تنوعت فترات الحكم في مصر مع دخول الإسلام إلى مصر بين الأمويين، العباسيين، الطولونيين، الإخشيديين، الفاطميين، الأيوبيين، المماليك، العثمانيين، وفي كل دولة كانت تختلف شعائر وطقوس وعادات شهر رمضان المبارك، ونتناول في حلقة اليوم، رمضان في العصرين الأموي والعباسي.
عُرف عن ولاة بني أمية مقربتهم من الخلفاء الراشدين، لذا فقد استمر تعاملهم في شهر رمضان أشبه بتعاملهم مع رمضان في عهد الخلفاء الراشدين، لكنها تحولت في منتصف العصر الأموي إلى احتفالات كانت تقام احتفاءً بالشهر الكريم، وكانوا يقيمون المآدب والولائم في قصورهم ببذخ شديد.
وتشير الروايات إلى أن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان كان جوادًا كريمًا فكان يأمر عماله بأن يعدون الولائم والمآدب في شوارع الدولة الأموية طوال شهر رمضان وكانت تضرب في مصر مآدب كبيرة زاخرة بأصناف وألوان من الطعام والمشارب يدعى إليها الجميع.
كما تذكر الروايات، أن «الكنافة» الرمضانية أعدت خصيصًا للخليفة الأموي معاوية حينما كان واليًا على الشام بعد أن شكى من الجوع بين كل وجبة ووجبة وبخاصة في رمضان فقدموا له الكنافة على أنها طعام السحور لتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به فأطلق عليها لقب «كنافة معاوية».
كما اخترع الأمويين نوعا آخر من الحلوى أطلقوا عليه «قطايف السلطان» وكانت تقدم إلى السلطان على مأدبة الرسمية، والتي كان يدعو إليها ولاته وعماله من الأمصار كما كان يقتصر تقديمها على شهر رمضان.
رمضان في العصر العباسي
لقد كان شهر رمضان المبارك شهرًا جميلًا أحبه خلفاء الدولة العباسية وأعطوه مكانة عالية وكانت لهم طقوس مميزة ومنها:
تحري الهلال: قبل رمضان كان الخليفة بنفسه يشرف على تحري الهلال فيذهب بنفسه إلى المرصد الفلكي لتحري هذا الأمر العظيم.
تفقد المساجد: في أول أيام شهر رمضان يتجول الخليفة العباسي ومجموعة من القضاة في مختلف البلاد لتفقد الإنارة وتحضيرات المساجد، بالإضافة إلى تخصيص الدولة لجزء من المال لشراء البخور الهندي والكافور والمسك الذي كان يوزع على المساجد.
تفقد المحتاجين: كان الخلفاء يحرصون بأنفسهم على أن يخرجوا لتوزيع الطعام والنقود على الدكاكين المجانية المخصصة للفقراء والمحتاجين.
زيادة الرواتب: اهتم الخلفاء العباسيين بزيادة الرواتب في رمضان وصرف رواتب إضافية لأرباب الوظائف وحملة العلم والأيتام وغيرهم.
الإفطار الجماعي: كان الخلفاء العباسيون في عدد من أيام رمضان يمدون الموائد ببهو قصرهم لإفطار المسلمين.
الإفطار الفردي: كان عدد من الخلفاء العباسيون يحبون الانعزال في عدد من أيام رمضان فيكون إفطارهم في قبة قصرهم، حيث يبقى الخليفة جالسا منتظرا غياب الشمس.
التنكر: عرف عن عدد من الخلفاء التنكر لتفقد أحوال المسلمين ومن أشهر من انتهج هذا الأمر هارون الرشيد والخليفة المستنصر.
موكب التراويح: كان للخلفاء العباسيين موكبًا في أثناء ذهابهم لصلاة التراويح مع المسلمين حيث يكون الخليفة راكبًا الطيارة - شبيهة بالسفينة لكن يحملها الرجال- فيراه المسلمون بشكل يومي.
المساجد المفضلة: كان الخلفاء العباسيون يصلون في مختلف المساجد في مختلف البلاد ولكن خلفاء بغداد فضلوا مسجد المنصور وخلفاء سامراء فضلوا الملوية وخلفاء مصر فضلوا مسجد السيدة نفيسة.