عهد الباب كيرلس السادس وأصبحت علي يد بابا الإسكندرية ال116 شجرة مثمرة في حقل الخدمة، وقام البابا كيرلس السادس برسامة الأنبا صموئيل أسقفا لها والذي قام بتطوير وتنمية الأسقفية من خلال خبراته وتعليمه، حتى توفي خلال حادث المنصة وقت اغتيال الرئيس محمد أنور السادات 1981.

وتولى من بعده عدد من الأساقفة الذين طوروا نشاط الأسقفية من خلال أفكارهم المميزة، وذلك حتى قام البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، برسامة الأنبا يوليوس أسقفا لأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية وأحتفلت الكنيسة القبطية خلال العام الماضي بذكري تأسيسها ال60 بإطلاق مشروع جديد لتأكد علي استمرارها في تقديم الخدمات إلي أحباب الله وأبناء الوطن، حيث أطلق مشروع تحت عنوان " بنت الملك" وهو مشروع خدمي بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي وبنك ناصر الاجتماعي ويهدف هذا المشروع لرعاية الفتيات القاصرات الأيتام منهم علي وجه الخصوص، حيث خصصت الكنيسة حسابات استثمارية للفتيات وتعزيز كرامتهن حتى تيسر عليهن تكاليف الزواج حين بلوغ سن الرشد والزواج، حيث تقوم الكنيسة بفتح حسابات استثمارية للفتيات  اليتيمات.


بيت فاولر

ومن بين الخدمات العديدة التي تقدمها الكنيسة الإنجيلية في مصر نذكر بيت "فاولر" وهو يعتبر من أهم القلاع التي تقدم خدمات إلي الأيتام في القاهرة وهو بيت خدمة له تاريخ طويل تعدي القرن من الزمان وكانت بداية القصة فى عام 1896، عندما زار القاهرة مستر جون فاولر وزوجته إسترالتى، وآلمها كثيرا وجود أطفال فى احتياج وفقر شديدين، فلما رجعا إلى الولايات المتحدة الأمريكية قررا جمع المال لرعاية الأطفال الفقراء الذين يحتاجون إلى مأوى.

وفى عام 1906، شاركتهما مس سميث مسؤولية رعاية الفقراء والأيتام فاستأجروا منزلا فى مصر القديمة ضم عدد ست يتيمات ومدرستين، وبذلك أنشئ فى بلادنا المصرية أول ملجأ للبنات، وكانت أمال مس سميث أن تشترى مكانا أكبر لتستطيع توسيع الخدمة.

ومن عام 1923 أصبح ملجأ فاولر يدار بمعرفة الإرسالية الأمريكية الموجودة فى مصر آنذاك، ‏ولكن فى العام 1960 أبدت الإرسالية الأمريكية بمصر رغبتها فى تسليم إدارة الملجأ إلى سنودس النيل الإنجيلى الذى بدوره قرر إعطاء مسئولية الإدارة للكنيسة الإنجيلية بالفجالة بناء على رغبة راعيها جناب القس توفيق جيد ومجلسها.

ومنذ ذلك التاريخ تشرف الكنيسة الإنجيلية بالفجالة على الملجأ حيث قامت بتأسيس الجمعية الإنجيلية لتنمية الخدمة الاجتماعية وكان أول مجلس إدارة لها برئاسة الدكتور القس توفيق جيد وفى عام 1981 قرر مجلس الكنيسة الإنجيلية بالفجالة برئاسة جناب القس سليمان صادق، إقامة مبنى جديد يتسع لعدد أكبر من البنات وتم إسناد عمل الرسومات الهندسية لمكتب الدكتور المهندس كامل عوض وسليم عوض وتم إسناد عملية تنفيذ المبنى إلى المهندس توما، وقد تم افتتاح المبنى الجديد فى حفل مهيب يوم الجمعة 8 نوفمبر 1985 بحضور رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر وقيادات سنودس النيل الإنجيلى ومجمع الكنائس الإنجيلية بالقاهرة.

 

 

دار العائلة المقدسة للخدمات ورعاية الأيتام

ومن الشمال ننتقل إلي الجنوب في صعيد حيث تكون هناك الأوضاع أكثر شدة، حيث قامت الكنيسة الكاثوليكية بتأسيس دار العائلة المقدسة للخدمات ورعاية الأيتام وترجع بداية فكرة هذا الصرح عندما أقدم كل من الأنبا مرقس حكيم والراحل القمص يوحنا الكرارسي علي شراء قطعة الأرض في عام 1996 في عهد الأنبا

وفي 18/12/2005 صلى البطريرك الكاردينال الأنبا اسطفانوس الثاني، والأنبا يوسف أبو الخير، قداساً احتفاليا برعية الخزندارية، وفي ذات اليوم تقدما إلى الجهات المختصة بالمحافظة بطلب إنشاء داراً للخدمات ورعاية الأيتام، وشاءت العناية الإلهية بالموافقة على إنشاء هذا الدار وفي 19/6/2009 بدأت أعمال الحفر ووضع الأساسات، وأستمر العمل في الإنشاء إلى أن انتهى وإنشاء الدار وافتتاحه في 5/3/2012، ليصبح بعدها دار لعائلة المقدسة أحد أهم المؤسسات الرعوية التابعة للكنيسة الكاثوليكية التي تخدم قطاع كبير جداً من أبناء إيبارشية سوهاج المحتاجون.


واما عن قوام هذا الدار فهو يتكون من ثلاثة أدوار بجانب بدروم؛ وتم تجهيز البدروم ليكون قاعة احتفالات ومسرحاً مكيف الهواء، ويسع المسرح 350 فرداً تقريباً، ويحمل أسم القديسة ريتا لأنه في عيدها حصلت الكنيسة على الموافقة النهائية من الجهات المختصة الأمنية والمدنية ببداية العمل في هذا الدار وهذا المسرح لخدمة الرعية والأطفال المقيمين بالمكان، وكل من يطلب استخدامه.

 

 

وهذا الاهتمام في الحقيقة ليس وليد هذا العصر بل هو منتشر منذ القدم حيث بدأ من القرون الأولي من انتشار المسيحية حيث كانت تعمل الكنيسة على رعاية الأرامل ومعهن الأيتام. فكانت هناك خدمة يومية عرفت باسم "خدمة الموائد" تمثلت في توزيع الطعام وغيره بصورة منتظمة. واختير سبعة من تلاميذ السيد المسيح للاهتمام بهذه الخدمة.
وقد خصصت تعاليم الرسل، الباب الثاني عشر منها لأجل "الأيتام" ويحمل نفس العنوان، ويحمل بابها الثالث عشر العنوان..."يجب على الأساقفة الاهتمام باليتامى " وجاء فيه": أيها الأساقفة اهتموا بطعام اليتامى، ولا تدعوهم عاجزين شيئاً...