شهر رمضان في الجزائر له مذاق مختلف في شهررمضان المبارك فهم يمتلكون بعض العادات والتقاليد المميزة التي توارثوها عن أبائهم وأجدادهم في هذا الشهر الكريم
عادات وطقوس الجزائريين
يتميز الشعب الجزائري بالقيام ببعض العادات والتقاليد الخاصة بهم في وجبة الإفطار، حيث يبدأون بتناول التمر وشرب الحليب ثم نجد مائدة مكتظة بما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات، حيث يضعون الشوربة والمكرونة والبطاطس المقلية والخضروات والطواجن واللحوم.
ومن أشهر هذه فواتح الشهية التي يقدمها الجزائريون علي موائدهم ، هي طواجن الزيتون والجلبان والزبيب والبرقوق
والأكلات رمضانية
أشهر أكلة شعبية يطلقون عليها العولة وتتكون من القمح المطحون الذي يعتبر من أسس تحضير طبق الشوربة أو ما يسمى بـالفريك، بالإضافة إلى تحضير الفلافل وتعبئتها في عبوات زجاجية كبيرة ليضاف إليها الماء والملح والخل، بالاضافة الي تحضير معجون الطماطم وتجهيز كميات من البهارات والتوابل التي تتفنن النساء في تحضيرها بطرق تقليدية،ويفضل كثير من الجزائريين "الإفطار على مرحلتين"، الأولى بعد أذان المغرب، حيث يتناولون "الشوربة" باعتبارها الطبق الرئيسي، أما "المرحلة الثانية" فيكون بعد إكمالهم صلاة التراويح.
عن أشهر الحلويات الجزائرية
الزلابية، قلوب اللوز، أصابع القطايف،المحنشة.
أما الكسكس فهو طبق شعبي يتم تحضيره في السحور، وهو على شكل حبوب صغيرة مصنوعة من القمح، ويتم تناوله مع الزبادي بعد طهيه بالبخار.
أما تقاليد ليلة نصف رمضان فلها أكلة خاصة وهي الرقاق مع مرقة الدجاج.
وعن صيام الأطفال في رمضان
صوم الطفل في الجزائر طقوس لا نجدها في البلدان الأخرى، فهي تجربة روحية منفردة عن نوعها، تشاركه فيها كل العائلة، التي تحرص علـى حث الأطفال علـى صوم رمضان، وإن كان يوما من ثلاثين ، حيث جرت العادة، أن يصوم الصغار في نصفية رمضان، ويقدم لهم مشروب تحلية أو شربات، مع وضع خاتم من ذهب أو فضة بداخله.. وهي عادة، الهدف منها ترسيخ الصيام في ذهن الطفل ، وكذلك لها رمزية الذكرى الجميلة لأول يوم صيام.
ويعتبر الجزائريون رمضان ضيفا عزيزا، وينادونه باسم "سيدنا رمضان"... لذلك يستقبلونه بالبياض في البيوت وبأوان جديدة، وللون الأبيض أهمية كبيرة لدى العامة والخاصة في حياتهم المعيشية .
طقوس ليلة السابع والعشرون من رمضان
من العادات والطقوس القديمة الموروثة لدي الجزائريين ، تقام احتفالات خاصة يتم فيها ختم القرآن، ويتم توزيع الصدقات على المحتاجين والمساكين والفقراء.
أيضا تبخر النساء بيوتهن بالبخور مع تبخير أيديهن، وتحرص العائلات الجزائرية على ختان أبنائها ليلةالسابع عشر من رمضان ، تخليدا لهذه الليلة المباركة، حيث يرتدي الطفل الملابس الجزائرية التقليدية ويضع في كفه الحناء.
صلاة التراويح
أما صلاة التراويح فلها أثر بالغ من قبل معظم الجزائريين وفي جميع المناطق، إذ تمتلئ المساجد بعد دقائق بعد أذان المغرب
وبعد الانتهاء من الصلاة يقوموا بالزيارات العائلية في شهر رمضان المبارك والسهر وتجاذب أطراف الحديث حول صينية الشاي والقهوة والحلويات.
مائدة الرحمة بالجزائر
ومع اقتراب شهر رمضان المبارك من كل عام، تفتح الآلاف من مطاعم الرحمة أبوابها في الجزائر، وحتى المطاعم الشعبية تتحول إلى مطاعم مجانية للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، فلا يكاد التنقل من مكان إلى مكان أو من منطقة إلى أخرى إلا وتصادف مطاعم إفطار تشهد إقبال عدد كبير من الناس
حيث يبادر الكثير من الشباب تطوعا على تحضير وجبات الإفطار الرمضانية التي لا تتميز عن الوجبات المنزلية، حتى يشعر كل من يتناولها أنه بين أهله وذويه، وإن غابت العائلة أو المأوى فإن هذه المطاعم ضمنت لضيوفها الجو الرمضاني العائلي.
