تصحبكم جريدة “البوابة نيوز” على مدار 30 يوميًا خلال شهر رمضان الكريم وقراءة في أحدث إصدارات دور النشر على مدار العام، وفي كل يوم نقدم قراءة في رواية أو عمل أدبي أو سيرة لأحد المشاهير.
في هذا الكتاب «أقنعة باكثير.. خطاب القيمة واستراتيجية الإقناع للدكتور أحمد إبراهيم الشريف والصادر حديثًا عن دائرة الثقافة بالشارقة.
ويتناول كتاب "أقنعة باكثير.. خطاب القيمة واستراتيجيات الإقناع" مسرح على أحمد باكثير منذ البداية وحتى النهاية، مقدما قراءة في خطابه المسرحي، متوقفا عند كل من القيم التي اتكأ عليها في تشكيل عالمه ومنها قيم "الذات، والآخر، والعالم"، وطرق الإقناع التي لجأ إليها سواء أكانت "ثقافية أو لغوية أو بلاغية" وغير ذلك كي يؤكد على قيمه.
ويقع الكتاب في ثلاثة فصول تناول خلالها الكاتب قراءة في الخطاب المسرحي لأحمد باكثير، حيث جاء الفصل الأول بعنوان "خطاب المسرح والأقنعة" في ثلاثة مباحث تناولت خلالها السياقات الخاصة في الخطاب، والتمرد على تابوهات الفكر الديني، أما المبحث الثالث فجاء بعنوان بلاغة القناع، وفي الفصل الثاني ناقش خلالها موضوع بلاغة الخطاب القيمي، من خلال ثلاثة مباحث أيضًا، ومنها مقامات الذات، والآخر والعالم، وجاء الفصل الثالث بعنوان "بلاغة الخطاب الإقناعي"ومنها خطاب المرجعية والمحادثة والمضمون.
وعن سبب اختيار الكاتب لعلى أحمد باكثير ليكون محور دراسته العلمية يقول: "يظل علي أحمد باكثير واحدًا من المؤثرين في الأدب العربي المعاصر وفنونه، خاصة فن المسرح الذي خاض غماره منذ عام 1932م بمسرحيته "هُمام أو في بلاد الأحقاف"، المنشورة في مصر عام 1934م، وفي عام 1936م ترجم مسرحية "روميو وجوليت" للكاتب العالمي وليم شكسبير William Shakespeare بطريقة جديدة لم تألفها الكتابة العربية؛ إذ صاغها في شكل شعر حر، ودخل في عام 1938م باب التأليف بمسرحيته "إخناتون ونفرتيتي" ونشرها 1940م، واستمرت المسيرة حتى رحيله في عام 1969م.
ومن منطلق أن جيل الرواد كانوا يرون أن المسرح هو أمل الشعب وطموحه وتطلعه إلى حياة فنية وثقافية راقية؛ ومن هنا فإن دراسة مسرح باكثير تفتح الباب لتحقيق عدد من الأهداف ومنها الكشف عن طرق التفكير السائدة في تلك الفترة، خاصة أن المسرح يتجاوز الجوانب الوجدانية إلى الموضوعات العامة والقضايا الراهنة.
والكشف عن خطاب علي أحمد باكثير وتشكيل رؤية عامة لأبرز عناصره، والتعامل مع أعماله المسرحية بوصفها خطابًا جماليًا قادرًا على حمل رسائل معينة.، هذا بالإضافة إلى البحث عن العلاقة بين الظروف المجتمعية والمسرح، وتحليل الخطاب المسرحي بكونه وثيقة.
ولفت الدكتور أحمد إبراهيم الشريف إلى أنه قد استخدم في تناول خطاب مسرح علي أحمد باكثير عددا من المصطلحات التي وردت خلال تحليله لمسرح "باكثير" منها ما يتعلق بطبيعة المادة المقدمة "المسرح"، ومنها ما يتعلق بمفهوم المادة "الخطاب" وما يتصل بطريقة التناول "البلاغة الجديدة"، وتمثل هذه الثلاثة مثلثًا فنيًا يصلح أن يحتوي مادة الدرس ويسألها ويتعرف على سياقاتها ومآلاتها.
كما أنه يرى أن علي أحمد باكثير في الأصل مبدع أديب وليس رجل سياسة ولا رجل دين فقد أدرك خلال خطابه أن الفن جزء أساسي في التعبير عن هذه الموضوعات المهمة؛ لذا فمن الظواهر التي نتعرض لها في خطاب علي أحمد باكثير الطريقة التي كتب بها، ولجأ إليها ليخرج خطابه إلى الناس بالشكل المناسب الذي يضمن له تحدي الزمن واستمرارية البقاء، ونتوقف عند الصياغات الجمالية والإقناعية في المسرحيات.