مع التطور العلمي والتكنولوجي وتطور الهواتف الذكية التي أصبحت جزءا مهما فى حياتنا، انتشرت ظاهرة الألعاب الإلكترونية بصورة مخيفة وأصبحت هذه الألعاب تشكل خطرا جسيما علي حياة أبنائنا وثقافتهم وميولهم.
إن من أخطر ما قذفت به التكنولوجيا إلينا تلك الألعاب وهو ما أدى إلى زيادة إستخدام هذه الألعاب من قبل الأطفال والمراهقين بل والكبار اعتقادا منهم أنها العالم الذي يجدون فيه المرح والتسلية والمغامرة، وقد انتشرت هذه الألعاب نتيجة لتنوعها وسهولة استخدامها، وأصبحت هى الشغل الشاغل للأطفال والشباب والمراهقين وتحولت من هوايات إلى حالات الإدمان.
وحقيقة الأمر فإن هذه الألعاب الإلكترونية أصبحت كابوس يهدد حياة الأسرة بل والمجتمع بأكمله، فالكثير منها مستوحى من الصراعات والحروب وهذا يجعل الطريق ممهدا لسلوك عدواني لدي الأطفال والمراهقين.
ومن أكثر هذه الألعاب انتشارا "البابجي، الحوت الأزرق، لعبة كرة القدم، سباق السيارات، والحروب بإستخدام الأسلحة النارية والثقيلة".
وإذا كان هناك جانب إيجابى لهذه الألعاب حسبما أشارت بعض الدراسات إلى أن للألعاب الإلكترونية تأثيرا كبيرا على الثقافة العامة للأفراد بسبب انتشارها الواسع بينهم وتزيد من الأداء المعرفي وتحسن عملية اتخاذ القرار وتشجع على القراءة وتشحذ التفكير الإستراتيجي والمهارات المنطقية وتزيد الاهتمام بالتكنولوجيا وتحسين مستوى اللغة الأجنبية.
إلا أنها لها تأثير سلبى كبير وتقوم بدس السم في العسل حيث أدت هذه الألعاب إلى حد الإدمان المفرط لمستخدميها من الأطفال والمراهقين والشباب بجلوسهم بالساعات أمام شاشات أجهزة المحمول، وأدت إلى اكتساب عادات سيئة وتكوين ثقافة مشوهة ومرجعية تربوية مستوردة وحدوث الكسل والعزلة الاجتماعية، بالإضافة إلى التوتر الاجتماعي وفقدان المقدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة لدي مستخدميها، ويتعلم منها الأطفال والمراهقون ثقافة العنف وتدمير المنشأت بالإضافة إلى استغلال الجماعات الإرهابية للمراهقين الذين يمارسون هذا الالعاب وتقوم بتجنيدهم وسلب عقولهم، مما اضطر بعض الدول إلى تحديد سن الأشخاص الذين يسمح لهم بممارسة هذه الألعاب.
ومما لا يدعو مجالا للشك أن هذه الألعاب قد تؤدى إلى كوارث إنسانية في الوقت القريب، ولا نغفل لعبة الحوت الأزرق التي كانت سببا رئيسا في تعريض حياة الشباب للخطر بل إقدامهم على فكرة الانتحار.
ولو عقدنا مقارنة بين الألعاب الرياضية والألعاب الألكترونية نلاحظ أن الألعاب الرياضية مثل كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية البدنية لا تلقى اهتماما من قبل المراهقين والشباب بنفس اهتمامهم وشغفهم بهذه الألعاب الإلكترونية التي أصبحت نقمة على حياة الأسرة والمجتمع حيث أصبح أطفال الأسرة كل مشغول بهاتفه وأصبحت الأسر مفككة وغابت روح الود والترابط الإنساني بين أفراد الأسرة.
وهناك أيضا آثار بدنية جسيمة لهذه الألعاب ومنها آلام الظهر ومشاكل العمود الفقري وضعف البصر نتيجة الجلوس لساعات طويلة أمام الحاسوب أو الهاتف المحمول، بالإضافة إلى السمنة لعدم الحركة لفترات طويلة والإصابة بالتشنجات العضلية والعصبية نتيجة التركيز الزائد كما أنها تزيد من احتمالية حدوث نوبات الصرع لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك.
وينظر الطفل أو المراهق لهذه الألعاب على أنها وسيلة للترفيه والتسلية فكانت هذه الألعاب وسيلة للخروج من العالم المحيط إلى العالم الافتراضي الأكثر جاذبية وإثارة وفقا لمعتقداته، حيث يندمج المراهقون والأطفال مع مراحل الألعاب ويصبح الهدف الأساسي هو الانتقال من مستوى إلى مستوى آخر أصعب في اللعبة بالإضافة إلى تصميم اللعبة الذي يعتمد على ألوان ومؤثرات تجذب الانتباه.
نحن بحاجة إلى توعية الأسرة والآباء بالإشراف على استخدام هذه الألعاب وفقا لأعمار مستخدميها ويجب على الآباء أن يكونوا على دراية بالألعاب التي يلعبها أبناءهم والتحقق من تصنيفها ومستواها ومحتواها والتحدث معهم عن مخاطر هذه الألعاب التي تحتوي على بعض الأفكار الهدامة وتشجيعهم على ممارسة أنشطة الرياضة البدنية والانخراط في المجتمع وعدم العزلة داخل بين أفراد الأسرة الواحدة حتى نحمى أبنائنا من كابوس الألعاب الإلكترونية الذى تغلغل بصورة رهيبة بين أولادنا.