السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

مخربون.. أيمن الظواهري.. الطبيب القاتل تأثر بسيد قطب وكفّر المجتمع وتولى قيادة طالبان

 أيمن الظواهري
أيمن الظواهري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظرًا لما يُعانيه العالم بشكل عام من الإرهاب والتطرف والفكر الظلامي، وخصوصا فى منطقتنا العربية، سوف تقدم «البوابة» فى هذه النافذة وعلى مدار شهر رمضان المبارك بشكل يومي، واحدا من هؤلاء المخربين الذين عملوا طوال حياتهم على إرهاب الشعوب وتخريب أوطانهم.

قُتل أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة فى ٣١ يوليو ٢٠٢٢، فى كابل، عاصمة أفغانستان، بغارة جوية بطائرة مسيرة، فى عملية رجح أن تكون بإشراف وتنفيذ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وقد أعلن عن مقتله فى ١ أغسطس ٢٠٢٢
والظواهرى، الذى رصدت الحكومة الأمريكية مكافأة بقيمة ٢٥ مليون دولار لمن يساعد فى الوصول إليه، يُعد الرجل الأبرز فى تنظيم القاعدة منذ مقتل أسامة بن لادن فى عملية أمريكية مايو ٢٠١١.
كان الظواهرى أكبر المطلوبين لدى الولايات المتحدة، نظرا لدوره فى تنظيم القاعدة المسئول عن هجمات الحادى عشر من سبتمبر فى نيويورك سنة ٢٠٠١.
وكان قد جدد زعيم القاعدة أيمن الظواهرى البيعة لزعيم طالبان هبة الله أخوند زاده، فى مايو الماضى ٢٠٢٢، فى مؤشر على استمرار التحالف الإرهابى بين تنظيم القاعدة وطالبان، رغم تعهد الأخيرة بمواجهة الإرهاب فى أفغانستان، وسط استبداد زعيم الحركة بزمام الأمور داخل الحركة.
وقال تقرير جديد للأمم المتحدة إن زعيم طالبان أصبح مؤخرا أكثر استبدادية وبعيدا عن متناول اليد، حتى على اتصال بعدد قليل من المسئولين.
ومن كتابات أيمن الظواهرى يمكن قراءة عقله، ومشاعره، وقناعاته، وأفكاره، وقد كان الظواهرى وما زال مسئولا عن دماء سالت، وأطفال يتموا، وحروب وقعت، ومواقف تغيرت.
بالإسلام يحمل سكينه، ليذبح ويقتل ويخرب ويكدر الأمن ويرعب الناس.. كيف يفكر ذلك الطبيب المصرى الذى تحول من الرأفة إلى القسوة، ومن بث الحب إلى نشر الكراهية، ومن إنقاذ الأرواح إلى إزهاقها وعدم الاكتراث بحياة الأبرياء.
لقد كتب أيمن الظواهرى نفسه وتصوراته وأحكامه على الناس والأنظمة فى كتب ومقالات متنوعة ومنتشرة ومتاحة للجميع.. وقد كتب أيمن الظواهرى ١٠ كتب مختلفة، ربما أشهرها كتابا «فرسان تحت راية النبى» و«الحصاد المر للإخوان المسلمين»، وأحدثها كتاب «التبرئة» فى الرد على مراجعات سيد إمام مفتى الجهاد السابق.
ولد أيمن الظواهرى فى حى المعادى عام ١٩٥١ لأسرة أرستقراطية ميسورة الحال، وكان جده لوالده هو الشيخ الظواهرى أحد شيوخ الجامع الأزهر، وجده لوالدته هو الدكتور عبد الوهاب عزام أستاذ الآداب الشرقية ورئيس جامعة القاهرة، أما والده فكان طبيبا شهيرا وأستاذا بطب عين شمس، وكان خاله محفوظ عزام نائبا لرئيس حزب العمل.
وتخرج الظواهرى كما يذكر منتصر الزيات، فى كلية الطب فى ١٩٧٤ وهو الوقت الذى يعتبره كثير من الباحثين ذروة الصحوة الإسلامية، وقد حصل على الماجستير فى الجراحة من جامعة القاهرة عام ١٩٧٨، وانضم إلى أول خلية سرية إسلامية وعمره ١٦ عاما، وتأثر مثل معظم جيل السبعينيات من القرن الماضى بكتابات المفكر سيد قطب، والتى تتلخص فى تكفير المجتمعات التى لا تحكم بشريعة الإسلام، وتصف جميع الأنظمة الحاكمة بالجاهلية، وفى ٢٣ أكتوبر عام ١٩٨١ تم القبض عليه وقضى ثلاث سنوات فى السجن، ثم خرج ليسافر إلى السعودية ومنها إلى أفغانستان، ثم يتعرف على أسامة بن لادن، وانتقل معه إلى السودان، ثم أفغانستان خلال حكم طالبان، وصار أحد المطلوبين لدى الولايات المتحدة بعد تدمير كول، ثم اعتداءات ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١ ليدخل بعدها كهف الخفاء.
وتنتشر فى كتب الظواهرى أحكام التكفير والشرك على المجتمعات العربية والإسلامية التى لا تحتكم إلى شريعة الإسلام، ويبدأ التكفير لديه من الحكام وحاشياتهم من وزراء وموظفين ومسئولين ورجال دين، ويمتد حتى عساكر الشرطة وصغار الموظفين، ويمكن القول إن شبهات التكفير بدأت مع بدايات انضمام الظواهرى للحركة الإسلامية تأثرا بسيد قطب الذى يقول عنه الظواهرى فى كتاب «فرسان تحت راية النبى»: «كانت ولا تزال دعوة سيد قطب إلى إخلاص التوحيد لله ولسيادة المنهج الربانى شرارة البدء فى إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام فى الداخل والخارج».
كما يتضح تأثره بمواقف يحيى هاشم وكيل النيابة الذى ترك عمله وهرب إلى الجبال؛ تأثرا باعدام سيد قطب، وحارب الشرطة إلى أن لقى مصرعه.
ويشير الظواهرى فى كتاب «الفرسان» إلى لقائه بصالح سرية صاحب تنظيم الفنية العسكرية، ويصفه بأنه حلو الحديث مثقف إلى أبعد الحدود، ولا شك أن تلك الشخصية كانت من أهم الشخصيات التى صاغت وتداولت فكر التكفير، واعتبرت المجتمع المصرى بشكل خاص مجتمعا جاهليا.
ويتوسع أيمن الظواهرى فى التكفير فيعتبر الديمقراطية كفرا واضحا؛ لأنها تعطى للمجتمع حق التشريع من دون الله، ويقول الرجل فى كتابه «الحصاد المر للإخوان المسلمين»: «إن الترشح لعضوية مجلس الشعب شرك بالله؛ لأن حق التشريع لله وحده».
ويعضد الرجل حكمه ببعض النقولات لأبى الأعلى المودودى أمير الجماعة الإسلامية فى باكستان، كما ينقل فتاوى قديمة لكثير من الأئمة والفقهاء، أمثال ابن تيمية وابن حجر العسقلانى والإمام النووى تقول: «إن من اعتقد أنه يمكنه أن يشرع من دون الله فقد كفر».