وما يميز عمل هؤلاء، أن الطهاة والمتطوعين اختاروا التضحية بالاجتماع مع عائلاتهم واستعدوا لخدمه ضيوف الرحمن من الفقراء والمحتاجين فلا تختلف الوجبات المقدمة، عن الوجبات في البيت الجزائري في رمضان، حتى إن بعضا منهم يقول إن وجبات مطاعم الرحمة في الجزائر "وجبات فاخرة"، حيث توفر المطاعم لضيوفها الرمضانيين "الشوربة الجزائرية" ومختلف الأطباق التي تشتهر بها الجزائر في رمضان مثل البوراك، اللحم لحلو، شخشوخة الظفر، إضافة إلى الفاكهة مثل الموز، المشمش، البطيخ، التمر .
عادة الوزيعة في الجزائر
تشتهر الجزائر أيضا بعادة تكافل اجتماعي قديمة منذ عدة قرون تعرف بـ"الوزيعة"، خصوصا في منطقة القبائل الأمازيغية.
إذ تنتشر بتلك المناطق عادة اسمها "الوزيعة" أو "تمشرط" أو "تيمشراط" باللهجة الأمازيغية، والتي تتكرر في كل المناسبات الدينية، إذ يولي أهل تلك المدن أهمية قصوى لشهر رمضان، الذي يعتبرونه شهرا للفرح بالتكاتف والتكافل الاجتماعي من خلال عادة "الوزيعة" التي تبقى ذلك التقليد الاجتماعي الراسخ في عدد كبير من مناطق الجزائر.
ومنطقة القبائل الأمازيغية، هي من أكثر المناطق الجزائرية التي تعد نموذجا لـ"تمشرط"، حيث يقوم أعيان وكبار المنطقة وميسوري الحال بجمع مبالغ مالية، وبمشاركة مختلف العائلات لشراء بقرة أو عجل أو أكثر، ويتم توزيع لحمها "بالتساوي" على أهل القرية بـ'فقرائها وأغنيائها بالتساوي".
ما يعني أنه لا يمكن لأهل القبائل في كثير من قراها ومناطقها، أن يصوموا رمضان "وبينهم محتاج"، فهي عادة راقية وأصيلة اعتادوا علي القيام بها كل عام في رمضان و تهدف للحفاظ على تماسك المجتمع، ونابعة من فهمهم العميق لدينهم.
السهرات الرمضانية حتي السحور
سهرات الجزائريين في رمضان تختلف من منطقة لأخرى، فهي تتراوح بين السهرات العائلية حول صينية شاي وحلويات رمضانية مثل "قلب اللوز" و"الزلابية" و"السيقار" و"الصامصة" وغيرها.
ومنهم من يفضل قضائها مع الأصدقاء لكن حول لعبة "الديومينو" أو "الديمينو"، وهي اللعبة المفضلة لكثير من الجزائريين في سهرات شهر رمضان.
ومن أهم الأكلات الشعبية التي يتم تحضيرها لاستقبال ضيوف "الداير" أطباق متنوعة من المعكرونة و"التشيشة" المصنوعة من مادة "الفريد" وغيرها.
أما عن سر تسميتها بعادة "الداير"، فيعود ذلك إلى توالي تلك السهرات طوال أيام رمضان "بشكل دائري عند كل بيت" حسب موقع الحاضرين في الجلسة التي تكون بشكل دائري، وهو الموقع الذي يحافظون عليه في كل الجلسات طوال أيام رمضان.
يبدأ أصحاب "الداير" بتناول تلك المأكولات وتبادل الحكايات، ثم يختمونها بقراءة جماعية للقرآن الكريم، وتبادل القصص والمعلومات الدينية وأهاليل دينية في مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ويمتد ذلك إلى غاية اقتراب موعد السحور، أن مدة عادة "الداير" في كل ليلة تقارب الـ4 ساعات، على أن يتم تحديد منزل جديد يجتمعون فيه في اليوم الموالي، ويفترقون للتسحر وأداء صلاة الفجر.
ومن أهم مميزات عادة "الداير" الجزائرية أنها تهدف إلى "تعزيز أواصر المحبة والأخوة وصلة الرحم وترميم العلاقات الاجتماعية بين الجيران أو العائلات من أي خلافات أو نزاعات".
و عادة "الداير" "تمحي" رواسب وهموم الحياة اليومية ومشاكلها في جلسة واحدة، تذكرهم بأهمية التعايش فيما بينهم، ويركزون في ذلك على قصص بها عبر ومواعظ الاخوة والترابط.