شدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الاثنين على ضرورة دفع روسيا ثمن التحرك لضم شبه جزيرة القرم، وذلك عقب وصوله إلى أوروبا في جولة تستمر أسبوعا سيحاول خلالها إدارة الأزمة في أوكرانيا عن طريق تقوية الدعم الدولي لإجراءات عزل روسيا.
وقال أوباما - في تصريحات بعد اجتماع غير رسمي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روت ونقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية - "أمضيت مع روت وقتا كبيرا في مناقشة الشأن الأوكراني".. مشيرا إلى أن أوروبا والولايات المتحدة متحدتان في دعم الحكومة الأوكرانية وفرض إجراءات تأديبية اقتصادية على روسيا.
ومن جانبه، أوضح روت أنه اتفق وأوباما على أن ما تقوم به روسيا في أوكرانيا من أعمال هو خرق للقانون الدولي.
وقال أوباما في تصريحات لوسائل إعلام هولندية "في جميع مناقشاتي مع الزعماء الأوروبيين، ستكون رسالتي هي أن روسيا تحتاج لإدراك العواقب الاقتصاديتة والسياسية لأفعالها في أوكرانيا".
وأضاف "لا يمكن أن تكون هناك دول تدعي الحق في ضم أجزاء من دول مستقلة. وليس هناك خيارات سهلة. وكنا نفضل ألا يصل الأمر لهذا، بيد أن أفعال روسيا هي ببساطة غير مقبولة. ويجب أن تكون هناك تبعات لذلك. وفي حالة واصلت روسيا تصعيد الموقف فإننا نحتاج إلى الاستعداد لفرض ثمن أكبر".
واعترف أوباما بنفوذ روسيا وتأثيرها بالنسبة لتعقيد الجهود بشأن قضيتي المحادثات النووية مع إيران والحرب الأهلية في سوريا.
وتابع "يوجد لدى روسيا مسئولية تقديم الدعم من أجل التوصل لاتفاق من أجل نقل الأسلحة الكيماوية إلى خارج سوريا وتدميرها. وما يعد سببا إلى حد بعيد في المشاكل هو أن دعم روسيا لنظام الرئيس السوري جعل النظام أقل ميلا للانخراط في مفاوضات بشأن انتقال سياسي لإنهاء النزاع. فكلما كانت روسيا تمنح دعما ماديا للأسد، كلما صعب التوصل لحل سياسي".
واشارت الصحيفة إلى أن تصريحات أوباما تأتي وسط المخاوف المتنامية التي أعرب عنها مسئولون أمريكيون بشأن تحركات القوات الروسية على طول الحدود.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما، الذي سيسافر في وقت لاحق من اليوم إلى لاهاي لحضور قمة الأمن النووي، سيجتمع مع الرئيس الصيني شي جين بينج ثم مع زعماء مجموعة الاقتصادات السبع العالمية البارزة.
ونوهت الصحيفة إلى أن التركيز الرئيسي لاجتماع أوباما مع نظيره الصيني سيكون القضايا الإقليمية في آسيا، إلا أن الصين ظهرت أيضا كلاعب رئيسي بشكل قوي في مواجهة الغرب مع روسيا في ضوء العلاقات الوثيقة لبكين مع موسكو.
وأوضحت الصحيفة أن أوباما سيغادر إلى بروكسل غدا الثلاثاء من أجل عقد اجتماعات مع قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو" ثم سيزور إيطاليا لمقابلة البابا فرانسيس والرئيس الإيطالي ورئيس الوزراء هناك.
